المقالات

الحركات الاسلامية في اقلام العلمانيين

773 21:26:00 2011-03-16

بقلم: جمعة العطواني

كثيرا ما نقرا ونسمع احيانا من بعض الكتاب العلمانيين ان مصطلح ( الاسلاميين )يختلف عن مصطلح المسلمين، منطلقين من تعريفهم ل(ا لاسلاميين) الذي يعني مجوعة من الاعضاء المنتمين الى حزب او حركة اسلامية تتخذ من تعاليم الاسلام منهجا في رؤيتها لبناء الدولة ،وهذا لاينطبق بالضرورة على جميع المسلمين على اعتبار ان بعض المسلمين لايؤمنون باتخاذ التعاليم الاسلامية منهجا في بناء الدولة، ولهذا يتصورهذا البعض ان العلاقة بين الاسلامي والمسلم علاقة عموم وخصوص مطلق _حسب الاصطلاح المنطقي _فكل اسلامي مسلم ،وبعض المسلمين اسلاميين .لكن هؤلاء الكتاب ذكرو شيئا وغابت عنهم اشياء ، او ربما غيبوا عن القاريء اشياءا ، اذ اغفلوا حقيقة اخرى في الموضوع وهي ان ( الاسلامي ) يذكر في قبال ( العلماني )، ومن هذا التقابل يجب ان ننقاش هذه المفاهيم والمصطلحات ، فكلمة( الاسلاميون ) : مجموعة من الناس يتخذون الاسلام منهجا في بناء الدولة والحياة في مقابل ( العلمانيون ) : وهم مجموعة من الناس يتخذون من النظريات الوضعية منهجا في بناء الدولة والحياة ، ولان منهج العلمانيين لايقف عند بناء الدولة بل يتعداها الى نظرة فلسفية الى مابعد الوجود من القضايا الماورائية لذلك هنا مكمن الخلاف الاكبر بين العلمانيين والاسلاميين .ان من اهم نقاط الخلاف بين الطرفين ليس في دور الدين في السياسة بل دور الدين في الحياة، لذا يرى الاسلامي ان الاسلام له دور اساسي في بناء الدولة، ويرسم مسارات الانسان في الحياة وفق رؤية وتقنيين واضحين ، في قبال العلماني الذي يرى انه( الانسان ) محور وغاية في وجوده في الدنيا، وهو مطلق وحر في حركته ومسيرته، حيث لاقيود ولا ضوابط الا التي يراها هو مناسبة لاسعاده في الدنيا ، اما علم الغيب والغيبيات فهي في نظر الاخير تقف بين النكران او السكوت عنها على احسن التقادير .لذلك يقول البعض من العلمانيين انه ( يريد فكر لاتتغلب فيه الغيبيات على الواقع ، ولاتصادر الايمانيات دور الحسابات ) فانه تاكيد لمقولة ( فصل الدين عن الحياة )في اجلى صورها .من هذا المنطلق يمكن تحديد من يمثل الاكثرية والاقلية في الحياة السياسية والاجتماعية ، وليس من الصحيح ان نجتزا الحديث في زوايا ضيقة تبعد القاريء عن المعرفة الحقة في التفريق بين المفهومين .اما الحديث عن التجربة الانتخابية وما افرزته من نتائج قد تبدو للمراقب ان هناك تراجع في شعبية الاسلاميين بناءا على ما افرزته الانتخابات ، وهذه مغالطة اخرى قد تكون مقصودة ، لان بعض الباحثين والمراقبين لايناقشون حيثيات الامور من جميع جوانبها .وعلى هذا الاساس يجب القول ان الحديث عن التجربة الانتخابية لابد ان تؤخذ من زاوية اخرى وهي الاسلاميين في العرق تحديدا لازالوا في صدارة القوى السياسية ، او على اقل تقدير انهم يتقدمون بشكل واضح على العلمانيين ، وبناءا على تلك الحيثيات يجب ان نصحح مقولة ان الاسلاميين في تراجع في التجربة الانتخابية الاخيرة ، ولو فرضنا جدلا ان هناك تراجع فان هذا التراجع لم يكن لصالح المقابل العلماني ، او انه ليس ضد الاسلاميين وحدهم بقدر ما هو عزوف عن التجربة الذيمقراطية التي افشلها( لحد الان ) اغلب ارباب السياسة من كلا الطرفين ( الاسلاميين والعلمانيين ) على حد سواء ،وازعم ان سبب فشلهم لانهم يحملون مشروعا لايتعدى الشعار ليس الا ، ولذلك كان لهذا الفشل ارتدادات عكسية ربما ستنعكس سلبا على اصل المشروع الديمقراطي ، لكن ذلك لايعني عدم صلاحية المشروع لان يكون صالحا لبناء الدولة والحياة، بقدر ما ان حملة هذا المشروع غير قادرين على بلورة هذا المشروع الى سلوك حقيقي يعكس سلامته .جاء رجل الى احد العلماء وقال له اني رايت العالم الفلاني يسرق ، فاجابه العالم لاتقل ذلك يارجل، بل قل رايت سارقا متلبسا بلباس العلم يسرق ، والفارق بالتاكيد كبير بين المعنيين ، وكذلك الحال بالنسبة للتجربة الاسلامية في العراق ، بل وحتى العلمانية، فاننا لايصح ان نقول ان المشروع الاسلامي غير صالح لبناء الدولة والحياة بناءا على المصداق الحالي للتطبيق ،لان حملة هذا المشروع غير قادرين على النهوض به ، بل ربما بعضهم حمله لاغراض شخصية او قصدية .نعود مرة اخرى للقول ان عزوف الناس عن الذهاب الى الانتخابات لايعني بالضرورة تراجع الاسلاميين لان هؤلاء الناس لم يذهبو وبنتخبوا العلمانيين بدل الاسلاميين بل عزفوا عن انتخاب اي من الفريقين غاضين النظر عن الخلفيات الفلسلفية لكل مشروع ( الاسلامي والعلماني ) .ان البحث عن بعض الاسقاطات لنقد الاسلاميين فانها في الوقت التي تدل على بؤس اصحابها في وجوده لنقاط ضعف وهي كثير بالتاكيد كذلك لاتسلم الاخرين من نفس النقد ، بتعبير اخر ان من يتهم القوى الاسلامية على انها (لاتحتمل منافسة من جنسها) خاصة ان كل منها يؤمن ان رؤيته وحدها تابعة في اعلاء كلمة الله ، فانها تمثل نزعة نفسانية لدى مدعيها .ان الاجابة على هذا القول يحتاج الى جوابين نقضي وحلي، وفي الاول نقول ان الاحزاب العلمانية ( عموما ) لاتحتمل منافسة من جنسها ولذلك وصل هذا التنافس بينها الى استخدام العنف ( وليس الصراع بين القوميين والبعثيين وكذلك بين الاخير والشويوعين ) في العرق ليس ببعيد .اما الجواب الحلي فنقول ان الاختلاف بين الحركات الاسلامية ليس في الاصول والثوابت بقدر ما هو في تفاصيل وجزيئات العمل او في بعض الخصوصيات التي لاتضر باصل التجربة ، بل ان هذا التنافس احيانا يعد جزء من الديناميكة السياسية التي تتخذ من الاليات الديمقراطية في حركتها شانها في ذلك شان سائر القوى السياسية الاخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك