المقالات

هذه هي الطريقة الأفضل للرد على تجاوزات أنقرة

636 12:20:00 2012-08-06

حيدر عباس النداوي

لانه ليس بوسع العراق اليوم ارسال الجيوش وتحشيد الجحافل واطلاق الاغاني الحماسية التي تلجأ اليها الدول عادة في مثل هكذا مواقف واستفزازات متعمدة لرد الاعتبار او اجبار الدولة الباغية على تقديم اعتذار وعدم تكرار هذه الاعتداءات الا انه بامكان العراق وبوضعه الحالي ان يرد الصاع صاعين لانقرة دون الحاجة الى تحريك الدبابات والمدرعات او تحشيد الجيوش وقرع طبول الحرب التي لم يجن منها العراق غير الويلات والدمار.وللبحث عن البدائل التي لا تقل خطورة عن تحريك الجيوش او اعلان حالة الطوارئ وتحقيق الاهداف المطلوبة والتي ربما تفوق نتائج الحرب ومشاكلها واثارها المدمرة هي العقوبات الاقتصادية ووقف كافة التعاملات التجارية واقتصارها على ما يشبه التفضل على بقايا الامبراطورية العثمانية بمعاملات بسيطة كونها افضل سلاح وخيار متاح للحكومة العراقية في الوقت الحاضر وهذا الخيار سيردع غرور اوغلو واوزال وسيمرغ انف جبروت الحكومة التركية في وحل المشاكل الاقتصادية المتراكمة خاصة وان التبادل التجاري بين بغداد وانقرة يعتبر الاعلى على مستوى جميع دول العالم الاخرى حيث سجل ارتفاعا كبيرا يفوق التبادل التجاري مع جميع دول الجوار.وبهذا الصدد فقد سجلت ارقام التبادل التجاري بين بغداد وانقرة ما يصل الى (14) مليار دولار سنويا وهو مبلغ كبير جدا في موازنة دولة تعاني من مشاكل العجز والبطالة والتضخم وتعتمد في كثير من الاحيان على سد عجزها والتقليل منه بالاعتماد على توسيع النشاط التجاري والتبادل السلعي مع العراق ومن سوء حظ انقرة وحسن حظ العراق هو ان بامكان العراق ايجاد البدائل السريعة والمناسبة لزيادة تبادله التجاري مع دول الجوار ومع دول العالم الاخرى اما انقرة فلن تجد غير طوابير الشاحنات وجيوش العاطلين عن العمل والقرصنة والتهريب بالتعاون مع حكومة اقليم كردستان وهذه القرصنة والتهريب لن تجدي نفعا او تحل مشكلة دولة فاشلة اقتصاديا.ان بامكان العراق ان يستغني عن التبادل التجاري مع انقرة واستبدالها بمنافذ اخرى مع الكويت وايران والاردن كما ان بامكانه ان يوقف صادرات النفط عن طريق المنافذ التركية وزيادتها عن طريق المناطق الجنوبية في البصرة والموانئ العائمة في الخليج وبهذا يكون العراق قد ارسل رسالة حازمة الى صناع القرار في انقرة تؤكد ان بامكان العراق ان يتعامل مع خصومه بالطريقة التي تجبرهم على احترامه مهما تجبروا لان ما قامت به تركيا انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار وخارج عن الاعراف الدولية وهو عمل استفزازي على الحكومة التركية تحمل نتائجه . كما ان لدى الحكومة العراقية خيار مرن لا يثير زوابع الخلاف حد المقاطعة وهو تفعيل التعرفة الكمركية على البضائع التركية كمحاولة اولى لتطبيق هذا القانون الذي تم تاجيله اكثر من اربع مرات وبذلك نكون قد ضربنا تركيا بحجرين في وقت واحد وهما تفعيل قانون التعرفة الكمركية على السلع الاجنبية مما يؤدي الى ارتفاع اسعار هذه المواد بالقياس الى مواد دول الجوار الاخرى وبالتالي سيؤدي الى تكدسها في الاسواق ومن ثم قلة الطلب عليها حتى تصل الى مرحلة التوقف.ان دول العالم المحترمة والتي تعتد بنفسها قد تصبر على تجاوزات الدول الأخرى لكنها لن تنسى هذه التجاوزات حتى تأخذ بحقها وترد الدين الى أصحابه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
murjana
2012-08-06
سيقطعون عنا الماء
زيـــد مغير
2012-08-06
هذا هو الرد الصحيح للتعامل مع العدو . موقف تركيا مخزي من قبل أن يحتضنوا المجرم طارق ابن هند الأموي .( ألا لعنة الله على الظالمين ) و فقك الله أخي حيدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك