المقالات

جامعة الدول العربية وقراراتها الظالمة: (اخوة يوسف) يستهينون بدم أخيهم العراق

1428 01:20:00 2007-03-08

( بقلم : علي حسين علي )

ما كنا نتوقع من اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة خيراً، وما كنا نطلب منهم أن يقفوا مع الشعب العراقي ويعينوه على تخطي محنته، فالجامعة العربية التي اجتمع الوزراء تحت سقفها مثل الماء الراكد(لا يزيل النجاسة ولا يمنح الطهارة)!.

الجامعة العربية كانت وخلال السنوات الأربعة الماضية بعيدة كل البعد عن مأساة الشعب العراقي، وكانت غير مكترثة بمعاناته ولم تهتم بنزيفه الدموي أو الدمار الذي حلّ به بعد سقوط الصنم وما قام به اتباعه من الصداميين والتكفيريين من ارتكاب ابشع الجرائم التي يمكن وصفها بحرب ابادة ضدها الشعب العربي المسلم.الجامعة العربية..لم تتحرك خطوة واحدة باتجاه الشعب العراقي، ولم تلزم أعضاءها بكف أذاهم الذي الحقوه بهذا الشعب، بل كانت متفرجة غير مبالية وفي كثير من الاحيان كانت شامتة.

وما نقصده بالجامعة العربية ليس مؤسستها الادارية التي يقودها(عمرو موسى)، لكن ما نعنيه هو جميع الأنظمة الممثلة فيها، فهذه الأنظمة كان أملنا بها ضعيفاً لسببين: الأول أن الأنظمة العربية-بمعظمها-وقفت ومنذ سقوط صنم صدام بالضد من الشعب العراقي على الرغم من أن صدام كان قد دخل مع بعضها في حروب وأخرى في نزاعات سياسية عدائية أو تآمر عليها، أو تدخل في شؤونها، ويمكن الجزم بأن صدام قد مدّ اصابعه الشريرة في كل بلد عربي، وزرع فتنه في كل عاصمة عربية، ولم يكن المشرق العربي وحده من تعرض الى مؤامرات صدام أو تدخلاته في شأنه الداخلي، بل أن صدام ومخابراته وأمواله وصلت الى أقصى المغرب العربي واستطاع أن يخلق فتن ونزاعات بين ابناء البلد الواحد وبين البلدان العربية وحكوماتها ايضاً.ومع ذلك، فما أن سقط صدام حتى تضامن كل الحكام العرب ليس بقصد معاونة الشعب العراقي المظلوم، بل من أجل اعادة الظلم الى الحكم مرة أخرى ان كان بصدام أو بغيره.

ففتحوا الحدود للعصابات التكفيرية الارهابية، واغرقوا الأموال على الصداميين القتلة، واحتضنوا اعتى المجرمين الصداميين ووفروا لهم(الملاذات الآمنة)..وفتحوا أبواب فضائياتهم لكل اعداد الشعب العراقي وقتلته، وقاموا بأكبر حملة تضليل يشهدها التاريخ الحديث وهي تحويل الضحية الى قاتل والمجرم الى ضحية!!.هؤلاء هم الحكام العرب الممثلون في جامعة (عمرو موسى) ماذا ننتظر منهم وقد أفزعهم سقوط طاغية مثل الكثير منهم؟ هل نتوقع منهم غير موقف العداء والحرب على تجربة العراق الجديد التي عدلت المعادلة الظالمة في هذا البلد؟

لنعود الى اجتماع الجامعة العربية الأخير وتوصياته، فهو دعا مجلس الأمن الى اصدار قرار جديد بشروط وضعوها لذلك ونرى أن هذه التوصية وحدها تعد خرقاً لميثاق الجامعة نفسها والتي لا تبيح لأي كان أن يتدخل بالشأن الداخلي لبلد غير بلده..ثم ان هذه التوصية تعد تجاوزاً على الحكومة العراقية وانتهاكاً لشرعيتها فالحكومة العراقية هي المسؤولة عن تدبير سياسة العراق، ولا يحق لغيرها أن ينازعها هذا الحق..ومسألة بقاء أو جدولة رحيل القوات متعددة الجنسية هي اساساً بيد الحكومة العراقية وتملك تقرير ما تراه بشأنها..فلماذا يعمد(الاخوة العرب) على اعطاء هذا الحق الى مجلس الأمن وإدخاله في دهاليز السياسة الدولية التي تضيع فيها كل جمال الصحارى العربية!!.

وجاء في بعض التوصيات الفجة الى مراجعة الدستور!! تصوروا أن (جامعة عمرو موسى) لا تعترف بارادة الشعب العراقي ولا تقيم وزناً للاستفتاء على الدستور الذي اجازه اكثر من 70% من ابناء العراق!. وكذلك طالبت أحدى توصيات وزراء الخارجية العرب وعلى لسان عمرو موسى بالغاء قانون اجتثاث البعث!! وتكافؤ الفرص في الوظائف بالدولة العراقية وما الى غير ذلك من الترهات التي تعد انتهاكاً لشرعية حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة والتي تضم جميع-وليس معظمهم-اطياف الشعب العراقي.وعليه، فإن كل ما ينبغي أن يقال بجامعة عمرو موسى أنها جامعة للفرقة، وادق ما يوصف به قراراتها بأنها(ثرثرة فوق النيل) لا أكثر ولا أقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك