التقارير

داعش ولعبة الشرق الاوسط.. هل حان وقت تطهير المنطقة من خطر الارهاب؟

1655 11:25:51 2015-08-10

 

باسم حسين الزيدي

   ركزت معظم التقارير الاستخبارية الامريكية، التي تطرقت الى تقييم تأثر تنظيم "داعش"، في المناطق الساخنة، (العراق وسوريا)، بحالة "الجمود" العسكري في اغلب الجبهات التي يقاتل فيها مسلحي التنظيم، سيما الخاضعة لسيطرته منذ عام او اكثر.

واشارت تقارير اخرى، عن خسائر طفيفة، (اكثر من 2000 مقاتل)، واجهها التنظيم بعدد مقاتليه، مقارنة بـ(20-30) الف مقاتل يتوزعون على جبهات القتال في سوريا والعراق، مع الاشارة الى عدم نجاعة ضربات "التحالف الدولي" في تحقيق فارق يذكر، اضافة الى بطء عمليات تحرير المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق منذ ما يزيد عن عام، خصوصا محافظة الموصل والانبار.

اما حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، فهي تواجه اليوم معركة حقيقية مع تركيا، الحليف الجديد للولايات المتحدة الامريكية في مواجهة الارهاب، فيما تبقى الجبهات الكثيرة التي يحارب عليها النظام السوري، اكبر من قابلية التعويل عليه في تقديم مساعدة حقيقية للتحالف الدولي.

قد تصدق هذه الحقائق في جزء منها... لكنها لا تنقل الحقيقة الكاملة او المشهد الكلي، فعلى الرغم من وجود "جمود" على الجبهات المفتوحة ضد التنظيم في سوريا والعراق... الا ان الغالب هو التقدم للقوات العراقية وفضائل المقاومة الساندة لها، يقابله تقدم للقوات الكردية في مناطق سورية، اخرها كانت الحسكة، التي اقتسمت السيطرة عليها مع النظام السوري.

وفي ذات الوقت، هناك "كسر للجمود" على المستوى الدبلوماسي، الذي ظل يراوح في مكانة لخمس سنوات سابقة، من دون احراز اي تقدم ملموس، بينما تشاهد اليوم وتسمع، عن زيارات ووفود ولقاءات، لم تكن واردة في جدوا اعمال هذه الدول، وقد تقاسمت روسيا والولايات المتحدة الامريكية المبادرات السياسية حول مستقبل النظام السوري، ومدى صلاحية الرئيس الاسد، لكنهما اقتربا في ضرورة استهداف "داعش" في المقام الاول.

وزارت جهات بارزة في النظام السوري، روسيا وعمان والسعودية، فيما اقتنعت الاخيرة بتكثيف الزيارات الى موسكو لتبادل وجهات النظر، وبالأخص فيما يتعلق بتوحيد الجهود لإقامة جبهة مشتركة في مكافحة الارهاب، تضع في اولوياتها القضاء على تنظيم "داعش" وليس اسقاط النظام السوري.

التحركات السياسية الاخيرة، ربما تثبت قرب الاعلان عن خطط جديدة، اكثر فعالية من سابقاتها، في تطويق خطر التنظيم، على مختلف الجبهات في العراق وسوريا، وفي حال نجحت هذه التحركات في تبني خطوة عملية يمكن ان تبق على ارض الواقع، فستكون التأثيرات العسكرية اكثر فاعلية، بعد ان ادت الخلافات السياسية، سابقا، في ضعف الجهود الدولية في التصدي لخطر تمدد التنظيم.

بالمقابل فان تنظيم "داعش" له رؤيته الخاصة، وفي حال شعوره بوجود تحركات جدية قد تهدده في مناطق تواجده، فانه قد يلجأ الى شن "هجوم كبير"، على غرار ما قام به في العراق منتصف العام الماضي، وهو رأي ذهب اليه الكثير من المحللين، منهم مسؤول في لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس الأمريكي، طبعا الهدف من وراء ذلك، هو فتح المزيد من الجبهات، التي يمكن ان تشتت الجهود الرامية الى احتواء التنظيم وحصره في مناطق معينة.

اغلب الظن، ان الاهم من الحراك السياسي، هو تقارب وجهات النظر بين الدول المهمة في الشرق الاوسط، وفي مقدمتها، ايران وتركيا والسعودية، وقد يأتي دور الوسيط الامريكي والروسي، كلاعب رئيسي في تقريب وجهات النظر المتباينة، والتي من شانها احداث ذات الفجوة الخلافية، التي تسببت في بروز "داعش" واخواتها في العراق وسوريا، وانتشارهما اللاحق في مناطق اخرى من الخليج وافريقيا.

لا يمكن الذهاب بعيدا بآمال التقارب الكامل... لكن يمكن التفاؤل بان القادم سيكون افضل، في حال اقتنع الخصوم بضرورة الكف عن توجيه الضربات، "تحت الحزام"، وانهاء المنطقة من خطر التنظيمات الارهابية، التي لم تحقق اي غاية سوى الخراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك