خيرالله علال الموسوي
الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا لانهم لم يفكروا في الموت ابدا اما لتمتعهم بالصحة اوالمال اوالجاه او السلطان ,لانهم يعتقدون ان لاشيء يقدر عليهم .لقد تولى صدام الحكم في 1979م وكان ذا طموح توسعي لانه على مايبدو قارئ جيد للتاريخ ,ولكن قراته من زاوية واحدة ليس للعبر والدروس ولكن من اجل ان يكون مثل عظماء التاريخ والمهم ان يكتب عنه التاريخ باي ثمن .وكان من بين الذين يقفون في طموحه بعض البعثيين الذين يحملون مبدأ ,وهؤلاء عندما اجبر البكر اوكاد يجبر عن التنحي اعترضوا وقالوا انك في قمة عطائك وصدام يسجل ويكتم ,ولما تولى الامر اول ما بدأ بهم ,ومن ثم وجود المؤسسة الدينية المتمثلة بالحوزة ومن بين اخطرهم عليه هو (السيد محمد باقر الصدر) .صدام الذي وصل الى الحكم بطريقة دموية لم يتوانى بعد ان توج حلمه في قتل اي كان ,ويعتقد ان القتل هو النهاية !.حاولت القيادة البعثية من ان تستميل (السيد الصدر ) بطريقة او باخرى كما يقول الشيخ النعماني في كتابه(سنوات المحنة وايام الحصار),حيث انهم بعثوا له بفريق اعلامي طالبين منه ان يثني على خطوة محو الامية الا انه رفض ان يدلي باي تصريح ,وحاولوا مرة اخرى في اشياء ثانية الا ان السيد لم يستجب لهم ,ولم يفسر الشيخ النعماني هذا الموقف بالنسبة للسيد حتى ظن القارئ ان السلطة لم تقصر مع السيد الصدر الاول وانها تتودد له دون جدوى ,وكان لزاما على الشيخ النعماني ان يفسر ان عدم قبول اي تواصل بينه وبين السلطة لانه يعرف ان المسألة او العملية هي عملية استدراج له شيء فشيء لان الافكار الشيطانية لم تنطلي على السيد الصدر ابدا مما جعل السلطة تقف عاجزة من ان تجعل هذا الرجل يسكت عن الباطل.وصدام عندما تولى السلطة اجتاح القلوب حبا واصبح كل الاعلام المحلي والعربي والعالمي ليس فيه الا صدام ,لان صدام يعرف كيف يأسر القلوب ببعض التمثيليات التي تنطلي على المساكين من الشعب والعالم .في وسط هذا الاجتياح العارم لصدام ,كان هناك ثمة شيء آخر يقف في طريقه وان كان لايشكل شيء بالنسبة له لانه لا يهاب اي شيء ابدا.مما خلص الى امر هو التخلص من السيد الصدر رض وهو يعلم انه لم يكن هناك ضجيج كبير يؤثر على الساحة لان الناس لازالوا في نشوة حبه الوليد .اعدم السيد الصدر الاول بسبب وقوفه بوجه الطاغية غير مكترث بما يمثله اويشكله صدام حتى كان امة بحالها وطبق مقولة الامام علي ع (لاتزيدني كثرة الناس من حولي عز ولا تفرقهم عني وحشة) هكذا اقدم على الشهادة وهو مصمم عليها!.ظن صدام امام مايحققه من تأييد جماهيري ان السيد الصدر لايشكل شيء وان اتباعه سوف يودعون اما في القبور واما في السجون واجتث جميع من يمت له بصلة تماما,وهرب من هرب وهم قلة قليلة جدا ممن نجوا من بطشه ,وظن ان السيد الصدر قد انتهى والى الابد ,ولكن سبحان الله خرج له السيد الصدر الثاني ! .واراد ان يكون صدام اكثر حكمة في التعامل مع الاخير وبطريقة شيطانية وهي ان يفسح له المجال مما يسبب سقوطه في نظر العامة على انه مع الدولة ولبساطة عقول البعض ظنوا كذلك !,او اراد ان يفتت الحوزة بالسماح وتأييد السيد الصدر الثاني وظهوره على الساحة بكل يسر,والسماح له ان يتحرك بكل حرية !, الا ان السيد الصدر الثاني رض استغل هذا الامر بشكل ما كان يتوقعه صدام مما جعله يسيطر على البلد بعلميته التي لم تكن معهودة ابدا.ولم يقتصر بروزه على الساحة الشيعية فقط بل اجتاح السنة ايضا وضمهم الى صفه .هنا وقف صدام متحيرا ان قتله سقط وان تركه سقط ,ولان صدام اسهل شيء عنده القتل ولكن هذه المرة بطريقة الاغتيال وليس الاعدام ,فبدأ باغتيال العلماء الذين سبقوه كالشيخ الغروي والبروجردي ثم السيد الصدر الثاني رض .استشهد السيد الصدر وكانت شهادته هزت العراق ورجته رجة لم يرج مثلها ابدا,مما زعزع حكم صدام وجعله خاوي تماما ,حيث ان الناس كرهت صدام وبشكل نهائي ,وكان السيد رض يردد (ان بمقتلي نصر لامريكا واسرائيل ) وعندها استغلت امريكا الفرصة وهذا التذمر الشعبي واجتاحت العراق وتركت الناس صدام يواجه مصيره وحده وان الذين حوله كلهم منافقون متملقون وعندما صارت الامور من جد كلا سلك له واديا وتركوا ابوعداي في حفرة لا ناصر ولا معين بعد ان لقبوه بالف لقب ولقب ! .ثم قبض عليه لينال جزاءه العادل في محكمة لم يوفرها هو لخصومه في يوم من الايام .حكمت المحكمة عليه بالاعدام شنقا حتى الموت لتطوى نهاية عصر عاشه العراق من اقبح العصور في حياته لاننا لو صببنا جميع طغاة التاريخ في قالب يظهرلك صدام !.وقف على منصة الاعدام وما كانت له هذه بالحسبان ابدا جاء لها وهو منهار تماما كما يصفه الذي جلبه ولكن عندما لمح التصوير اقتنصها فرصة ليثبت للعالم انه غير مكترث بالموت ولولا التصوير لكانت حالته بائسة جدا.وقف وهتف احدهم باسم السيد مقتدى مما جعل صدام يستهزء ويضحك ,ومن ثم قال احد الحضور : (يعيش السيد محمد باقر الصدر) خنس صدام واخذ يردد الشهادتين ومن ثم نزل به العدل الالهي .حكمة الله سبحانه وتعالى في ان صدام سقط في نفس اليوم الذي استشهد فيه السيد الصدر ويكون آخر ماسمعه اسم (السيد محمد باقر الصدر)الذي ظن انه انتهى منه والى غير رجعة واذا هو يصك مسامعه عند لحظاته الاخيرة!.فهذه عبرة لالي الالباب .
https://telegram.me/buratha