المقالات

( العشرين) لن تكون غير ذلك

1214 13:04:00 2007-07-09

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

في صباح الثلاثين من حزيران الماضي دعيت الى حفل يختلف عن كل الاحتفالات العراقية، ربما وغير العراقية، فالمناسبة هي ثورة العشرين والموقع هو مضيف ومضارب شعلان البو جون مفجر وقائد الثورة وعلى الرقعة الجغرافية التي تشغلها عشيرة الظوالم والواقعة بمحاذاة مدينة الرميثة – المثنى-.عندما وصلت وكان معي احد مشايخ عشيرة عربية معروفة بامتدادتها في كل ارجاء العراق، ترجلنا من السيارة فكنَّا وجهاً لوجه امام الثورة وليس الاحتفال، بل وبالرغم من ان كل ما حولك من سيارات وسلاح وجيش وشرطة وضيوف ومكبرات صوت واعلام عراقية تنشر على طول الطريق المؤدية الى مضارب البو جون الا ان ذلك اظهر عجزاً كبيراً في ابعادك عن المشهد الحقيقي للثورة، الى الحد الذي يجعل المرء يشعر وكأن (العشرين) قد انطلقت الآن.اللغة التي فرضت نفسها في تلك اللحظة هي نفس اللغة التي تحدثت بها (العشرين) قبل 87 عاماً، كراديس (البرنو) و(الفالة) و(الهوسة) كانت سيدة الموقف، وبالرغم ايضاً من ان لغة الرصاص باتت من اللغات غير المحببة لدى العراقيين، الا انني لم اشعر بعذوبة لغة قط كالتي سمعتها قبل عشرة ايام في مضارب عشيرة الظوالم.الذي اضفى على الحفل هيبته ووقاره هو ان المكان قد تحول فعلاً الى ملحمة وطنية وهو يحتضن الآلاف من مشايخ القبائل والعشائر العراقية كشيوخ قبائل شمر، عنزة، زبيد، بني زريج، آل غانم، آل غزي، البدور، الفضول، العبيد، عموم بني حجيم، الجبور، الخزاعل، السواعد، آل فتلة، حجام، كعب، تميم والى غير ذلك من الاسماء.الذي فرض عليَّ دهشة اللحظة، انني وجدت نفسي كما الآلاف نقف باجلال واحترام امام نشيدنا الوطني الذي برع القائمون على الحفل بوضعه الفقرة الثانية في منهاج الحفل بعد التلاوة العطرة للقرآن الكريم والتي لم يكن الاختيار فيها اقل براعة عندما جيء بواحد من احفاد شعلان البو جون لم يتجاوز عمره العشر سنوات ليرتل ايات من الذكر الحكيم وكأنهم ارادوا بهذه الفقرة ان يشيروا للحضور الغفير الى عمق العلاقة بين الدين والثورة او بين المرجعية وقادة الثورة وما يؤكد هذا الرأي ان الكلمة المرادفة الى الكلمة التي القاها حفيد ابو الجون الشيخ حاتم شعلان والتي رحب فيها بضيوفهم كانت كلمة المرجعية العليا القاها وكيل المرجعية في عاصمة الثورة.دهشت عندما فاجأني عريف الحفل بدعوته لي لإلقاء كلمة بهذه المناسبة وانا لم اكن على استعداد نفسي وفي محفل كهذا المحفل الكبير، لكني لم اجد اية حيلة سوى القبول بالتوجه للمنصة وعند ذلك بالتأكيد سيحل التفاعل مع الحدث بدلاً من الدهشة التي تلبستني واعتقد انني استعدت انفاسي بعد ان تذكرت، انني هنا في مكان ربما هو الوحيد الذي تطأطأ فيه رأسك الى حد ما تستطيع وترفع رأسك فيه ايضاً الى حد ما تستطيع.وربما اكون امام الحالة الوحيدة التي شعرت بها انني اطأطأ رأسي لنشيدي الوطني دون اكراه ودون سرقة او توظيف سيء لهذا النشيد فيما وجدت نفسي في الحالة الثانية وانا اقف شموخاً لسبب بسيط ايضاً هو ان هذا النشيد هو الابن الشرعي للعشرين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك