المقالات

حق الشكوى والديمقراطية التي كان ينتظرها الشعب من دولة القانون)

1008 12:52:00 2011-03-13

ياسين محمد

قبل أن نسأل أنفسنا مما يشتكي المواطن العراقي ،علينا أن نجد جوابا عن السؤال الأهم،لماذا يشتكي المواطن ؟ فالخطأ وارد الحدوث في أي مكان ،وبقدر ماتتوفر النية لإصلاحه ومعالجته سوف تتدنى الشكاوي وطبيعتها ،فحجم الشكاوي والمطالب المسجل في كل وزارة ودائرة وفي أي جهة عامة وصولا إلى رئاسة الوزراء يعبر بشكل أو بآخر عن ثلاث نقاط رئيسية الأولى هوة مدى الغموض والأجرائات والأنظمة والقرارات المنظمة للعمل ولعلاقة المواطن بمؤسسات الدولة، والثانية هي حالة الترهل والفساد الإداري التي تتعامل مع منظور المصالحة الشخصية ،والثالثة هي ضعف دور التراتيبية الوظيفية وصلاحياتها ،الأمر الذي يجعل رئاسة الوزراء مقصدا لآلاف الشكاوي والمطالبات لأنها الجهة المسئولة مسئولية مباشرة عن مايجري من أخفاقات في البرنامج الحكومي وتوفير حياة كريمة للمواطن العراقي ، وعند الوقوف على مطالب المواطن العراقي والبطالة التي تستشري الآن في البلد ،يفصح لنا عن حقيقة النتائج والتأثيرات التي قادت أليها الإجراءات الإدارية المتخذة والاستمرار من قبل البعض بتطبيق أنظمة وإجراءات عفا عليها الزمن بالإضافة إلى المحسوبية مما تسبب بزيادة معاناة الشعب وما يؤسف حاليا أن الكثير من الوزارات والمؤسسات والجهات العامة تعج بآلاف الشكاوي وطوابير المواطنين وهذا من حق المواطن أن يطالب بحقوقه المشروعة التي كفلها له الدستور وأن يشتكي ويرفع صوته عندما لم يجد أجابه وأن سبب نفاذ صبر المواطن العراقي سنجد أن من تسبب بنفاذ صبر المواطن هو نفسه الذي يتسبب بتأخير أو المماطلة في معالجة مطالب الشعب وتوجد شكاوي وطلبات مقدمة تمر عليها سنوات وسنوات دون أن تجد حلا ،رغم موضوعية طرحها وعدالة مطالبها ،فمن هوة المسئول عن تجاهل مطالب الشعب والتأخير بمعالجتها ،بالطبع هي الحكومة التي لم تستطيع من توفير أبسط مقومات العيش للمواطن وأصبح للأسف الشديد المنصب والكرسي والمكاسب هي الأهم لهم من الضرر الذي يتعرض له المواطن ، بالطبع هي الحكومة المسئولة فهي وعدتنا بتبسيط الاجرائات وتطوير الخدمات العامة والقضاء على البطالة ولم تفعل ذلك كما وعدتنا بمحاربة الفساد الإداري ولم تضع برنامجا وطنيا واضحا ومحددا لمحاربة الفساد ولن نرى سوى أطلاق التصاريح سنحارب الفساد ،فهل سيحاربون أنفسهم ؟ والأغرب من ذلك وعدتنا بأنها لن تفعل شيء دون مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي ونجد أنها تقصي الجميع وتنفذ كل ماتريد وما لايريده المواطن ،وقدمت للمواطن أجمل هدية عندما خرج للشارع يطالب بحقوقه المشروعة وكانت الحكومة بدل أن تستقبل هذه المطالب برحابة الصدر ردت على المواطن المغلوب على أمره والذي جاء ليعبر عن الظلم الذي لحق به ردت عليه بالهراوات والرصاص والماء الساخن ناهيك عن تكميم الأفواه والاعتداء على الصحفيين فهل هذه الديمقراطية التي كان ينتظرها الشعب العراقي بعد التغيير، من خلال ماجرى من تعامل مع المواطن العراقي بقسوة وأهانه هذا يدل على أننا دخلنا مرحلة الدكتاتورية تحت غطاء الديمقراطية ونسأل الله أن يعين الشعب العراقي كما نسأل الله أن يهدي رئيس وزرائنا بأن يتعامل مع مطالب الشعب بصدق وأمانة لابالوعود التي لاجدوى منها سوى زيادة المعانات للمواطن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك