المقالات

الثابت الوطني واتجاهات الخطاب

1203 21:41:00 2007-07-17

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

بالتأكيد ان مصطلح توحيد الخطاب لا يعني اطلاقاً ان يتحول خطابنا السياسي والاعلامي وتصريحات مسؤولينا ورؤاهم وتصوراتهم الى نسخة واحدة. وبعبارة ادق ليس مطلوباً من التيار الليبرالي ان يتحدث بلغة الاسلامي ولا التيار الاسلامي مطلوباً منه ان يتحدث بلغة التيار الكردي وهذا ما ينسحب على مجمل التيارات والقوميات والمذاهب.الا ان مصطلح الخطاب وتوحيده يعني بالدرجة الاساس التزام الفرقاء دون استثناء بثوابت وطنية متفق عليها يأتي في مقدمتها تعميم ثقافات متعددة كعدم المساس بوحدة العراق والعمل بكل الطاقات والقدرات والامكانيات لتجنب الصراع العنصري الطائفي والحفاظ على الدستور واثرائه بكل ما من شأنه ترسيخ التقارب وتصعيد لغة التفاهم والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان العراقي واعادة كرامته التي سلبها منه النظام البائد وايجاد آليات مدروسة ومتوازنة لاقامة علاقات سياسية واقتصادية وامنية وثقافية واجتماعية مع محيطنا الاقليمي وجوارنا العربي والايمان بمبدأ المصالح المشتركة بين الشعوب والبحث في السبل الكفيلة الى ارجاع العراق كعضو فاعل ومتميز ومؤسس للعديد من الهيكليات الاقليمية والدولية كمجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجمعية العامة للامم المتحدة.وبالرغم من اننا مررنا بسرعة على ضرورة وحتمية وقدسية الثابت الوطني الذي يقينا الصراع العنصري والطائفي لكن ربما هذا اللون من الوان الخطاب السياسي والاعلامي العراقي وفي هذه المرحلة بالذات بات يشكل المقياس الوطني والتأريخي والاخلاقي لاي ممارسة سياسية او ميدانية تقوم بها اية جماعة او تنظيم او جهة عرقية او مذهبية باعتبار ان العراق الان بلد يعيش ارهاصات تغييرية شاملة تندرج تحت لافتتها جميع النظم الدستورية والتشريعية والاجراءات والقوانين التنفيذية والقضائية مثلما تتصدى هذه النظم لمعالجة المشكل الاجتماعي المتراكم منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي والذي على ما يبدو هو احد اهم اسباب تفاقم الازمة العراقية.هذا الاستحقاق الاساسي ما لم تلتفت اليه كل القوى السياسية وغير السياسية الفاعلة في رسم صورة المشهد العراقي فان النتائج بالتأكيد سوف لن تكون لصالح العراق كحاضنة حقيقية لكل العراقيين ولا حتى لاي مكون من مكونات هذه الدولة.وربما من حقنا ان نتفاءل ونستبشر خيراً بتكثيف جهود الجهات الاربع المتمثلة بالمجلس الاعلى وحزب الدعوة والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني لايجاد جبهة سياسية كتلوية جديدة الغرض منها دعم الحكومة المنتخبة وكذلك العملية السياسية الجارية في البلاد وكذلك بالجهود الحثيثة التي تبذلها القوى المخلصة في البرلمان العراقي الجديد والحكومة بكل اتجاهاتها ازاء تشخيص الخطر السرطاني الذي يختفي وراءه الخطاب اللامنضبط ومن ثم السعي لوضع آليات وهيكليات وخرائط وطنية لصناعة خطابنا الجديد الذي نريد منه ان يشكل حجر الزاوية في بناء تجربتنا الجديدة، ولا شك ان خطوة كهذه وفي ظروف كهذه تكتسب اهمية استثنائية بالقياس الى كثافة المحاولات التدميرية التي تستهدف نسف كامل تجربتنا التي باتت تشكل عامل قلق للعديد من القوى السياسية الاقليمية التي ما زالت حتى اللحظة لم تظهر ما يؤشر على صحة قراءتها للمشهد العراقي بل ولا حتى التداعيات الناجمة عن خطأ القراءة الذي بات يشكل فعلاً ازمة في العقل العربي الرسمي.ربما من حقنا ان نتفاءل ونستبشر خيراً بتكثيف جهود الجهات الاربع المتمثلة بالمجلس الاعلى وحزب الدعوة والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني لايجاد جبهة سياسية كتلوية جديدة الغرض منها دعم الحكومة المنتخبة وكذلك العملية السياسية الجارية في البلاد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك