قاسم العجرش
هنا في بغداد وباقي خرائب هذا الوطن التي تسمى مدناً، تعيش أكبر نسبة من الكتاب والمثقفين والشعراء والمفكرين، وفيه أيضا نسبة أكبر من المجاهدين والمناضلين والشهداء والمتقاعدين و..أيضا المتعاقدين على بيع الوطن! وهنا أيضا نسبة تقفز خارج الخطوط البيانية من مجرمي السياسة والمال والقانون ..ومجرمين من حماة الوطن أيضا! ، هنا أيضا عدد من المحللين السياسيين يتفوق على ما موجود في أية أمة من أمم الأرض، يطلون علينا عبر الشاشات وتحتهم أسماء وعناوين وأحزاب أو مؤسسات كبيرة ، وتحت أسمائهم يكتب المحلل السياسي أو كما الأفلام المصريةمحلل الطلاق لا يفرق أيضا، وعندنا ساسة بعضهم خبراء في الإجتماع والأدب والقانون والإعلام والسطوعلى الأقوال والأفكار ..والسطو المسلح أيضا! وهنا أيضا تفوقت أعداد الظالمين على أعداد المظلومين وتفوق عدد باعة أختام كتب التأييد التي تفيد بأنك مظلوم على عدد المشترين أيضا!
وهنا في بغداد وباقي خرائب الوطن تفوق عدد الأحزاب على عدد المحزوبين حتى بات كل عراقي منتمياً الى حزبين أو ثلاثة وربما الى ....كل الأحزاب أيضا! هنا على مدخل بغداد وباقي مداخل خرائب الوطن التي تسمى مدناً تستقبلك لافتات ترحب بك، واحدة تقول الحزب الفلاني العلاني يرحب بكم في محافظة(...سط) مثلا، وأخرى منظمة كذا الكذائيين في محافظة (...بل) ترحب بكم ، وأخرى تناديك أن يامرحبا في محافظة (الـ...نية)، وتفهم منها أن الوطن مناطق نفوذ وتصارع قوى، وحينما تبحث عن الذين رفعوا هم مرحبين بمقدمك الميمون قد غلقوا الأبواب وقالوا هيت لك أيضا !هنا في بغداد وباقي خرائب الوطن الموت يتجول بلا بطاقة تعريف، يمر على من يفترض بهم منعه من أداء رسالته بلا سؤال، فيقتل أستاذ جامعي على بعد خمسين مترا من سيطرة أمنية ..وربما يقتل أفراد السيطرة الأمنية البلهاء... بعض الضحايا قتلوا لأن حامل كاتم الصوت أراد تجريبه أيضا !..هنا نعمة ما بعدها نعمة، فلدينا نور ساطع من كل الألوان ، فلدينا نور أسود ,وآخر أسود وثالث أسود ورابع أسود وساحة الأحتفالات مضاءة باللون الأسود، وساحات التحرير وأم البروم والحبوبي وثورة العشرين والبلدية ونادر مضاءة بالضوء الأسود، وحتى الطرق الخارجية ومداخل بنايات وزارة النور قد تفضلت علينا وزارة النور وأضاءتها بالنور الأسود...وآخر ما عرفناه أن هناك مناقصة عالمية بكلفة عالية بمليارات الدولارات لإنارة بغداد وباقي خرائب هذا الوطن بالضوء الأسود.......... سلام
https://telegram.me/buratha