احمد عبد الرحمن
تعكس المواقف والتوجهات والاطروحات السياسية المتقلبة للبعض ارتباكا وتذبذبا وغموضا ساهم في تعقيد وتأزيم الوضع السياسي الراهن بدلا من حلحلته، واخراجه من الحلقة المفرغة التي يدور فيها منذ اكثر من سسبعة شهور.وفي العمل السياسي في ظل المناخات والاجواء الديمقراطية السليمة فأن الوضوح والشفافية يعدان من المداخل الاساسية لتقريب الرؤى والافكار والمواقف والتصورات، وتقليص الهوة بين الشركاء السياسيين وبالتالي الالتقاء والتوافق على حلول وخيارات توافقية وحلول وسط تحول دون السير بطرق موصدة، وتؤسس لبناء قاعدة سياسية واسعة وعريضة يمكن من خلالها النهوض بالمشروع الوطني والدفع بالعملية السياسية الى الامام، ومن ثم تقليص مساحة المشاكل والازمات، وفتح افاق رحبة للنباء والاعمار والتغيير والاصلاح.وحينما نتحدث عن التوافقات، فهذا الحديث يحتم الاشارة الى الشراكة الوطنية الحقيقية، وهما مفهومان مترادفان من حيث الجوهر والمضمون ، وكذلك في سياقات التطبيق والترجمة العملية على ارض الواقع.وطبيعي ان تبنيهما كنوع من التكتيك لتحقيق مكاسب سياسية انية ، او للعبور بهما مرحلة معينة، لن يفضي الى أي نتائج ايجابية، والتنصل عنهما لمجرد انهما لم يوصلا الى الاهداف المطلوبة يمثل مراوغة سياسية والتفافا على حقائق الواقع وانعدام المصداقية في التعامل مع الشركاء السياسيين في البلاد.من غير المنطقي والا المعقول ولا المقبول ان نتحدث اليوم عن الشراكة الوطنية الحقيقية الواسعة، لنتحدث في اليوم التالي عن مفهوم اخر مختلف من قبيل الاغلبية السياسية ونروج ونبشر به لمجرد ان الاول لم يوصلنا الى اهدافنا ومطامحنا الخاصة وليس المصالح العامة للبلد. ان الثوابت والمباديء الوطنية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح الوطنية العليا للبلاد ينبغي ان لاتكون اوراقا للمزايدات والمساومات السياسية.وحينما نقول ونؤكد على التمسك بمباديء ومفاهيم التوافق الوطني والشراكة الحقيقية والحكومة الناجحة فأن ذلك كله غير قابل للتفاوض والاخذ و العطاء والتنازلات. وهذه الاخيرة اذا اريد لها ان توجد فلابد ان توجد وتتحرك تحت سقف الثوابت والمباديء الوطنية لا ان تقفز فوقها وتطغي عليها. ومرة اخرى نقول ان المقدمات الصحيحة لابد ان تنتهي الى نتائج صحيحة.
https://telegram.me/buratha