بقلم سامي جواد كاظم
خبر من برنامج العالم في اسبوع مفاده انه لدى عائلة امريكية كلب صغير حصلوا عليه من احدى الجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان وقاموا بتربيته والاعتناء به الى ان كبر وفي احدى الليالي خرجت العائلة لاحدى الحفلات الليلية وتركوا الكلب وولدهم ذو الربيعين في البيت ، وعند عودتهم لم يجدوا ولدهم وعند البحث اتضح ان الكلب قد التهمه وبقي بعض الاثار الدالة على ذلك .
هذه القصة هي المدخل الى المقالة فلا شيء جديد عندما اقول ان الفكر الوهابي هو بريطاني المنشأ والرعاية من ال سعود كل هذا معلوم ، وان تنظيم القاعدة الوهابي تم تنظيمه وتاسيسه من قبل المخابرات الامريكية وباموال سعودية وافكار وهابية وكانت الغاية من التكوين هو قتل المشركين السوفيت المحتلين للبلاد الاسلامية (افغانستان ) ودائما تكون اعمالهم هذه مسندة بفتاوى شيوخهم الخاضعة لسلطة سعودية امريكية بريطانية ، وكانت العلاقة بينهم على احسن ما يرام فالغطاء الديني والمالي سعودي والغطاء المعلوماتي والتسليحي امريكي وبريطاني ( الصهيونية المسيحية ) ، الى ان شاء القدر وحدثت زوبعة واشنطن ونيويورك في 11 ايلول والتي ارتجت لها العلاقة مع الوهابية وكانت اول الغيث الا ان المداراة كانت لا تزال موجودة بين الادارة الامريكية والوهابية اعقبها عدة تفجيرات في العالم منها مدريد ولندن واندنوسيا وشرم الشيخ والدار البيضاء وغيرها طبعا كل هذه التفجيرات يكون هنالك فريق استخباراتي متخصص من الـ (CIA ) الامريكية لكشف بعض الحقائق وطمر الباقي ، وتجددت التاكيدات ان للوهابية السعودية يد في هذه الاحداث وخصوصا بعد ما تم القاء القبض على بعض المنفذين اثبتوا بالتحقيق علاقة السعودية في ذلك حتى انه في احدى جلسات الكونغرس الامريكي احتدم النقاش حول البقاء على العلاقات الطيبة مع السعودية ام لا الا ان ابار النفط هي التي تغلبت اخيرا .
واحتلت امريكا ومن معها افغانستان ولاقت ما لاقت من اعمال ارهابية وهابية مرفقة بالادلة الثبوتية التي لا تقبل الجدل ، الا انها لا زالت تحابي وتداري السعودية ، ومن ثم جاء احتلال العراق وهنا تغيرت الستراتيجية الوهابية في القاعدة ففي فتاواها الأولى وبيانات أخرى، لا تأتي القاعدة على ذكر الشيعة مكتفية بإدانة (الصليبيين واليهود). لكن العراق بدل سير الأمور. فأبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة المقبور في بلاد الرافدين، كان يكن حقدا أعمى للشيعة ناجما عن تشدده الوهابي.
وفي رسالة وجهها إلى بن لادن عام 2004، زعم أن (الخطر الناجم عن الشيعة... أعظم... من خطر الأمريكيين... والحل الوحيد لنا هو ضرب القادة الروحيين والعسكريين وكوادر آخرين في صفوف الشيعة مرة بعد أخرى حتى يذعنوا إلى السنة ).. نتيجة لذلك، جُرت منظمة كانت تأمل توحيد المسلمين في العالم لخوض الجهاد ضد الغرب إلى حرب قذرة تستهدف المدنيين والاطفال والنساء داخل الإسلام بدلا من ذلك.
نقطة التحول بين الامريكان والوهابيةكانت عبر تنديد صدر من بوش وعلى استحياء ان هنالك دول صديقة مجاورة للعراق لها يد بالاعمال الارهابية في العراق الا انه لم يسميها صراحة هذا من الجانب الامريكي . اما من الجانب البريطاني فكان بعد ما اكتشفت سيارتين ملغومتين في لندن وغلاسكو وهاجت القوى الامنية والاستخباراتية للحد من وقوع اي عمل ارهابي في بريطانيا وملاحقة المتسببين واصحاب العلاقة في ذلك اتضح انهم سعوديون وهابيون وبسبب ذلك بدأ المسؤولون البريطانيون بالتنديد والمطالبة بوضع حد للعلاقات البريطانية الوهابية السعودية فكان اول المطالبين هو رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون، حيث انتقد العلاقات التي تربط بريطانيا بالحكومة السعودية التي لا تزال تمول الوهابيين المتطرفين، ودعا في الوقت نفسه البريطانيين عدم وصم المسلمين بصفة الشر وذلك بعد العثور على سيارتين مفخختين في العاصمة البريطانية مؤخرا. واضاف رئيس بلدية لندن، يجب ان نفهم انه عندما نتحدث عن المذهب الوهابي الذي يتصف بعدم التسامح والتطرف، فان مشكلتنا الاساسية في التعامل معه هو انه يخرج من السعودية. وقال، ان الوهابية هي المذهب الرسمي للعائلة السعودية المالكة، مشيرا الى ان الرياض هي واحدة من اكبر البلاد المستوردة للاسلحة البريطانية.
وقال، لفترة طويلة كان السياسيون على مستوى البلاد يرفضون توجيه الانتقادات الكافية لحقيقة ان النظام السعودي لم يتخذ الخطوات اللازمة لوقف تدفق الاموال. ولكننا الان تاكدنا من انهم قاموا بها، ولكن وعلى مدى عقود تدفقت مئات ملايين الجنيهات من السعودية بدعم رسمي الى معتنقي اكثر المذاهب الاسلامية تشددا لشراء النفوذ في كل انحاء العالم. وتابع، اعتقد ان علينا ان نتاكد تماما من ان هذا قد توقف. وليس لدي معلومات كالتي لدى جهاز (الاستخبارات البريطاني) ام اي 6 للتاكد من ذلك.
ومن هنا فان اكثر الشبكات الاستخباراتية عندما تلاحق اي عمل ارهابي تجد منفذه او مموله او المخطط له هو وهابي اما من السعودية او باكستان او اي دولة فيها مستوى الفقر عالي فان تفجيرات لندن اتضح ان منفذها باكستاني وهابي هو محمد صديق خان وقد انجذب شيئا فشيئا إلى النظرة البسيطة النافذة والشمولية للإسلام الوهابي الذي كان مشروحا في كتيبات سهلة الفهم توزع مجانا (وممولة بلا أدنى شك من السعودية). وقد أشبعت هذه العقيدة رغبة هذا الشاب في الاحتجاج والتمرد وأعطته في الوقت عينه حسا كبيرا بالهوية. وبحلول عام 1999، أي قبل الحرب في العراق وقبل أحداث 11 سبتمبر، كان قد بات جاهزا للتحول إلى إرهابي.
واليوم الكونغرس الامريكي على وشك اتخاذ خطوات مهمة بشان العلاقات مع السعودية الوهابية بعد ما توالت الادلة التي تؤكد ضلوع ابار نفط السعودية وامرائها باغلب او كل الاعمال الارهابية التي تحدث في العالم .ومن جهة اخرى فقد عقد الازهر ندوات واجتماعات كلها بحثت التاثير السلبي للوهابية على الازهر خاصة والاسلام عامة وحضر هذه الاجتماعات خيرة اساتذة ومفكري الازهر وبات التدخل الوهابي في شؤونهم واضح وعلني لاسيما يعتبر الازهر المنافس الوحيد الذي يستقطب اهتمام المسلمين لغرض الدراسة فيه . وطبقا للخبر الذي افتتحت به مقالتي فقد بدات كلاب الوهابية تلتهم ابناء مربيها ( (اتق شر من احسنت اليه )( اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها اصيل ولا تطلب الخير من بطون جاعت ( حكام السعودية الذين يتقاسمون ابلهم الطعام ) ثم شبعت ( بعد اكتشاف النفط ) لان الخير فيها دخيل )
https://telegram.me/buratha
