المقالات

المالكي والبارزاني .. مفاتيح الأزمة ....بقلم علاء الموسوي

643 10:07:00 2012-05-11

المالكي والبارزاني .. مفاتيح الأزمة

 علاء الموسوي  Alaa_almosaowy@yahoo.com

 

هناك مطلبان أساسيان لقيام أي تحالف سياسي، الأول ضرورة امتلاك ذلك التحالف القوة على تحقيق أهدافه، والثاني وجود مصالح أساسية مشتركة بين المتحالفين.

وحين مناقشة مستقبل التحالف الكردي الشيعي في ضوء المطلبين أعلاه، واستحضار المناكفات الأخيرة بين البارزاني والمالكي وإشارات الأول الصريحة خلال جولته الخليجية، فضلا على زيارة الأخير لكركوك وتلميحاته الجريئة تجاه المادة 140.. ينكشف لنا واقع مختلف عما تنقله وسائل الإعلام وأحاديث المحبة والألفة والعلاقات التاريخية بين أطراف التحالف.

الأهداف التي وضعها قادة التحالف الكردي الشيعي أبان معارضتهما لحكم النظام المباد لم يجد بعضها طريقا سالكا للتطبيق، فالنظام الاتحادي وضم كركوك لإقليم كردستان وحكومة الأغلبية السياسية.. أهداف رئيسة لم يستطع التحالف تحقيقها، بل تحولت إلى مصدر للازمات الدائرة اليوم بين حكومة المالكي وإقليم كردستان.

خارطة الحكم تختلف عن أحلام المعارضة وأمنياتها، فما كان يُحلم به أيام المعارضة والنضال الشاق بين سفوح الجبل وممرات الاهوار لم يعد منسجما مع وجاهة الحكم والسلطة، كما أن ادوار اللاعبين متباينة هي الأخرى في الوعي والسلوك السياسي، فالرؤية التي كان يحملها السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) وما تمثله من نضج وحكمة لمستقبل التحالف الكردي الشيعي مختلفة تماما عن ممارسة وسلوك السيد المالكي. كما أن ممارسة السيد جلال طالباني وعقليته في التعامل مع الأزمات هي الأخرى بخلاف السيد مسعود البارزاني وسلوكه الأقرب إلى الراديكالية السياسية.

المصالح باتت مختلفة من حيث الزمن ومتغيرات الواقع، فالأرقام الانتخابية ومنافسة الإخوة على التمثيل والزعامة هي المرتكز عند عقلية ساسة اليوم، وهو ما يبرر السلوك المتشنج لكل من المالكي والبارزاني ورؤيتهما المغايرة لإدامة التحالف بينهما.

البارزاني يعتقد أن تقرير المصير للشعب الكردي لن يتحقق إلا عبر إيجاد عدو وهمي لإثارة عواطف الكرد وذهنيتهم تجاه مخلفات الماضي وظلمه المرير، وهو ما يرى في سلوك المالكي الأخير لاسيما زيارته لكركوك واصطحابه كتيبة دبابات هدية مجانية تستحق الثناء الجزيل.

كذلك السيد المالكي يرى في مشاهد الصراع بين الكرد والعرب وما يتعلق بكركوك وتعقيداتها الدستورية مادة انتخابية مناسبة للمرحلة المقبلة، وهو أمر سيسعى المالكي من خلاله إلى دفع منافسيه داخل التحالف الوطني لخيارات الاصطفاف التي لا تعترف بمنطق الوسطية.

قادة التحالف الوطني والسيد جلال طالباني مدعوون اليوم قبل غيرهم لتلافي الأزمة الخانقة بين الحكومة والإقليم، وعليهم إدراك أن مفاتيح أزمتهم لن تكون خارج ضبط المنطق السياسي لكل من السيد المالكي والسيد البارزاني، وفي حال وجود أي تباطؤ تجاه منطق الشخصنة فان مستقبل العراق وعمليته السياسية سيكونان في خطر، ولن ينفع بعدها التشفع بالغير وأجنداته الخاصة. 

"كل من نهواه مات

كل ما نهواه مات

ربِ ساعدنا بإحدى المعجزات

وأمت إحساسنا يوما

لكي نقدر أن نهوى الولاة" (احمد مطر)

8/5/511

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك