نقول الأمة التي تبرر لقتل الأبرياء هي أمة لا تستحق أن تعيش بين باقي الأمم لأنها خطر على البشرية ، ولكن نقول ليس أمتنا كذلك بل الأعلام يريد أن يجعلها كذلك ومن وراء هذا الإعلام ( بقلم: فيصل عبد الله عبد النبي )
هكذا هي الأخبار في بعض القنوات العربية مع بعض التغييرات أو لنقل هكذا تصاغ أو هكذا يريدون أن يفهموا التلقي ، وإليك نماذج أسلوب صياغة وإخراج الخبر :انتحاري يفجر نفسه بمسجد للشيعة ويقتل العشرات ، وعلى صعيد ذلك يذكر أن سنيا بعثيا مات في الرمادي بسبب قشر موز تسبب في انزلاقه وسقط أرضا وأرتطم رأسه بحجر أدى لوفاته ، ويذكر أن قشر الموز رماه شيعي مر من هنا قبل أسبوع بعد أن أكله للموزة ، مما يؤكد وجود صراع طائفي وقتل متبادل من كلا الطرفين نرجوا أن يتوقف عنه الجميع !
**************
مجموعة مسلحة من جيش السنة تهجر وتقتل عشرات العوائل الشيعية في أبو غريب ، وبالمقابل مات سني عند مروره قرب حائط مستشفى قديم إذ سقطت على رأسه طوبة من إحدى الحوائط فأدت إلى مصرعه على الفور ، ويذكر أن حائط هذا المستشفى بناه عامل شيعي قبل 20 سنة مما يؤكد لوجود صراع طائفي بين الطرفين راح ضحيته الأبرياء من الطرفين على حد سواء ، ونرجوا من عقلاء الطائفتين التدخل لوقف هذا التقاتل !
***************
مجموعة مسلحة من تنظيم القاعدة في العراق بمساندة من بعض العشائر السنية المساندة للزرقاوي يخطفون عشرات الشباب الشيعة ويحزوا رؤوسهم بعد تعذيبهم ببشاعة وألقيت جثثهم في نهر دجلة ، وبالمقابل مات قط يملكه شخص سني من سكان الأعظمية عن طريق بلعه لفأر توقف في بلعومه مما أدى لخنق القط وموته ، ويقول مراسلنا أن الفأر خرج شق في حائط بيت شيعي في منطقة الكاظمية مما يؤكد على وجود صراع طائفي بين الطرفين راح ضحيته العشرات من الأبرياء من الطرفين على حد سواء ، نرجوا من العقلاء التدخل لوقف هذا النزيف !
****************
هذا هو لسان حال الفضائيات وبيانات الاستنكار حيال ما يتعرض له أغلبية الشعب العراقي كل يوم من تفجير لمساجدهم وأسواقهم وتهجير عائلاتهم ، وهذا التبرير عن طريق المقارنات الغير منصفة والتي تهدف لتمييع ما يحدث ومحاولة خلط الأوراق وضياع الحقيقة بين تقارير المراسلين هي أساليب ليست جديدة بل لها خلفية ثقافية تجد تاريخها في سوريا عندما تذهب لقبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ( رضي الله عنه ) الذي نقرأ على قبره العبارة التالي :
قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ( رضي الله عنه ) الذي قتله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ( رضي الله عنه ) .
فهذه هي ثقافة التبرير وتمييع الحقائق وخلط الأوراق وتضيع مظلومية المقتول من خلال اللعب بالألفاظ .
نقول الأمة التي تبرر لقتل الأبرياء هي أمة لا تستحق أن تعيش بين باقي الأمم لأنها خطر على البشرية ، ولكن نقول ليس أمتنا كذلك بل الأعلام يريد أن يجعلها كذلك ومن وراء هذا الإعلام ، والسبب هو أن القاتل الحقيقي هو المستفيد الأول من هذا التمييع والتشويش لأن مثل هذه الأحداث تحدث بالبلاد العربية كل يوم بحق شعوبها بشكل أو بأخر تارة بالموت السريع كما تفعله العناصر الإرهابية في العراق اتجاه أبناء الأغلبية من الشعب العراقي ، وتارة بالموت البطيء الذي نرى كثير من دكتاتوريات العالم الثالث تمارسه اتجاه شعبها وتبرره وتميعه بأن هناك مؤامرة ضدنا وأن إسرائيل والإمبريالية العالمية هي السبب لمعاناتكم .
مسكين أنت أيها المظلوم في العالم الثالث ، فحقك مهضوم وظلامتك تميع ، ومثقفين التجهيل والتبرير محترفون بسياسة خلط الأوراق وجعل الظالم مظلوما والمظلوم ظالما ، فبينما يحاكم رئيس دولة عظمى مثل بيل كلنتون أمام أعين العالم لتحرشه بموظفة في البيت الأبيض ، نرى وزراء عدل في بعض الدول يهرعون ليكون محامين عن الطاغية صدام التكريتي الذي أباد الآلاف من أبرياء الشعب العراقي ، يجب علينا أن نحاول أن نرى ما يحدث لنا اليوم من خلال ربطه بجذور وتاريخ الثقافة السائدة لدينا التي إن لم نحاكمها فسوف نرى هذه النماذج تتكرر وتبرر وتضيع دماء الأبرياء وحقوق المظلومين مثل شربت ماء بين تقارير المراسلين .
فيصل عبد الله عبد النبي
https://telegram.me/buratha