حازم الساعدي
التسول في بلاد الرافدين
التسول الظاهرة الأكثر ثبوتا في ظل المتغيرات والاكثر تفشيا في بلاد عرفت بأرض السواد والخير ... فلا يكاد يخلو تقاطع او زقاق من وجود هذه المظاهر والتي تبعث بالألم والحسرة .وبلا شك وريب إن لهذه الظاهرة أسبابها ومسببات قد تغيب عن الذهن أحيانا جلها يكمن في كون هذه الظاهرة لها إبعاد قد تكون طبيعية ناشئة عن العوز والحرمان لتدفع بعجلة الكسول والمتواكل الى إراقة ماء الوجه بغية الحصول على لقمة العيش ، وهذا السبب في الحقيقة يندرج تحت القائمة الاقتصادية وتفرعاتها .وقد تكون الاسباب سياسية تدار من الهرم الحكومي وهو ما جسده النظام البعثي سابقا بنشر الآلاف من المتسولين لغرض التجسس والمراقبة وتحت اشراف جهاز المخابرات !! علما ان هذا الاسلوب ان دل على شيء فإنما يدل على سفاهة الاجهزة الامنية السابقة لكون حجم الضرر اكبر من حجم الفائدة فمن اجل الحصول على الهدف الامني يعرض شعبه الى اهانة التسول والابتذال بدل استخدام الطرق المتطورة في كشف الشبكات والتنظيمات السرية المناهضة والمعارضة لسياسة البلد ، ولم يكن هذا الا مصداق من امثلة عديدة وسعت الفجوة بين الحكومة والشعب آنذاك.وقد يكون السبب أعمق من هذا وذاك ليتصدر التدخل الدولي في نشوء هذه الظاهرة وتقويتها واستخدامها لأجندات ذات ابعاد سياسية للحيلولة دون استقرار وامن البلد المستهدف، وأحيانا تكون هذه الظاهرة من الأمراض الاجتماعية والنفسية المعقدة وكما يقولون خبراء علم النفس (السيكولوجي) وتعبيرهم بالإدمان على الأرزاق السهلة والغير مكلفة .ولعمري لست ادري لماذا انتشرت هذه الظاهرة في عراق ما بعد صدام وتحديدا في ظل دولة سميت بدولة القانون ، ترى لماذا انتشرت هذه المظاهر وبشكل ربما اوسع من السابق ؟ ؟ والعجب في كون هذه الظاهرة
اصبحت من المهن وتدار من قبل رب العائلة وتوزيع الادوار والاماكن على افراد العائلة من دون رقابة وحساب يذكر والمتسولون اصبحو في بلادنا لقمة سائغة لكل من هب ودب واستغلالهم من قبل الارهاب في تسويق بضاعتهم الضآلة على ان يكون الشعب اولا وآخيرا الضحية نأمل ان نرى اضمحلال هذه الظاهرة وشوارع خالية من المتسولين واعطاء كل ذي حق حقه والقانون هو الحاكم وتحقيق تطلعات الشعب العراقي فتكون الدولة بحق دولة المواطن .
حازم الساعدي
https://telegram.me/buratha