المقالات

الانقسام والفشل والتسقيط.. كخطر حواضن الارهاب

607 19:16:00 2012-07-24

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

مرة اخرى يضرب الارهاب في عدة محافظات.. ويوقع مئات الضحايا. ففي كل اسبوع او اسبوعين يقوم بعمليات متراتبة ومنظمة في توقيتاتها ومداليلها.. مع ادامة مستمرة بين موجة واخرى بعمليات بالكواتم والعبوات وتفجير البيوت وقتل العوائل واختطاف الابرياء وغيرها.. فالمبادأة ليست بيد الدولة.. التي تكتفي بردود فعل وملاحقات، اكثر منه استباق ومحاصرة وتضييق وحسم.

وتصورنا ان الوضع لن يعود طبيعياً ما لم نعالج خللاً اساسياً، لم نعالجه اثناء وجود القوات الامريكية بكل امكانياتها، وبعد رحيلها بكل القدرات التي نضعها.. فالارهاب والعنف لا حياة لهما بدون حواضن طائفية او قومية او ولاءات عقائدية او مصلحية.. فارتبط الامن بتنشيف هذه الحواضن. وعندما قطعت الدولة شوطاً بجهود سياسية وامنية مكثفة تحقق تقدم ملموس.. وعندما لم تعزز النجاحات الاولى بمستلزمات ادامتها، عاد الوضع للجمود والتراجع. فالارهاب الذي كان متركزاً في مناطق محددة بدأ بالانتشار بالتدريج من حيث المحافظات والقوى. لم نعد بعد الى ايام 2006-2007، لكن الامور قد تشهد تدهوراً، ان لم نضع الرؤى والاولويات الصحيحة، خصوصاً مع احتمال بعض التأثيرات السلبية للاوضاع الاقليمية.

فالخلل الذي نتكلم عنه لا يتعلق بالعوامل التعبوية والامنية والجاهزية والاختراقات والعوامل الخارجية.. ولا باهمية تنشيف وتفكيك الحواضن، الذي بتحقيقه سيكون الارهاب والعنف كالسمك بدون ماء.. فهذه كلها ستبقى معالجات مهمة ولاشك، لكنها لا تراكم نجاحاً.. بل سرعان ما ستتفكك وتزول اثارها، ان لم يتوفر العامل الاساس الذي فشلنا في تحقيقه لحد اليوم.. وهو بناء الدولة على اسس دستورية ومؤسساتية، واضحة المسؤوليات والصلاحيات والحدود.

بدون الدولة الراشدة العادلة الكفوءة ستتردى الخدمات، ويزداد الفقر والبطالة والفوضى.. ويترسخ الفساد.. وينتشر التذمر وفقدان الثقة بالمسؤولين والحكومة وقواها.. لتصبح الازمات والانقسامات والتسقيط المتبادل للقوى والمؤسسات والشخصيات ادوات السياسة اليومية واسلحتها.. وهذا ذروة ما يريده الارهاب. فبدون التوجه حقيقة لبناء الدولة بمواصفاتها الحقيقية المتكاملة، فان المعالجات الاخرى -على اهميتها- ستصبح مجرد ترقيعات ومهدئات، تفشل بجمع عوامل نجاحها الامنية والسياسية والخدمية والتعبوية.. لتبقى يد الارهاب والعنف طليقة تواصل اعمالها الاجرامية.

المحزن حقيقة، ان عوامل النجاح متوفرة، لو تمسكنا نصاً وروحاً بالدستور.. وخضعنا له جميعا.. وتجاوزنا انانياتنا ونظراتنا الضيقة.. بما يسمح ببناء دولة المواطن والمؤسسات الممثلة للشعب، كل الشعب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك