نوال السعيد
من المتوقع ان يتحول اقتراح الطاولة المستديرة الذي طرحه رئيس المجلس الاعلى العراقي الاسلامي السيد عمار الحكيم قبل عدة اشهر الى مشروع عملي على الارض خلال الفترة القليلة المقبلة.رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني اعاد طرح الاقتراح مع مقدار من التفاصيل والجزئيات، ولقي طرحه تفاعل وتجاوب عدة اطراف سياسية.ومقترح البارزاني هو في الواقع دعوة كردية للخروج من المأزق السياسي المتواصل والمستمر منذ الانتخابات.والقائمة العراقية بمكوناتها المختلفة راحت تتحدث وتدعو الى جلوس كل الاطراف السياسية مع بعضها البعض ، بعد ان فشلت كل المحادثات والمباحثات في التوصل الى حل والعثور على مخرج.ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق اد ميلكرت دعا بكل وضوح الى اجتماع كل الكتل السياسية المعنية -يعني الفائزة في الانتخابات-حول طاولة مستديرة بعد لقائه المرجع الديني في النجف الاشرف اية الله العظمى السيد علي السيستاني، والمفارقة انه بعد تلك التصريحات بوقت قليل تعرض لمحاولة اغتيال وكأن الذين وقفوا وراء تلك المحاولة ارادوا ان يقولوا له لاتخوض في هذا الامر اذا كنت تريد الاحتفاظ بحياتك.ودعوة ميلكرت التي اطلقها من النجف، هي في واقع الامر ، دعوة السيد السيستاني ومطلبه، والمرجع دعا منذ وقت مبكر الى ذلك وان لم يكن بصراحة وبصورة مباشرة، وكان يأمل ان يتحلى السياسيون بالمسؤولية الوطنية ويضعوا مصالحهم الخاصة جانبا من اجل مصالح الناس والوطن.ائتلاف دولة القانون وحده الذي مازال الى جانب اصراره على ترشيح السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء ، فأنه لايريد الجلوس مع كل الاطراف على طاولة واحدة، ويعمل على التفاوض والتنسيق في الغرف المغلقة والاروقة المظلمة مع كل طرف على حدة ومن دون ان تعرف الاطراف الاخرى ماذا حصل وماذا يحصل؟. دولة القانون يدرك ان الجلوس على طاولة مستديرة، يعني اعلان جماعي برفض المالكي وهذا ما سيحاولون تجنبه والهروب منه حتى لو احترق العراق عن بكرة ابيه.
https://telegram.me/buratha