المقالات

الامتحانات الوزارية ودموع الطلبة

1599 11:27:00 2007-07-10

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

إذا طرحت سؤالاً في أي محفل ولدى أي شريحة عراقية عن الاوضاع التي يعيشها العراقيون فماذا تتوقع ان تسمع؟. بالتأكيد انك ستسمع جوابا واحدا (أزمة في كل شيء) في الوقود، والكهرباء، والماء، والامن... الى آخر القائمة المعروفة.. وهي طويلة، لكن الأكثر من المصطلح العراقي (ماكو أو أزمة) هو توأمها الـ(اكو) وهذا ما ينطبق على عكس ما ورد بالقائمة اعلاه وهنا لا نريد الخوض في هذا الموضوع باعتباره بعيداً عن نافذتنا هذه.وزارة التربية ممثلة بشخص وزيرها الموقر الدكتور خضير الخزاعي الذي بذل جهداً مشهوداً بها ولها من اجل النهوض بالواقع التربوي العراقي الذي ورثته التجربة العراقية الحديثة من العهد الغابر كإرث ليس فقط ثقيل انما ركام لا يمكن اصلاحه.

نقول: ان وزارة التربية خطت خطوات عظيمة في مجالات تحديث المدارس ورفع المستوى المعيشي للمدرس والمعلم واعادة الآلاف من المطرودين والمفصولين السياسيين الى مديرياتهم ومدارسهم واحتسبت وبطريقة قانونية سهلة مدة فصلهم السياسي لاغراض العلاوة والترفيع والتقاعد بل وانها نجحت حتى الآن من تطوير الاداء التربوي سواء من خلال التجهيزات الحديثة واعادة تأهيل المختبرات المدرسية وادخال مادة الحاسوب اليها، ام من خلال اجراء تنقيحات هائلة على المواد التدريسية محور العملية التربوية، الا ان الوزارة (ابكت) هذا العام ابناءها الذين انتهوا تواً من اداء الامتحانات الوزارية، فبالرغم من ان الطالب العراقي قد حملّ نفسه جهداً لم يتحمله مخلوق قط لتجاوز مرحلة دراسية قاسية بظروفها الامنية والخدمية وبالرغم من اكثر الطلاب قد اضطر اهاليهم لادخالهم بدورات مكثفة خلال الشهر الذي سبق الامتحانات، وبالرغم من الدورات التي قامت مدارسهم بفتحها خلال الفترة المذكورة، وبالرغم ايضاً من ان بعض العوائل استأجرت مدرسين كفوئين لمساعدة ابنائهم على تخطي هذه المرحلة الدراسية التي هم فيها، وبالوقت الذي كان طلبتنا واسرهم قد وضعوا بحساباتهم من ان الجهات المختصة في الوزارة ستضع نصب عينيها الظروف الخدمية التي تمر بها البلاد اثناء وضعهم للاسئلة التي سيجد الطالب نفسه وجهاً لوجه امامها مع بدء الماراثون الامتحاني، جاءت الاسئلة هذا العام وكأنها كابوس قد خيمّ على طلبتنا دون استثناء بل ان البعض منهم انتابه الاعتقاد بان الاسئلة كانت بمثابة انتقام مجهول من الطالب لاسباب لم يعرفها احد، وقد ذهب بعض المعنيين لمقارنة اسئلة هذا العام بالاسئلة الوزارية لاربعة سنوات خلت فوجد انها لن تلتقي مع مثيلاتها حتى بنسبة الـ 5% لا من حيث الكيفية ولا من حيث النوع الامر الذي جعل طلبتنا يذرفون دموعاً غزيرة على بوابات مدارسهم وهم يرون العناء الذي تحملوه قد ذهب ادارج الرياح نتيجة استخفاف بعض المسؤولين عن وضع الاسئلة بمصائر مئات الآلاف من ابنائنا الطلبة واسرهم.

فكما عودنا السيد الوزير بمبادراته الابوية الكريمة تجاه ابنائه الطلبة فها نحن نؤدي امانة حملونا اياها بايصال صوتهم الى المسؤول الاول في الوزارة لينظر بعين الرحمة الى دموع هؤلاء الاعزاء، وقد شاهدت انا بنفسي الصورة البكائية لطالبات الصف السادس الاعدادي بعد خروجهن من امتحانات مادة الفيزياء عندما كنت في احدى المحافظات الجنوبية المعروفة بذكاء طلبتها وكل طلبتنا هم كذلك.

نكرر رجاءنا للسيد الوزير ان يكون حاضراً بابوته مع ابنائه الطلبة يوم توزيع النتائج فكل الدلائل تشير الى ان الطلبة باتوا ينظرون الى ذلك اليوم وكأنه يوم قيامة اولئك الفتية، وهذا ما نخشى مردوداته ونتائجه الكارثية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2007-07-15
لم يقتصر الامر على الاسئلةالوزارية في الوسط والجنوب بل تعداه حتى الى المدارس العربية في اقليم كردستان,, حيث لم تحسب بالحسبان الظروف القاهرة لعوائل الطلبة وابناءهم ,,, صحيح انهم سكنوا في اماكن اكثر امان من الوسط والجنوب لكن التاثيرات السلبية لا تزال تؤثر عليهم خصوصا وان كثير من العوائل تركوا ديارهم في السنة الاخيرة لعلهم يفيدوا ابناءهم لكن الاسئلة كانت مخيبة للامال
ام منتظر
2007-07-11
شكرا لك اخي الكاتب لطرحك هذا الموضوع الحساس والمهم جدا وخاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها شبابناالمظلوم والتي تستوجب منا الوقوف الى جانبهم ودعمهم وتشجيعهم لتخطي الازمة وتجاوز المرحلة لانهم هم املنا ومستقبلنا المشرق باذن الله بارك الله فيكم ودمتم اوفياء مخلصين لهذا البلد الجريح وكلل مساعيكم بالنجاح ان شاء الله
المهندسة بغداد
2007-07-11
اعان الله طلبتنا وهم يعيشون ظروف قاهرة سبقهم اليها غيرهم مع ايقانهم بمظلومية الخمس درجات الصدامية التي تدمر كل طالب واليوم لا نتمنى مطلقا ان يتالم اي طالب نتيجة مظلومية وان الله لايضيع اجر عامل وواقعا ان وزارة التربية من الوزارات التي تخطو بخطوات ناجحة بفضل قيادتها الناجحة والمميزة في تخطي الصعوبات الجسام وان كانت بخطوات بسيطة لكنها جيدة ومتاكدة من انها ستسمع للطلبة في حال اي شكوى منهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك