المقالات

سارقوا الفرح

1454 20:40:00 2007-07-16

بقلم : ناهدة التميمي

كلما قفزت الى ذهني فكرة وقررت الكتابة عنها احجمت وتقاعست وتماهلت معللة نفسي بالف عذر وعذر لكي لااكتب واترك الفكرة .. وقد لاحظت ان الكثير من الاقلام الوطنية قد تراخت ولم تعد تكتب بنفس الحماس والقوة حتى ظننت انهم ( من باب الطرفة ) يريدون التشبه باسامة انور عكاشة او نجيب محفوظ الذي كان لايكتب الا مقالا واحدا في الاسبوع ولايزيد عليه.

ولكن مايجري في العراق يجبر كتابنا على التفاعل وبشكل يومي مع احداثه الغريبة والتي يشيب لها الولدان. احيانا اتساءل لماذا اكتب ولمن ..؟ ومن الذي يقرأ من سياسيينا ممن هم على استعداد لان يضحوا بكل الشعب العراقي لعيون المجاملات والمحاباة والمحافظة على الامتيازات.. ثم مالبثت ان عرفت السبب.. انه الشعور بالمرارة والاحباط والخيبة بعد ذلك الفرح الغامر والشعور بالنصر العارم يوم سقوط الطاغية وزوال حكمه الجائر مع جلاوزته.انه الشعور بالالم ممن سرقوا الفرح من قلوبنا وتفهوا هذا الحدث العظيم في حياة العراقيين وقزموه .

لقد حول سارقوا الفرح احلى امالنا وتطلعاتنا وفرحنا العارم بالخلاص الى غصة وعبرة وحسرة والم .. فعندما نرى اسر الفقراء والشهداء والضحايا مهجرة داخل وطنها ومحاصرة بالفقر والجوع والمرض والجهل والخوف وعدم الامان, ذلك يسرق الفرح من قلوبنا . وعندما نسمع موفق الربيعي يصرح انه مع الوهابيين الذين يستبيحون دماءنا في خندق واحد ويشكر السعوديين الوهابية على دعمهم للحكومة العراقية ربما بالحمير المفخخة والمتلفزة, ذلك يسرق الفرح من قلوبنا ..

 وعندما نرى ان الاحزاب التي انتخبناها لم تكن بمستوى المسؤولية .. او عندما نرى نواب يفترض انهم احرص الناس على مصالح الناس يستغلون مناصبهم لذبح الشعب وعرقلة مسيرته , ذلك يذهب بالفرح بعيدا عنا .. وعندما نرى الارهابيين وهم يذبحون البسطاء ويهجرونهم من منازلهم ويساعدون المحتل على العزل الطائفي والعرقي كمقدمة للتقسيم .. او الذين راحوا يشعلون الفتن في مناطق الجنوب الامنة ويقتلون ابناء جلدتهم لاسباب غير مفهومة او يطردون القوات اليابانية او الدنماركية المسالمة التي جاءت لمساعدتهم على تعمير مدنهم الخربة لاسباب غير مفهومة ايضا .. ذلك قطعا يسرق الفرح من قلوبنا .. وعندما نرى القوى التي استأمناها على مصيرنا ومقدراتنا وحياتنا تتنازع بينها على المناطق والشوارع والمدن وتهجر او تطالب بتهجير مواطنين مدنيين وكاننا بحاجة الان الى مزيد من المهجرين والمشردين والفقراء ذلك يسرق الفرح من قلوبنا لان العراق منذ الازل اسمه بلاد مابين النهرين ويفترض ان يكون سكنا امنا لكل القوميات والطوائف والاديان لان الله سبحانه وتعالى اراد للعراق ان يكون متعدد ولذلك جعله على هذه الشاكلة .

لم اعد اهتم كثيرا باخبار القبض على الارهابيين لعلمي بانهم سيطلق سراحهم قريبا معززين مكرمين ولم اعد اهتم باخبار تطهير المناطق لان قناصي الدورة وحي الجهاد مازالوا فاعلين منذ سنتين ولم يتخذ اي اجراء ضدهم ولم اعد اهتم باخبار تامين الطرق البرية لان مذابح الشيعة ومقاتلهم فيها شاهد على تكذيب هذه الانباء اي شيء يثير الفرح فينا .. الفقر ! الجهل العوائل المشردة ! البطالة ! ارتفاع الاسعار الجنوني ! الذين يعيشون على المزابل ! الديون , ام المشاريع الوهمية ! الارهاب ! الفساد المستشري والذي نخر الضمائر والعقول قبل ان ينخر ميزانية المواطن البسيط والذي لايكاد يجد قوت يومه .. خيبة الاحزاب وتصارعها على المغانم حتى ضمن الكتلة الواحدة دون الالتفات الى مصالح الناس .. الدمار.. التفجيرات.. الشهداء والقتلى .. الفساد والمفسدون .. كل هؤلاء هم سارقوا الفرح من قلوب العراقيين الذين انتظروه طويلا ولم يأت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك