المقالات

وطن يغرد خارج سرب الاوطان

1963 21:39:00 2010-10-20

فاضل الشيخ

جرى نقاش بيني وبين احد الاصدقاء بخصوص الوطن وقد كان متحمساً جداً للوطن ويشعر بانتماء قوي جداً حيث مستوى الانجذاب للوطن كان مرتفعاً عند صديقي الذي اصبح متعصباً عندما ذكرت له ان وطني من اعيش فيه بعزة وكرامة ،ولم ينتبه صديقي او كان ناسياً الى ان للوطن مكونات ومقومات ان لم تتوفر فلا يمكن تسميته بوطن ولم يتذكر الحديث الشريف ( الفقر في الوطن غربة والمال في الغربة وطن) فالفقراء في هذا البلد هم غرباء ولا اتصور ان الغريب يشعر بالانتماء لوطن لايملك فيه شبراً . واخبرته ان الوطن يتكون من مساحة من الارض ويعيش عليها مجموعة من الناس وطبعاً لايمكن لهذه المجموعة من الناس ان تعيش على هذه البقعة من الارض من دون ان يكون هناك نظام او مجموعة قوانين تنظم العلاقة بينهم .فالقوانين في وطني هي نفس القوانين الصدامية لم يتغير منها شيء سنت لتسحق المواطن وتجعله عبداً لمجموعة من الناس لتطبق هذه القوانين (العقوبات منها فقط )على اناس ليس لهم ناصر ولامعين الا خالقهم اما المسؤول فهو خارج نطاق هذه القوانين والارهابي فبامكانه قتل من يشاء من الناس في حال القاء القبض عليه يدفع كمية من الدولارات ويخرج معززاً مكرماً أو يدير عملياته الارهابية داخل السجن(خمسة نجوم) وكأن القوانين لاتشمله .هذا من جانب تطبيق القوانين اما من جانب الخدمات فاينما تلتفت ترى جبالاً من القمامة قد ملئت الشوارع الرئيسة التي تمشي عليها احدث سيارة موديل (الفين وهسة) والى جانبها ستوتة او عربة يجرها حمار ولا اتصور ان هناك لوحة اصدق تعبيراً عن الطبقية في بلدنا ناهيك عن وقوف السيارات طوابيراً في زحمة من السير لمجرد ان هذه من السيارات تمر عبر نقطة تفتيش قد انشغل افرادها باللعب بالهاتف النقال او لمجرد وقوفهم دون تفتيش اي سيارة اما اذا ابدى احد الموطنين استيائه من هذا الازدحام سيرى من افراد السيطرة ماكان يراه في سيطرات حكومة صدام وسيعرض نفسه الى الاهانة وقد تصل الى الضرب في اغلب الاحيان .وفي ختام حديثي مع صديقي الوطني نشرت له صورة من صور البؤس في وطنه فشيخ كبير قد اكل الدهر منه كل جميل ولم تبق لديه قوة كي يعمل ليعيل نفسه قد من الله عليه براتب شبكة الحماية الاجتماعية البالغ خمسين الف دينار شهرياً والى جانبه يتقاضى عضو البرلمان اكثر من ثلاثين مليون دينار شهرياً اي ضعف راتب هذا المسن بـ(600) مرة !!! .والمهتم بالشان العراقي والمراقب له لابد ان تصيبه الدهشة لما يحدث في هذا الوطن بدءً من زحمة السير وانتهاء بصراعات تشكيل الحكومة ولااريد ان اتحدث عن مشكلة تشكيل الحكومة التي اصبحت اصعب طلسماً سياسياً عجز عن فك رموزه اكابر فن السياسة فمنذ سبعة اشهر على انتهاء الانتخابات ولا تزال المشكلة من يتربع على عرش الحكومة ويقضم اكبر لقمة من الكعكة الحكومية ليتخم بها بطنه وبطن اتباعه ؟والحقيقة ان المشكلة في تشكيل الحكومة هوغياب الوطنية والحرص على مصالح هذه الامة في نفوس المتصارعين على الكرسي قد ذكرت لصديقي هذه الصور والمشاهد ليقارن بين وطنه وبين باقي الاوطان فاخبرني ان وطننا يغرد خارج سرب الاوطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سرور
2010-10-25
كل ماقاله الاخ الكاتب صحيح ومعقول فالعراق اصبح ملكا للمتكالبين على السلطه همهم ولايهمهم العراق وأهله فاما الازدحامات في الشارع التي تسببهاالسيطرات التي لاخير فيها الاالبؤس الحاصل للمواطن الفقير الذي لاحول له ولاقوه فاما البرلماني الذي انتخبه الشعب بات يتقاضى مايقارب الثلاثين مليون فبات لايشعر بالمواطن الذي لايجد مايسد رمقه من الجوع فالحقيقه ان وطننا وطن يغرد خارج سرب الاوطان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك