المقالات

سمفونية الثورة الحسينية تعزف لحن الهوية العراقية

1461 04:06:00 2007-03-07

(بقلم : سليم الجصاني )

ـ الحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في ماقيهمـ وعلى نهج الحسين وابيه وجده نسير ونمضي وبكلمات الحسين التي اطلقها في ارض العراق نخط هويتنا العراقية التي عزمنا على ان لا نحمل هوية سوهامواكب تتلوها مواكب ومجاميع بشرية تمدها مجاميع اخرى وحشود من رجال ونساء وشيوخ واطفال ومقعدين تحملهم عربات، وعلى مد البصر، ترى اولهم دون ان تلحظ اخرهم، بحر متلاطم من الرايات متعددة الالوان واعداد مليونية نظمت مسيرها يد السماء بمحاذاة الفراتين من جنوب العراق وشماله ليشكلا انهرا لانهرين لان ضفاف الفراتين فاضت بهم لتطفوا هذه الجموع البشرية على ارض العراق كلها ولتغطي شوارعه الرئيسة منها والفرعية فضلا عن الخطوط السريعة،امواج بشرية تتلوها امواج.. وامواج.. كلها تسير بنسق واحد رافعة الايدي وواضعة اياها ينظمها ايقاع واحد ومرددين شعارات الولاء لاهل البيت (ع) وباعثين ببطاقات الحب لمن علمهم الحرية واعطى دمه ودماء ذويه واصحابه ثمنا لها ، وليقدموا البيعة لامام زمانهم الامام المهدي(ع) بيعة لارجعة فيها لان يد السماء امتدت لتؤيدها.

فالحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في ماقيهم ، وهذا ما لحظناه في المسيرة المليونية التي انطلقت في هذه المناسبة وما سبقها من مناسبات كربلائية ، والامر في هذه السنة يختلف جل الاختلاف عن السنوات الماضية إذ كانت المراهنات والشكوك تدور حول تناقص عدد من يؤدون هذه المراسم فقد ذهب البعض ممن لايعون البعد الحقيقي لحب الحسين (ع) على حقيقته وتجذره في نفوس العراقيين الى القول: ان حب الحسين وزيارته جاء نتيجة للكبت الذي مارسته الدكتاتورية السابقة وان هذه الممارسة المحمدية في احياء هذه الشعائر سرعان ما ستزول عند زوال هذا الكبت الذي حدا باهله الى ان يلجأوا الى تفريغ همومهم عن طريق اطلاق العنان لعيونهم كي تنثر الدموع وكذلك عن طريق السير في الفلوات باتجاه كربلاء المقدسة للتنفيس عن كبت الحريات ، وذهب اخرون الى القول :ان الانفتاح على القنوات الاعلامية والاتصلات سوف يحجم من هذه المراسم التي نشأت بفعل الانغلاق وذهب جمع اخر من المشككين الى القول: ان غير العراقيين قد ساروا في الأعوام الماضية نحو كربلاء المقدسة الامر الذي ادى الى ظهور اعداد كبير من زائري آل بيت محمد (ع) ومنهم من قال: ان التهديدات الامنية سوف تحد من التوجه الى البقاع المقدسة التي تحملها ارض العراق الطاهرة لان الإنسان يثمن دمه على شعائر من الممكن ان تؤخر لاسيما اذا علمنا انها استمرت لما يقارب الف واربعمائة سنة... وغيرها من التشكيكات التي دأب متبنوها على السير في نهج ائمتهم الذين ارتضوا للضلالات ان تعشعش في مخيلتهم وارتضوا لانفسهم ان يكونوا امتدادا لال سفيان وال مروان والحجاج ...وجاءت الحقائق لتدحض الشكوك، فالعراقيون وحدهم ساروا في هذه السنة دون ان يسايرهم احد يذكر من الدول الاخرى كالبحرين وايران وقطر والسعودية ولبنان وباكستان وغيرها من البلدان التي تضم في حناياها محبي اهل البيت (ع) الا العدد القليل وهو امر لايكاد يعد في حسابات الارقام المليونية.

وما رصد في هذه السنة من اعداد الزائرين الذين حبوا نحو من احبوا فان عددهم قد فاق السنوات السابقة لتبعث برسالة الى كل من يخالجه عناد أو يعتريه شك ، رسالة قوامها :ان حب الرسول والزهراء وعلي والحسن والحسين والائمة الاطهار (عليهم الصلاة والسلام ) زادنا ورضا محمد واهل بيته ماؤنا الذي يروي الضمأ وهو دربنا الذي ارتضيناه لانفسنا دون أي درب اخر ، وعلى نهج الحسين وابيه وجده نسير ونمضي وبكلمات الحسين التي اطلقها في ارض العراق نخط هويتنا العراقية التي عزمنا على ان لا نحمل هوية سوها فابن ابي طالب اسس العراق ورسم هويته وجاء الحسين ليختمها ويصدقها بدمه عليها ثم لتباركها الزهراء بقبول ابيها المصطفى فلله درك يا عراق لن تزول بتفخيخات واهية ، وان الزائلين هم الذين ناصبوك العداء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك