حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
كثيرة هي المواقف التي مرت على العراقيين من قبل الحكومات المتعاقبة خلال تاريخ طويل حافل بالأحداث المثيرة . وهذه الأحداث كانت تتطلب مواقف معينة ، فمرة تتطلب تلك المواقف الحزم والشدة والتصلب ، ومرة تحتاج هذه المواقف إلى نوع من المرونة التي قد تسهم في حلحلة الأزمات وترطيب الأجواء . إن ما اتخذه المجلس الأعلى الإسلامي من مواقف تجاه ما يجري من أحداث في العراق وخصوصا في هذه الأزمة الخانقة التي التفت حول عنق الشعب العراقي يعبر عن مدى الوضوح والثبات تجاه موقف معين ، فمواقف المجلس الأعلى الإسلامي من هذه الأزمة هو موقف ثابت وصريح منذ أن ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية لا بل وقبلها تجاه طبيعة تشكيل الحكومة العراقية ، فقد كانت التصريحات الواضحة من قبل قياديي المجلس الأعلى وخصوصا السيد عمار الحكيم تنم عن موقف راسخ للرؤية المستقبلية للحكومة العراقية ، فقد صرح السيد الحكيم وفي الكثير من المناسبات إن الحكومة القادمة لابد أن تكون حكومة شراكة وطنية تحوي جميع المكونات العراقية الفائزة بالانتخابات مهما كان عدد المقاعد التي حصل عليه المكون . نعم إن ما قاله السيد الحكيم بخصوص عدم الدخول في حكومة ضعيفة لا يمكن أن تخدم المصلحة الوطنية يدل على مدى الروح الوطنية للسيد الحكيم وتمسكه بمشاركة الجميع ، كذلك كان لدعواته المستمرة للكتل في الجلوس على طاولة مستديرة وترك الخلافات لتحقيق المصلحة الوطنية كل هذه المواقف الثابتة كانت من قبل السيد عمار الحكيم لمواجهة ما يدور من أحداث في الشارع السياسي العراقي أهلته لان يكون من أول الشخصيات التي تنشد المصلحة الوطنية في العراق .
https://telegram.me/buratha