ابو هاني الشمري
خرجت بالامس تظاهرات في مدن الرمادي والفلوجة والقائم رافعة شعار (بالروح بالدم نفديك ياصدام ... وهلهولة للبعث الصامد ... وهاخوتي النشامى ) ضد قرار وزارة النفط القاضي بأحالة حقل عكار الغازي للاستثمار الى ائتلاف مكون من شركتين كازاخستانية وكورية ... وهدد المحافظ باللجوء الى القضاء اذا ما أصرت الحكومة المركزية على قرارها !!(وكان عليه ان يعلن استقلال الرمادي كجمهورية وذات سيادة وسحب البساط من الحكومة المركزية واستغلال مافيها من غاز وبلاليع كما يشتهي افراخ البعث!!)
ديمقراطية اخر زمان جعلت ازلام البعث دوما في خانة المعارضة حتى ولو كانت تلك المعارضة على لاشئ .في نفس اليوم الذي احيل فيه حقل عكاز الى الاستثمار تمت احالة حقل السيبة الغازي في البصرة الى الاستثمار ايضا وحصلت شركتا كويت انرجي و تي بي اي التركية على العقد ولكن لم نسمع او نشاهد ان اهالي البصرة خرجوا متظاهرين ضد هذا القرار وطالبوا الحكومة المركزية بما يطالب به مجلس محافظة الانبار من ان يكون تصنيع الغاز داخل محافظتهم ومن ثم يصدّر!!...اي بمعنى ان مجلس محافظة الرمادي ومتظاهريها رفعوا شعار -(موت يحمار لما يجيك الربيع.... والحمير هنا معروفين بلا شك)
محافظات الجنوب التي هي الام الحنون والبقرة الحلوب للعراق على مر الدهور والممول الاكبر لميزانيته(90%) ما خرجوا يوما من الايام متظاهرين ضد اي قرار يخدم الوضع الاقتصادي العام للبلد ... بينما قتلة الشعب وخفافيش الظلام اصبح لهم صوت ليمنعوا رزق الله عن عبادة ....
مجموعة من الاغبياء والمصفقين بلا معرفة من الذين وصفهم امير المؤمنين علي(ع) بالهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق هم من خرج بالامس متظاهرا لانهم لم يعرفوا مقدار الفائدة من هذا الاستثمار وانما صفّقوا لاول معارض بعثي له بلا شك .... لماذا؟ لانهم يتصورون ان هذا الغاز الذي اكتشف في منطقة عكاز قد اصبح بين ليلة وضحاها (ملك الخلفوهم يعطونه من يشاؤون ويمنعونه عمن يشاؤون) ونسوا ان البقرة الحلوب محافظات الجنوب لم تشتك يوما جور الحكومات المتتالية وقطع اللقمة من افواه ابنائها لتحويلها الى المصفقين والمطبلين برفض قرار الحكومة المركزية ولم يكن مطلبهم آنذاك سوى مساواتهم ببقية المحافظات الخاصة التي كانت تحول تلك الثروات اليها ظلما وعدوانا بينما كان الفقر والعوز ونقص البناء والخدمات يقتل ابناء تلك المحافظات المعطاء وشعبها يعيش في اسوأ مايمكن تصوره.
قد يتقول قائل من بعثيي الامس ومناضلي اليوم!! ...ولكن هذه الامور حدثت فيما مضى وتحت مبدأ ارهاب السلطة التي كانت مسيطرة على كل شئ وتتصرف بكل شئ ... ونحن نرد عليه بقولنا ان عقد الاستثمار تم توقيعه سوية مع عقد استثمار مماثل في محافظة البصرة وفي نفس اليوم فلم نشاهد اهالي البصرة متظاهرين ومنددين كما يحصل مع اتباع الجزارين والقتله في مناطق الرمادي والفلوجة والقائم التي اعلتنها القاعدة في يوم من الايام امارات خاصة بهم .... من هنا نستطيع معرفة الدافع الحقيقي وراء هذه التظاهرات المناهضة للاستثمار.
هناك مثل قيل سابقا ومضمونه((صار عند العار مره وكَام يحلف بالطلاكـ )) ... وكلمة مره هنا لغير العراقيين معناها إمرأة ويعني بها زوجة وهي لهجة دارجة في العراق. وهذا المثل ينطبق قلبا وقالبا على المتظاهرين الذين خرجوا ضد قرار الاستثمار بضمنهم جميع (ستاف) المحافظة (المنصورة بصدام وزبانيته) من محافظها (وانت شايل ايدك) فما اسرع ما تم اكتشاف ثروة معينة في غرب العراق وما اسرع ما اعترضوا على استغلالها.
القضاء في حالة لجوء افراخ البعث اليه في هذه القضية معروفة نتائجه المساندة للاستثمار لانها من ضمن بنود الدستور والتي احدى فقراته تؤكد ان ماموجود من ثروات في ارض العراق هي ملك لكل العراق وايراداته تذهب الى الحكومة المركزية.
ونكتفي لنرد على هؤلاء بهذين البيتين للحيص بيصملكنا فكان العفو منّا سجية ..... فلما ملكتم سال بالدم ابطحوحسبكم هذا التفاوت بيننا ...... وكل اناء بالذي فيه ينضح
https://telegram.me/buratha