المقالات

اضخم حكومة في العالم

831 22:57:00 2011-06-30

صبيح الناصري

لا توجد حكومة في العالم يصل عدد الوزراء فيها الى اكثر من 43 وزارة مثلما هو موجود في العراق الذي فاق فيه عدد الوزارات مثيلتها في الصين التي يبلغ عدد السكان فيها الى اكثر من مليار وربع المليار نسمة ومع ذالك فان عدد الوزارات فيها ياخذ بنظر الاعتبار حاجة السكان والبلاد بعيدا عن باقي الاعتبارات الاخرى . منذ الازمة السياسية الاخيرة التي شهدتها البلاد والتي جعلتها تحطم الرقم القياسي العالمي في البقاء من دون حكومة قرابة الثمانية اشهر والتي ادخلت البلاد في نفق مسدود شكل عاملا ضاغطا مع مرور الوقت ,لكن المفاجيء ان تتم التشكيلة الحكومية بطريقة الترضية للكتل والاطراف السياسية المشاركة فيها على حساب الهدف الاساسي ونوعية الخدمات التي ينبغي ان تقدمها الى المواطن مماجعل الحكومة تخرج منذ اللحظة الاولى لولادتها مصابة بالتخمة والضخامة في حجم وعدد الوزارات الموجودة فيها ,فضلا عن الترهل الذي اصاب المناصب السيادية التي وصل فيها عدد نواب رئيس الجمهورية الى ثلاثة في سابقة لم تشهد لها البلاد مثيلا من قبل باستثناء تشكيل مجلس السيادة بعد ثورة الرابع عشر من تموز من العام 1958 الذي ضم ثلاثة اعضاء ممثلين للمكونات الرئيسية الثلاث في البلاد (السنة والشيعة والاكراد ) ,لكن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح بعد الانقسامات التي شهدتها البلاد ووجود منصب رئيس الوزراء الذي كان يمتلك اغلب الصلاحيات . بالرغم من ان الدستور قد نص على ان الدورة البرلمانية الحالية ستجعل من رئيس البلاد بصلاحيات محدودة ,اضافة الى وجود نائب واحد فقط للرئيس الا ان التوافقات السياسية بين الكتل تجاوزت على نصوص الدستور وذلك عندما اختير ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية وبشكل اثار انزعاج الشارع العراقي والمرجعية الدينية التي دعت الكتل السياسية الى تقليص المناصب غير الضرورية وتخفيض انفاق الرئاسات الثلاث وان تتحمل الكتل السياسية مسؤولياتها امام المواطن العراقي الذي ضاقت امامه فرص العيش وسط ارتفاع معدلات التضخم والبطالة ,فضلا عن ان موازنة العام الحالي قد سجلت عجزا ضخما وصل الى 12 مليار دولار . اختيار اربعة نواب لرئاسة الجمهورية قبل ان يتقلص الى ثلاثة لاحقا شكل سابقة سياسية فبالرغم من ان منصب الرئيس يعد شرفيا وان منصب النائب كذلك الا ان ذلك يكلف ميزانية الدولة مبالغ طائلة من حيث عدد افراد الحماية والمصروفات الخاصة بالمنصب وغيرها والتي يستحقها نائب الرئيس في حال تولي المنصب ,اضف الى ان التوافقات زجت الى المناصب الوزارية والسيادية الاخرى بشخصيات مثيرة للجدل بعد ان تسبب ذلك في ازمة سياسية استمرت اشهرا .تقليص عدد الوزارات او تبني سياسة الترشيق الحكومي ينبغي ان يتم بلغة ومنهج بعيدا عن المكاسب السياسية والحزبية وتسجيل النقاط على حساب الاخر بحيث تكون مدخلا لازمة اخرى تستمر لاشهر طويلة قادمة مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ,بل يجب ان يتم بصورة منصفة وموضوعية وسط نقاش هاديء وموضوعي يكون الهدف الاساسي منه خدمة البلاد وليس الكتلة او الحزب بعيدا عن لغة التشهير والتسقيط السياسي . ترشيق الحكومة سيعني ان الحكومة ستكون اكثر فاعلية في اداء عملها بدلا من حالة التشتت التي هي عليها الان من خلال وجود وزارات ذات طابع وتخصص مشترك من الممكن دمجها في وزارة واحدة ,اضافة الى انه يمنح البرلمان فرصة ووقتا كافيا لمراجعة ملف الوزارات بدلا من الوقت الطويل الذي يستغرقه مراجعة جميع الوزارات بعددها الكبير ,اضافة الى ان هناك عددا من الوزارات قد استحدثت من اجل ارضاء بعض الشخصيات والكتل السياسية على حساب التشكيلة الوزارية الحقيقية التي يفترض بها ان يكون عدد الوزارات فيها معقولا ومقبولا . الاندفاع في المشاركة من قبل الكتل السياسية والمطالبة بحصصها من المقاعد في التشكيلة الحكومية اضاف نظرة سلبية عنها لدى رجل الشارع العراقي وتسبب في نوع من القطيعة بينها وبينه في وقت كان من المفروض بالكتل السياسية ان تفعل عملها الرقابي في البرلمان وتبادر الى تشكيل تحالفات سياسية قوية بينها تاخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب العراقي بدلا من الازدواجية التي تتعامل بها حاليا من خلال مشاركتها بالحكومة من جهة واتجاهها الى العمل الرقابي المسيس من قبلها مما افقدها التاثير والقوة المطلوبة . اعادة النظر بالتشكيلة الوزارية يمثل موقف الاغلبية من الشعب العراقي التي ترغب بوجود مؤسسات حكومية تخدمه وتلبي احتياجاته وليست حكومة صالونات ترضي الاحزاب والكتل السياسية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك