المقالات

قصة حسين الكوفي

2162 13:02:00 2007-07-16

ما اسرع الايام في مرورها لاجد انه قد مر عام على مصابك يا حسين الكوفي ، مر عام على حدث عصف بكل من سمع به حزناً والماً فكيف بالذي يعرفك ويعرف عائلتك الموالية الطيبة اعان الله قلوب اصدقائك الذين احترت في ان افسر لوعتهم عليك وهم يتكلمون عنك على انها صداقة مرموقة أواستحقاق لموالي طيب في قلوب محبيه وفي كلتا الحالتين تقبل مني هذه الكلمات التي لا اجد بداً من نشرها ليعلم من لم يعرف قصتك المؤلمة ايها البطل رحمك الله وجميع شهدائنا وجعلنا الله من اللاحقين في ركابكم .

والقصة تبتدأ في مكان وزمان فالمكان في الكرادة الشرقية الزاهية بخيرة الموالين لاهل البيت ع والزمان في الاول من رجب صباحاً ، كان يوماً مميزا فهو يوم عقد قران بطلنا حسين ذاك الشاب الذي اعتلى سن العشرين ببضع سنوات ، كان كل شيء جاهزاً لعصر ذلك اليوم حيث ان ام حسين الطيبة تجهز كل شيء الحلوى والحنة و( صينية العقد ) و( الجكليت )و الشمعة وأبو حسين ينتقل من هنا الى هناك للتوصية على كعكة الحفلة وجلب ما تطلبه ام حسين استعداداً ليوم انتظاراه منذ ان ولد حسين .

وبين زغاريد الام والاخوات عند دخول وخروج حسين وأحاطة أصدقاءه غدا حسين سعيد فرحاً فهو على اعتاب اكمال نصف دينه ليكوّن أسرة موالية صغيرة ترتبط بأسرته مع موالية كان الخُلق والدين هو اساس رضاهما ببعضهما امتثالاً ومحبة وأقتداءا لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وهنا وكما اعتادت الكرادة داخل في كل خميس تقريبا على تلقي ضربات خاسئة من الارهابين بارسال سيارات الشر المحملة بالمواد المتفجرة ومسامير الحقد التي تـُرسل مع الانفجار لتضمن عدداً اكبر من الضحايا . سمع حسين دوي انفجار سيارة مفخخة في منطقته فانتابه القلق على اخته التي صاحبت خطيبته لمحل تزيين العرائس لتكون عروس حسين في اجمل وابهى صورة ورغم كونهما لم يصبهما شيء الا ان حسين ابى الا ان يذهب لمرافقتهم وهذا حال الشاب العراقي الغيور .

وفعلاً ذهب حسين الى هناك وما ان خرج من المحل برفقة خطيبته تتبعهما اخته التي تأخرت ثواني في المحل المذكور حتى استقبل حسين أول هدايا زواجه بتوقيع من اعداء المذهب الشريف وما كانت الهدية الا سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من العروسان ولتخرج الاخت من المحل بعد انتهاء العصف باحثة عنهما لتجد حسيناً ملقاً على الارض في الرمق الاخير واحشاءه خارج جسمه والخطيبة بقربه باصابة شديدة جدا ً وهنا وضعت الاخت راس حسين في حجرها صارخة لطلب النجدة قائلة ( عالجوه سريعاً فاليوم عرسه !!) . اعان الله تلك الاخت المفجوعة بهذا المصاب وهذا المنظر الصعب والمؤلم ولم يمر من الوقت الا القليل ليصبح حسين شهيداً وليذهل المحبون لحسين بهذا الخبر الذي لا اريد ان افكر لحظة في كيفية وصوله الى امه وابيه أعان الله قلبهما ولتتبعوه الخطيبة الجريحة بعد ثلاث ايام الى جنان الخلد ليكون العُرس هناك وليشهد أمير المؤمنين على ما يصيب محبيه ومواليه من الالام والمحن .

وعندما جاء عصر ذاك اليوم والذي كنا نتوقع ان يُرى حسين محمولاً على أكتاف اصدقاءه وهم يهزجون اهازيج الفرح له وهو يأمل أن يوفي لهم هذا الواجب في فرحهم رأيناهم يحملونه في تشيع مهيب مع ركب شهداء ذاك اليوم الحزين والوالد يتقافز بين الناس يوزع الحلوى قائلاً اليوم ( عرس ابني حسين ) في منظر ابكى فيه كل من حضر الموقف الصعب وسط ذهول اصدقاءه والذين دخلوا غرفته المزينة لاطمين ضاربين هاماتهم الفتية باديهم فمنظر الغرفة المزينة بيد ام حسين يفطر القلب فهي تبكي صاحبها الذي غادرها الى حيث لا رجعة وقد ابقتها ام حسين على حالها وهذا ما اكده اصدقاءه الذين اذا ما هزهم الشوق لذكرى حسين طلبوا منها دخول غرفته ليفرغوا شوقاً مترجم الى دموع غزيرة ليدركوا انه ليس هناك ليزوروه في مكانه الجديد في واد السلام بجانب أمير المؤمنين ع .

رحمك الله يا حسين يا من كنت عزيزاً على الذي يعرفك والذي لا يعرفك فلم ارى قصة تداولت بالالسن الناس لتنتهي بالترحم على روحك الطاهرة كقصتك ففي كل مكان سمعت بقصة الكوفي وها هي صورتك مع مجموعة من الشباب الذين استشهدوا في ذلك الخميس الاول من رجب تزين شارع الكرادة داخل في التفاتة جميلة من اهالي المنطقة وصدقاً يا حسين عندما وقفت بقرب الصورة احسست بانكم لم تغادروا فعيونكم تترقب وجوه اصدقاءكم يومياً وهم يترحمون ارواحكم الطاهرة ، عرفت انك واحد منهم ولم ارد اعرف من انت تحديداً حتى لا يزداد الالم فقصتك وحدها اخذت من مساحات الحزن الكثير فكيف ان ترجمتها صورة شاب بملامح الولاية العلوية الا ان هناك من اشار الي بان هذا هو حسين لتنطبع ملامحك في ذهني لاترحم على روحك وروح خطيبتك وابكي مظلوميتكم الكبيرة والتي تتضائل أمام حبنا وولائنا لرسول الله واله الطاهرين .

ها هي الحنة مزجت بالانة وها هي والدتك والتي لا اجد كلمات ممكن ان تصف احساسها تأن لفقدك وليومك الحزين، قال الامام امير المؤمنين ع ( فقد الولد محرقة للكبد ) فكيف ولقد فقدتك في ابهى يوم واجمل ساعة اعان الله قلبها المفجوع بك والهمها من صبر ام علي الاكبر ع والهم اخواتك من صبر السيدة زينب عليها السلام ، ها هي الذكرى السنوية الاولى تمر على منطقة الكرادة الشرقية ولازالت هذه المنطقة تعاني من غدر الارهاب خاصة الكرادة داخل فلقد التحق بك يا حسين الكثير من الشباب والاطفال والنساء في اشرس هجمة ضد معتنقي المذهب الشريف .

وهنا نناشد المسؤولين بايجاد حل منطقي لمنطقة الكرادة داخل والتي تتميز بكون شارعها ضيق وهذا ما يستغله الارهابيون فأقل انفجار يحصد عشرات الارواح وهذا ما يدفعنا لسؤال المسؤولين في ما اذا امكن غلق هذا الشارع رغم حيويته فشارع ابو نؤاس ممكن ان يكون بديلاً وعلى اقل تقدير فهو خال من المحال التجارية والناس بالاضافة الى شارع المسبح وان اغلق جزء منه للاحتياطات الامنية حيث ان السكوت على ما يحصل في الكرادة الشرقية بدا غير مبرر حيث عشرات من السيارات المفخخة بواقع اكثر من سيارة في الانفجار الواحد ليحصد العشرات من اهالي هذه المنطقة وممكن الاستعانة بسيارات داخلية لهذا الشارع لنقل المواطنين . وان كان مثل هذا الطلب صعب التنفيذ ربما الا اننا نتوجه الى المسؤولين عن تلك الامور بايجاد حلول تخففأ وطئة الانفجارات عن هذه المنطقة وكفاها الهاونات الطائرة والتي يـصعب السيطرة عليها كذا بقية المناطق التي باتت تجد الحلول من ذاتها بغلق الافرع والازقة من قبل الاهالي وحقيقة رغم انه تجاوز الا ان لا يمكن لاحد ملامتهم فضربات الارهاب قاسية .

رحم الله شهدائنا شهداء العقيدة شهداء رجب وعلى رأسهم السيد المجاهد محمد باقر الحكيم رحمه الله والذي جعل الله عز وجل شهادته عند باب جده أمير المؤمنين في ركب من المؤمنين لتمر علينا اربع سنوات عن هذا الحادث الذي انما قصدوا به هز الشارع العقائدي ولكن هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة فلنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وركب ال محمد وسفينتهم سائرة رغم جل المحن فلنا رجال لسد الثغور والجراح مهما كبرت قال الامام علي عليه السلام ( ثلمة الدين قتل العلماء ) نسال الله ان يحفظ جميع مراجعنا وعلمائنا المخلصين للمذهب الشريف وعلى راسهم الامام المفدى السيد علي السيستاني ادام الله ظله الوارث وان يحفظ الاحرار من هذا الشعب الصابر المحتسب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البشر محمد واله الطيبين الطاهرين .ونسال القاريء الكريم قرائة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسين
2007-07-17
عن النبي(ص) أنه قال:«الصبر ستر للكروب وعون على الخطوب»، وروي عن ابن عمه الإمام أمير المؤمنين علي(ع) أنه قال:«الصبر مطية لا تدبر وسيف لا يكلّ» وأنا أقول أعان الله شعبنا المظلوم وصبرهم على ماابتلاهم ورحم الله شهداؤهم وشافى جرحاهم ومرضاهم فقصة حسين الكوفي واحدة من الالاف القصص لهذا الشعب المظلوم ويوميا يسقط حسين وليس لدينا الا الدموع والحسرة والدعاء بالفرج وانا لله وانا اليه راجعون
ندى
2007-07-16
الى جنان الخلد ايها الشهيد السعيد ولعن الله الارهابيين الذين سرقوا منك الفرحة وحرموا والديك منك ومن ذريتك ولكن الذي يصبر القلب انك استشهدت لكونك من اتباع ال محمد عليهم السلام الذين سالت دمائهم الطاهرة على ارض العراق وامتزجت مع دم سيد الشهداء ع الذي روى دمه الشريف ارض العراق واختلط لحمه بحوافر الخيل وتربه العراق فهل هناك من شرفهم الله مثلما شرفكم ياانصار سيد الشهداء ع ؟ وبارك الله بكم عزيزتي بغداد لمواساتك عائلة الشهيد بذكرى استشهاده ورحم الله شهداء العراق وسلًم الله اهلنا بالعراق من شرور الاشرار
عبدالكريم المهندس
2007-07-16
لله درك أيتها الاخت المهندسه وسلام الله على شهيدنا الحسين الكوفي يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا شاكيا الى ربه جور وظلم وحقد وكفر قاتليه في يوم عرسه ، والله أن الدمع غزير على شهداء الوطن وضحاياه والله أن جرح عائلة حسين الكوفي هو جرحي ودموع عائلتي نارا تسعر في قلوبنا ، أبلغي ايتها الاخت العزيزه عائلة الشهيد بأن هناك عراقي مفجوع بكل أبناء شعبه المظلومين وهو خادم لام وأبو حسين وأخت حسين وكل من أحب حسين وسأسعى جاهدا لخدمة الكراده الحبيبه وأهلها النجباء الشرفاء ، والله ولي المؤمنين .
فاطمـــــة
2007-07-16
الموت حق وهنيئا لك ايها الشهيد بأن شرفك الله بالشهادة والصبر والسلوان لوالديك اللذان حرما منك في الدنيا ولكنهم مطمئنين انك عند رب رحيم في جنة الخلد مع الشهداء والصديقين ولكن ويبقى سؤالنا دوما الى متى يبقى شبابنا تسرق منهم الفرحة يوما بعد اخر وبعد ان سقط الصنم المقبور وانتظرنا الفرج من حكومة منتخبة تعطي لاهلنا الامن والامان الى متى يبقى الجور على اتباع اهل البيت ع من الارهاب ومن الحكومة غير قادرة على حمايتهم؟ مادام الدليمي يرتكب الجرائم وحر طليق فكل دقيقة يسقط حسين وتفجع ام بفلذه كبدها الفرج يارب
النجفي_مو مهندس_
2007-07-16
اللهم ارحم شهدائنا الذين كل ذنبهم انهم موالون لال محمد صلى الله عليه و اله بارك الله بك اختنا المهندسة و حشرنا الله و اياكم مع شهيد المحراب حكيم العراق الذي ظلمه الشيعة قبل اعدائهم
ام منتظر
2007-07-16
رحمك الله ايها الشهيد البطل وان شاء الله مع مولانا القاسم بن الحسن عليهما السلام وساعد الله قلب والديك والمعذرة منك ايها الشهيد لان الكلمات خانتني ولم يبق عندي الا الدموع عليك وعلى شباب هذا البلد المظلوم الذي نادرا مايشهد الفرحة وتلحقها بكاء وحزن طويل وانا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك