المقالات

استراتيجية التحولات الوطنية

1271 13:22:00 2007-05-20

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب

بعد أن تجاوزت العملية السياسية الجارية في العراق المراحل المهمة والحرجة من تأريخها بنجاح برزت خلال ذلك الاستعدادات على الساحة السياسية والدوائر المؤسساتية المعركة الحقيقية لاثبات الوجود والتي تمثل العتبة الأخيرة في تشكيل خارطة طريق عراقية، وهذا ما نقل القوى الوطنية التي قارعت اللانظام الصدامي من الواقع الثوري بكل ارهاصاته وتداعياته إلى مرحلة استكمال بناء النظام الديمقراطي الدستوري المؤسسي مسترشدين برؤى وهدي المرجعية الدينية المباركة التي أحرجت وأسقطت الكثير من الحسابات التي لا تصب في مصلحة العراق والعراقيين بإصرارها على اعتماد السياسات المستقلة النابعة من عمق الإرادة العراقية لتحقيق السيادة وتعزيز الحركة الجماهيرية، فضلا عن فرض سلطة القانون والنظام وهيبة الدولة برفض المظاهر المسلحة كافة التي لازالت تغذيها المنظمات الإرهابية العالمية، وهذا الحراك يعني أول ما يعنيه ايجابية الصعود على هرم استحقاقات العملية السياسية وتحولاتها الكبرى لصنع الحياة والمستقبل لأبناء الشعب العراقي، يضاف إلى ما سبق ذكره، عدم التقاطع مع الكيانات والتحالفات التي نعتقد أنها ظاهرة صحية وليست سلبية كما يشير البعض الى كثرتها، اذا ما كانت تعتمد المواطنة شعارا لها، الا ان الشعارات الغريبة التي تغلفها المؤامرة والانقلابات فهي أقل ما توصم به من أنها اخطأت في حساباتها وسوء تقديرها، فكثيرا ما نبهنا من الاخطار المستقبلية والمناخات الملبدة بالغيوم من أنها ستودي الى ارتكاب حماقات استراتيجية شبيهة بالانتحار، لذا فإن ما يتعين على الجميع ان يدركه هو تفكيك ارتباط التعقيدات – الاقليم دولية – بالوضع العراقي لتكون المفتاح الرئيس والمنطلق لحل الازمة الأمنية وتجفيف قواعد الصداميين والقاعدة لاشاعة الأمن في العراق والمنطقة بأسرها، واحترام ثوابته المعلنة، فاحترام الخيار الديمقراطي العراقي ودعمه هو ترسيخ لمبادئ السيادة وتعزيز وشائج المحبة بين المكونات العراقية بعيدا عن التمايزات العرقية والطائفية والمذهبية، وتعويضهم عن الخسائر والآلام التي تسبب فيها الارهاب الوافد،

فقد أكدت السنوات الأربع الماضية من أن بناة العراق الجديد الوطنيين لازالوا يدفعون فاتورة المؤامرات الداخلية والخارجية التي يقودها مشايخ التكفير وبعض الحكام الذين حاولوا جاهدين تأزيم الأوضاع والتدليس والطعن بالإنجازات الاستراتيجية التي خطت بدماء العراقيين، فمقاربات النقاط الخلافية اسست لمشهد عراقي وطني ينبذ الارهاب والعنف كوسيلة لحلحلة الاختلافات والالتقاء على احترام التعددية والديمقراطية وحقوق الانسان، وبالتالي الانفتاح على المجتمع الدولي ليقوم بمسؤولياته للمضي نحو المصالحة الحقيقية وتوسيعها بوضع ورش عمل وطنية تسودها مفاهيم القبول بالواقع الجديد لترسيخ دعائم قيام عراق فيدرالي ليكون ركنا محورياً, وثابتا وطنيا تنتظم وتوزع فيه الثروات بعدالة وليكون قادراً على توفير متطلبات التنمية والانفتاح على العالم والاندماج فيه ليصبح العراق عضوا فاعلاً فيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك