المقالات

آخر ما سمعه صدام في حياته!

1860 17:07:00 2010-10-20

خيرالله علال الموسوي

الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا لانهم لم يفكروا في الموت ابدا اما لتمتعهم بالصحة اوالمال اوالجاه او السلطان ,لانهم يعتقدون ان لاشيء يقدر عليهم .لقد تولى صدام الحكم في 1979م وكان ذا طموح توسعي لانه على مايبدو قارئ جيد للتاريخ ,ولكن قراته من زاوية واحدة ليس للعبر والدروس ولكن من اجل ان يكون مثل عظماء التاريخ والمهم ان يكتب عنه التاريخ باي ثمن .وكان من بين الذين يقفون في طموحه بعض البعثيين الذين يحملون مبدأ ,وهؤلاء عندما اجبر البكر اوكاد يجبر عن التنحي اعترضوا وقالوا انك في قمة عطائك وصدام يسجل ويكتم ,ولما تولى الامر اول ما بدأ بهم ,ومن ثم وجود المؤسسة الدينية المتمثلة بالحوزة ومن بين اخطرهم عليه هو (السيد محمد باقر الصدر) .صدام الذي وصل الى الحكم بطريقة دموية لم يتوانى بعد ان توج حلمه في قتل اي كان ,ويعتقد ان القتل هو النهاية !.حاولت القيادة البعثية من ان تستميل (السيد الصدر ) بطريقة او باخرى كما يقول الشيخ النعماني في كتابه(سنوات المحنة وايام الحصار),حيث انهم بعثوا له بفريق اعلامي طالبين منه ان يثني على خطوة محو الامية الا انه رفض ان يدلي باي تصريح ,وحاولوا مرة اخرى في اشياء ثانية الا ان السيد لم يستجب لهم ,ولم يفسر الشيخ النعماني هذا الموقف بالنسبة للسيد حتى ظن القارئ ان السلطة لم تقصر مع السيد الصدر الاول وانها تتودد له دون جدوى ,وكان لزاما على الشيخ النعماني ان يفسر ان عدم قبول اي تواصل بينه وبين السلطة لانه يعرف ان المسألة او العملية هي عملية استدراج له شيء فشيء لان الافكار الشيطانية لم تنطلي على السيد الصدر ابدا مما جعل السلطة تقف عاجزة من ان تجعل هذا الرجل يسكت عن الباطل.وصدام عندما تولى السلطة اجتاح القلوب حبا واصبح كل الاعلام المحلي والعربي والعالمي ليس فيه الا صدام ,لان صدام يعرف كيف يأسر القلوب ببعض التمثيليات التي تنطلي على المساكين من الشعب والعالم .في وسط هذا الاجتياح العارم لصدام ,كان هناك ثمة شيء آخر يقف في طريقه وان كان لايشكل شيء بالنسبة له لانه لا يهاب اي شيء ابدا.مما خلص الى امر هو التخلص من السيد الصدر رض وهو يعلم انه لم يكن هناك ضجيج كبير يؤثر على الساحة لان الناس لازالوا في نشوة حبه الوليد .اعدم السيد الصدر الاول بسبب وقوفه بوجه الطاغية غير مكترث بما يمثله اويشكله صدام حتى كان امة بحالها وطبق مقولة الامام علي ع (لاتزيدني كثرة الناس من حولي عز ولا تفرقهم عني وحشة) هكذا اقدم على الشهادة وهو مصمم عليها!.ظن صدام امام مايحققه من تأييد جماهيري ان السيد الصدر لايشكل شيء وان اتباعه سوف يودعون اما في القبور واما في السجون واجتث جميع من يمت له بصلة تماما,وهرب من هرب وهم قلة قليلة جدا ممن نجوا من بطشه ,وظن ان السيد الصدر قد انتهى والى الابد ,ولكن سبحان الله خرج له السيد الصدر الثاني ! .واراد ان يكون صدام اكثر حكمة في التعامل مع الاخير وبطريقة شيطانية وهي ان يفسح له المجال مما يسبب سقوطه في نظر العامة على انه مع الدولة ولبساطة عقول البعض ظنوا كذلك !,او اراد ان يفتت الحوزة بالسماح وتأييد السيد الصدر الثاني وظهوره على الساحة بكل يسر,والسماح له ان يتحرك بكل حرية !, الا ان السيد الصدر الثاني رض استغل هذا الامر بشكل ما كان يتوقعه صدام مما جعله يسيطر على البلد بعلميته التي لم تكن معهودة ابدا.ولم يقتصر بروزه على الساحة الشيعية فقط بل اجتاح السنة ايضا وضمهم الى صفه .هنا وقف صدام متحيرا ان قتله سقط وان تركه سقط ,ولان صدام اسهل شيء عنده القتل ولكن هذه المرة بطريقة الاغتيال وليس الاعدام ,فبدأ باغتيال العلماء الذين سبقوه كالشيخ الغروي والبروجردي ثم السيد الصدر الثاني رض .استشهد السيد الصدر وكانت شهادته هزت العراق ورجته رجة لم يرج مثلها ابدا,مما زعزع حكم صدام وجعله خاوي تماما ,حيث ان الناس كرهت صدام وبشكل نهائي ,وكان السيد رض يردد (ان بمقتلي نصر لامريكا واسرائيل ) وعندها استغلت امريكا الفرصة وهذا التذمر الشعبي واجتاحت العراق وتركت الناس صدام يواجه مصيره وحده وان الذين حوله كلهم منافقون متملقون وعندما صارت الامور من جد كلا سلك له واديا وتركوا ابوعداي في حفرة لا ناصر ولا معين بعد ان لقبوه بالف لقب ولقب ! .ثم قبض عليه لينال جزاءه العادل في محكمة لم يوفرها هو لخصومه في يوم من الايام .حكمت المحكمة عليه بالاعدام شنقا حتى الموت لتطوى نهاية عصر عاشه العراق من اقبح العصور في حياته لاننا لو صببنا جميع طغاة التاريخ في قالب يظهرلك صدام !.وقف على منصة الاعدام وما كانت له هذه بالحسبان ابدا جاء لها وهو منهار تماما كما يصفه الذي جلبه ولكن عندما لمح التصوير اقتنصها فرصة ليثبت للعالم انه غير مكترث بالموت ولولا التصوير لكانت حالته بائسة جدا.وقف وهتف احدهم باسم السيد مقتدى مما جعل صدام يستهزء ويضحك ,ومن ثم قال احد الحضور : (يعيش السيد محمد باقر الصدر) خنس صدام واخذ يردد الشهادتين ومن ثم نزل به العدل الالهي .حكمة الله سبحانه وتعالى في ان صدام سقط في نفس اليوم الذي استشهد فيه السيد الصدر ويكون آخر ماسمعه اسم (السيد محمد باقر الصدر)الذي ظن انه انتهى منه والى غير رجعة واذا هو يصك مسامعه عند لحظاته الاخيرة!.فهذه عبرة لالي الالباب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اكثم البصراوي
2012-04-12
عليهِ لعنة الله وعلى كل من يترحم عليه .. الى نار جهنم .. احذر كل اخوتنه في الجنوب وفي الشمال وكل مواطن شريف ان لا يتهاون في انتخاب البعثيين الصداميين الجُدد الذين لطالما ابكو العراق دمآ .. صح كل شئ الان غير متوفر في العراق لكن شي اهون من شي ..
Talal Almusawae
2010-10-22
Baraka Allah fekum saed Allaa
بصراوي
2010-10-22
سبحان الله ظنوا بأن قتل الحسين يزيدهم لكنما قتل الحسين يزيدا وعلى سياق هذا البيت عاش الصدر ليقتل صدام في النهاية
راهي العذب
2010-10-21
أحسنتم و بارك الله فيكم حيث الفكرة لطيفة و دقيقة و جزله. و للتاريخ و الأرقام القياسية و للعبرة: حصل صديم على وسام لم يحصل و لن يحصل عليه أحد إلا يوم القيامة و هو : ((وسام الفضيحة على رؤوس الأشهاد )) لأن هذا النوع من الفضائح مدخر ليوم القيامة للطواغيت الخصوصين فقط ، و لكن ابن صبيحة حصل عليه في هذه الدنيا عندما خرج من حفرته بشكلة الأجرب و طريقة فحصة الحيوانية(مثل فحص المطايا بسوق الحمير) و رأى ذلك العالم أجمع من اليابان مرورا بجميع قارات العالم و انتهاء بجزر البولونيز في المحيط الهادي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك