المقالات

علاقة القانون بفنجان القهوة!

1435 16:11:00 2007-07-18

بقلم : شوقي العيسى

من خلال نظرة ممحصة لأفق الحياة نجد أن كثير من أبجدياتها تحتاج الى قانون تسير معه وتلتزم بمكنوناته والقانون الأعم هو القانون السماوي الذي وضعه الخالق للبشرية عن طريق الأنبياء والأوصياء ، وبما أن القانون هو الركن الأساسي الذي يحمي جميع الكائنات الحية بل وحتى الطبيعة.

وعندما نتحدث عن القانون تختلج الى الأذهان صورة من صور الإذعان والأحترام والتقيّد ،ذلك هو المعنى الذي يتداركه البعض وهو بحد ذاته نقطة ايجابية في مجال برمجة الحياة واعدادها للخوض في ضمار كافة المجالات ، ولو تمعنّا بعنوان المقال فنرى أن هناك علاقة بين القانون وفنجان القهوة.

دأبت العرب بشكل عام ومنذ القدم على حياة البادية التي كانت أصل العرب ،وكانوا آنذاك يجتمعون قبائل ليتعايشوا في الصحاري والوديان بحثاً عن العشب والمياة لمعيشتهم ومعيشة حيواناتهم التي يقتاتون عليها، وبطبيعة الحال كان لزاماً على القبيلة أن يكون لهم رئيس يتولى شؤونهم فأخذت القبائل تختار ما يسمى بشيخ القبيلة أو العشيرة لكي يكون القاضي والحاكم والفيصل بينهم ويعود اليه الجميع لحل مشاكلهم ، وهنا كانت ثوابت وأسس تم وضعها كقانون يحتذى به الجميع ويعمل من أجله وما شيخ القبيلة إلا كالقاضي أو المحرّك لذلك القانون.

ولكي نكوّن فكرة أكثر كانت أغلب القوانين في القبيلة أو العشيرة مرهونة التطبيق حسب رؤىً وقناعات شيخها فهي مبنية على مجموعة من الاحتمالات والتقدير يخضع لرغبات واهواء صاحب القبيلة أو العشيرة ومن هنا برز دور فنجان القهوة وعلاقته الوثيقة بالقانون ، حيث كانت الطلبات التي تقدّم الى صاحب القبيلة يتقدمها فنجان القهوة ورؤية ذلك الفنجان هل تم تقبُله وهو حال الموافقة والرضا وإذا تم رفضه فصار لزاماً على رئيس القبيلة أو شيخها أن يعمل جاهداً في سبيل إرضاء المقابل القادم بقضيته ، وكما هو معروف يوضع فنجان القهوة على الأرض ويترك بدون شرب له وهنا يسأل صاحب الدار أو العشيرة عن سبب رفض شرب فنجان القهوة فيشرع القادم بعدم شرب فنجان القهوة إلا بقضاء حاجته التي جاء من أجلها فيستجيب له صاحب القبيلة بشراب فنجان القهوة والذي جاء به منتهي بدون أن يعرف القضية ومهما كانت القضية ومدلولاتها فيجب أن ينهيها صاحب القبيلة لصالح القادم اليه ، وهنا لابد من الإشارة الى أن فنجان القهوة تقدّم على القانون وحتى وان كان القادم قاتلاً أو سارقاً أو.... فإنه ينجي من العقوبة.

فكانت العلاقة وطيدة بين فنجان القهوة والقانون بحيث ساد عند العرب أن فنجان القهوة له كيفيات وأشكال في طريقة التقديم وله معاني تختلف بحسب الطريقة التي يقدّم بها ، ولذلك فقد تلاشت بل واقتصرت تلك الظواهر على حياة البادية أو الحياة البسيطة التي تخلو بمجملها من عمليات الاجرام ، أما القانون فقد أخذ منحى آخر لتطبيقه فكان له رجال يعملون على تطبيقه في كل ارجاء المعمورة ولايمكن أن يتأثروا بفنجان قهوة بكسر جماح القانونا ، إلا أن الوضع في العراق يكاد يعود الى مربع فنجان القهوة في تطبيق القانون ، فبالرغم من سن الدستور وتشريع القوانين من ذلك الدستور إلا أن الوضع عاد الى فنجان القهوة فنرى العديد من المسؤولين والمتصدين متهمين بالإرهاب ويعملون مع الإرهاب ويشجعون عليه إلا أن القانون لايمسهم وذلك بفنجان القهوة وعادت تلك المضايف لتحل بدل القانون وعاد قانون الغاب.

فنرى جميعاً والعالم أجمع أن جبهة بأكملها يتورّط أعضائها بقضايا الإرهاب ولكن فنجان القهوة له مدلولاته في مرحلة تطبيق قانون الإرهاب وشيخ القبيلة عاد حسب رغباته وشهواته في مرحلة تطبيق القانون ، وكسر جماح القانون عاد من جديد بحلة جديدة وبأجندة سياسية هذه المرة وبتكنولوجيا الحروب الاعلامية ، فمتى تنتهي اسطورة فنجان القهوة "والفريضة" والذباح يجلس ليشرب فنجان القهوة مع القاضي والضحية بلا رأس ، والضحية مقطّع الأشلاء ، فهكذا أصبح العراق ليتقدّم فنجان القهوة على القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك