المقالات

مع الشكرجي حول حرية العقيدة

1326 02:44:00 2007-07-22

بقلم: د.فخري مشكور

كتب الاستاذ ضياء الشكرجي مقالا حول حرية الاعتقاد تناول فيه التباين الشديد بين ما هو مدون في دستور العراق المقر عام 2005 وما هو عليه واقع الحال في العراق وتطرق المقال الى حرية الاعتقاد الديني والسياسي والقى الضوء على الجهات والاطراف التي تهددها وتمنع المواطن من التمتع بحقه الدستوري في هذه الحرية.ولكي لا اوقع القارئ الكريم في خطأ فهمي للمقالة فاني ارجوه اولا ان يراجع المقالة على الرابط التالي قبل ان يتابع هذه السطورhttp://www.kitabat.com/i29562.htmفي هذه العجالة اريد فقط ان امارس حرية ابداء الرأي لاكتب بضع كلمات تعليقا على ما ورد في مقالة الصديق الاستاذ الشكرجي فيما يتعلق بحرية الاعتقاد الديني اذ بدا لي ان الكاتب يعتقد ان الاسلام كفل حرية الاعتقاد الديني بلا حدود ولا قيود حيث اورد في مقالته ما فهمت منه-وارجو ان لا اكون مخطئا-ان الاستاذ يرى ان الاسلام يسمح بحرية الارتداد والالحاد والبهائية والوثنية وغيرهما من العقائد كما يسمح بالدعوة اليها ايضا .وقد فهمت ذلك من خلال النصوص التي وردت في مقالته والتي اشتكى في بعضها من حالات مثل: - ما زال البهائي لا يستطيع أن يفصح عن عقيدته.- ما زال الملحد لا يستطيع أن يعبر عن إلحاده- ما زال أصحاب الديانات الأخرى من مسيحيين وصابئة وبهائية وإيزيديين ويهود لا يستطيعون أن يُروِّجوا لعقيدتهم حتى في أوساط أتباع دين الأكثرية.- ما زال المسلم لا يملك حرية ترك دينه والانتقال إلى دين آخر، أو إعلانه عدم انتمائه لأي دين، بحسب ما أوصلته قناعته الذاتية، حتى لو اعتبرناها ضلالا.

يرى الاستاذ الشكرجي ان فهمه لحرية العقيدة في الاسلام صحيح بموجب القران الكريم الذي اختار من اياته ما يدلل على صحة ما ذهب اليه، يقول الاستاذ الشكرجي في تلك المقالة: قد يظن البعض أن بعض ما ذكرته يمثل نكوصا عن الإسلام، ولكني على يقين أن مثل هؤلاء لم يفهموا إسلامهم حق الفهم. ففي تقديري إنه إذا لم يتحقق كل هذا الذي ذكِر أو لا أقل أكثره، فستبقى الديمقراطية وهمًا، والدستور أكذوبة، والإسلام مخالـَفـًا في أسُسه الحقة العقلانية والإنسانية.ويسوق الكاتب -للتدليل على رايه- عددا من الايات من القران الكريم مثل:«لا إكراه في الدين»، و«فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، و«إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر» و«وما أنت عليهم بوكيل»، و«أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» وغيرها.واعتبر الاستاذ الشكرجي ان فهمه هذا يستند الى فهم فلسفي معمق لم يرشدنا الى مصدره للاطلاع عليه، مكتفيا بالاشارة الى حرمان جميع علماء الاسلام الذين يخالفونه الراي من ذلك الفهم الفلسفي المعمق مانحا اياهم وسام عدم فهمهم للاسلام حق الفهم. ان التامل في مقالة الاستاذ الشكرجي هذه يظهر لنا بوضوح المرحلة الفكرية التي وصل اليها، وهي مرحلة -قد لا تكون نهائية- في مسيرة عقائدية حافلة بالحيوية والنشاط، غنية بالتغييرات والتبدلات تكفـّل هو ببيانها بشجاعة وصراحة في بعض مقالاته السابقة التي بدأ خلالها يكتب بغزارة اشهد بعجزي عن مجاراتها دون الوقوع في مزالق الكتابة الغزيرة خصوصا عندما يتعلق الامر بمواضيع ذات طبيعة تخصصية كالفقه والتفسير، والرجل ليس فقيها ولا مفسرا للقرآن.وارجو ان لا اكون مخطئا في رصدي لهذه الظاهرة (الغزارة) في كتابات الاستاذ الشكرجي التي تطرقت الى مسائل علمية بحتة بدا لي انه لامسها ملامسة سطحية او بحثها دون ان يتقيد بالمنهج العلمي، وان كنت احتمل انه قاربها من خلال منظمومة فكرية خاصة به ومنهج في البحث لم يفصح عن طبيعته ولم يشرح آلياته.لاحظت مثلا انه يعتمد على فهمه للامور الشائكة باستظهاره عددا من الايات القرانية دون ان يتلف وقته الثمين في الرجوع لتفسيرها او استيفاء الايات الاخرى التي تتعلق بنفس الموضوع، وانه يكتفي بالقران دون ان يتجشم عناء البحث في السيرة. ان هذه المنهجية من الاستاذ الشكرجي تتطلب منه علميا ان يقدم لنا اطروحة مدروسة تدلل على علمية الاكتفاء ببعض الايات وجواز فهمها بالادوات المتيسرة بين يديه وعدم الحاجة الى السنة النبوية، وامكانية الفتوى دون الوصول الى درجة الاجتهاد، وصواب التقريرات العلمية قبل الاطلاع على اراء الاخرين حولها....الخ من مفردات منهج الاستاذ الشكرجي الذي تبدو بعض ملامحه من خلال مقالاته الكثيرة . ان قارئ مقالته هذه يبقى في حيرة من امره عندما يقرأ آيات اخرى لا يدري اين موضعها من نظرية الاستاذ الشكرجي حول حرية العقيدة، كما يحار في موقف النبي (ص) الذي انتهك حرية المشركين في عبادة الاصنام، وحرية اهل الكتاب في البقاء على دينهم مجانا، ولا يجد في هذه المقاله أي نقاش علمي مع القائلين بعدم حرية الانسان في الاعتقاد بديانة وثنية مثلا وهم كثر، ويستحق القارئ-ان لم يستحق هؤلاء- الاطلاع على نقد لارائهم يجلّي الحقيقة لطالبها ولو كان منشغلا بمقالات سريعة الكتابة سهلة القراءة. اتمنى على الاستاذ الشكرجي ان يكتب اولا عن منهجه العلمي -شرحا استطراديا او عرضا استدلاليا- لكي يسهـّل على القارئ متابعة الافكار في اطارها المنهجي وليقطع الطريق على طلاب مدرسة التمريض الذين يحاولون اجراء عمليات جراحية بعد قرائتهم لكتب الجراحة التخصصية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي صابر
2007-07-22
لقد ظهر الاستاذ الشكرجي قبل عدة ايام على قناة الحرة وبالتحديد في برنامج (7أيام). لقد كان ينتقص من حكومتنا الحالية الشرعية وينتقدها وهذا ما اثار استغرابي,لكن بعد ان قرأت هذا المقال لااستغرب شئ حوله
ابو محمد
2007-07-22
لقد اطلعت وبدقة على مقال الاستاذ الشكرجي ورد الدكتور فخري مشكور وما اردت ان اضيفه هو أن الاستاذ الشكرجي لم يميز بعد بين الاسلام والديمقراطية فهو يكيل بمكيالين وهذه هي مشكلة الكثير من رجال الدين الذين انخرطوا في السلك السياسي وبما انهم أهل سياسة وليسوا أهل دين لذلك نجدهم في اغلب الاحيان يوقعون انفسهم بمتناقضات لها أول وليس لها آخر فالاستاذ الشكرجي يم يدرس في الحوزة أكثر من ستة اشهر وبالتحديد في حوزة المرتضى ورجع عالما فقيها وبدء يلغي الكثير من آراء فطاحل العلماء في الفقه والاصول والعقائد والتفسير
ناصح
2007-07-22
نرجوا الحذر من كتابات الشكرجي لانه ومع شديد الاسف يحمل افكارا مشبوهة وبعيدة عن الدين وهذا مايدركه الكثير ممن يعرفه هنا وله في السنوات الاخيرة تصرفات تثير الشك والريبة في مواقفه وافكاره المضللة لذا وجب علينا التنبيه والله من وراء القصد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك