المقالات

أزمة وطن ؟ أم هي أزمة مواطنة؟!

690 14:50:00 2011-03-18

طالب عباس الظاهر

شأن الكثير من المتناقضات التي أفرزتها مرحلة عراق الديمقراطية ما بعد سقوط حكم الدكتاتورية المقيت، مما يثير السخرية بالفعل، عبر تصرفات غريبة ومن ردود أفعال أغرب ، مما تجري وقائعه داخل مجلس النواب العراقي أو خارجه، وقد غدا هذا المجلس مسرحاً للصراع من أجل اغتنام الفرص وتبادل المصالح الحزبية والفئوية والشخصية في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص.. بل وتصفية الحسابات ربما، وصيرت كواليسه مرتعاً لعقد الصفقات السياسية التي تصب فقط في مصلحة هذا الحزب أو ذاك أو هذه الجهة أو تلك، بعيدا عن محن وآلام هذا الشعب المستعصية - كما يبدو- وجراحاته النازة قيحا!وكيف لا يؤول الأمر إلى مثل هكذا حال.. وربما أتعس أيضا ونواب الشعب مشغولون في مصالحهم الشخصية والحزبية، وبأحلام السياحة والسفر والتمتع بالعطل والإجازات الطويلة أو القصيرة لقضاء أوقات الراحة والاستجمام في المنتجعات الخارجية.. ناهيك عن الايفادات المتكررة، وقد باتت مثل هذه الحالة وهكذا تصرفات غير مسؤولة من السادة المسؤولين- طبعاً كما يفترض- تزكم أنوف الشرفاء من أبناء هذا الوطن، سواء أكانوا من داخل العملية السياسية أو خارجها.ورغم الآمال الكبيرة التي علقها الشعب العراقي على ممثليه في مجلس النواب ومازال من اجل الإسراع في تشريع القوانين التي تسهم بالتخفيف من أعبائه خاصة بعدما شهدت مدن البلد وقراه العديد من التظاهرات، ولم تزل من أجل تحسين واقع الخدمات والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد المالي والإداري في دوائر الدولة ومؤسساتها، وتحسين مواد البطاقة التموينية، وغيرها هنالك الكثير الكثير من المشاكل.. إلا إن خيبات الأمل المتكررة لم تزل هي الأخرى سيدة الموقف والتي مني بها الشعب منذ سطر ملحمته الانتخابية الأولى في أولى تجاربه الديمقراطية لاختيار ممثليه، ولحد آخر حدث وحديث بأخذ أعضاء مجلس النواب لأجازة لمدة عشرة أيام رغم كل الظروف العصيبة التي تعصف بالإنسان والوطن في الداخل، ناهيك عن القتل المجاني الذي يتعرض له الشعبين المسلمين في البحرين وليبيا واليمن وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية .. ففي كل تجارب العالم وممارساته الديمقراطية - وخاصة التجارب الحقيقية والنزيهة - نجد إن هنالك تسابقا وحرصا شديداً من قبل ممثلي الشعب من أجل تقديم المستطاع من الخدمات والانجازات لمن انتخبهم، وبوأهم المناصب البرلمانية أو الحكومية، وجعلهم يتمتعون بكل هذه الامتيازات، وبالتالي لضمان مستقبلهم السياسي أو الوظيفي، على أقل التقادير وأضعف الإيمان، بمعزل عن الوطنية والإيمان والوفاء وما إلى ذلك من مفاهيم نبيلة كثيراً ما نسمعها في التصريحات الرنانة والبيانات الطننانة والخطب البليغة، لكننا - مع الأسف الشديد- لم نعد نستطيع تصديقها..!!ولست أدري كيف إن أعضاء في مجلس للنواب ديدنهم الوقوف والمماطلة والتأجيل المتكرر لكل ما يصب في مصلحة الشعب عامة؟! رغم علمهم الأكيد بالمخاطر التي تحيق بالبلد جراء التأخر بإجراء الإصلاحات اللازمة، إلا إن مثيلاتها من قرارات تخص امتيازاتهم الخاصة كما رأينا، يتم تشريعها وإقرارها بكل انسيابية ويسر؟ وأتساءل: أحقاً هؤلاء نواباً للشعب العراقي أم لشعب غيره يقطن المريخ!! أم هم فقط ممثلين لأحزابهم وطوائفهم وعشائرهم وأسرهم ولأنفسهم و......؟!ولعل الكثير من القوانين التي تنتظر البت بشأنها وإقرارها بصورة نسابق بها الزمن - وليس العكس فنأخذ إزاءها للإجازات الطويلة هرباً أو تهرباً- والتي من شأنها أن تهدئ ولو قليلاً من حالة الاحتقان وغليان الغضب الجماهيري التي يعيشها الشارع العراقي في هذا الوقت الحرج، كونها تخدم أولاً وأخيراً الشرائح المحرومة من هذا الشعب الجريح، وتسعى إلى رفع البعض من معاناته المزمنة. وأخيراً أتساءل هاهنا وأسأل أعضاء مجلس النواب بكل حرقة الألم أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب: أهناك أزمة وطن ؟ أم هي أزمة مواطنة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك