التقارير

التدخل الأميركي «الجوي» في شمال العراق: أسبابه وأهدافه وسقفه ومداه

1359 07:41:13 2014-08-12

للمرة الأولى منذ الانسحاب الأميركي من العراق قبل عامين ونصف العام في إطار استراتيجية الانكفاء عن الشرق الأوسط وطي صفحة التدخلات العسكرية والحملات البرية. يتدخل الرئيس باراك أوباما عسكريا في العراق ويضطر للعودة «جوا» الى هذا البلد من نافذة أربيل الضيقة وليس من باب بغداد الواسع.

وهذا التدخل الجوي لا يمكن الاعتداد به أو البناء عليه كمؤشر الى استراتيجية جديدة ومراجعة للحسابات والخطط، وإنما هو تدخل موضعي محدد في مكانه وزمانه وأهدافه.وفي شأنه يمكن تقديم الملاحظــات والاستنتاجــات التالية:

1- الرئيس أوباما ملتزم بتفادي أي تورط عسكري جديد ولاسيما في الشرق الأوسط. وهو لم يلتفت لمناشدات الحكومة العراقية ولنصائح مساعديه وانتقادات معارضيه بالتدخل وشن ضربات جوية بعدما اجتاح «داعش» شمال العراق. ولكنه اضطر الآن الى التدخل المحدود وعلى مضض بسبب التطورات الميدانية التي فاجأت الأميركيين ولم تكن محسوبة ومتوقعة لديهم، خصوصا ما يتعلق بالتقدم المفاجئ والسريع لـ«داعش» في شمال العراق وتحديدا في اتجاه إقليم كردستان حيث مصالح أميركية ديبلوماسية واستثمارية ونفطية.

2- التدخل الأميركي يقتصر حصرا على تدخل جوي وليس ما يشير الى أي استعداد أو نية بشأن تدخل بري ميداني والعودة العسكرية الى أرض العراق في مطلق الظروف. وهذا التدخل الجوي يأخذ وجهتين: الوجهة الأولى عسكرية بتوجيه ضربات ضد مراكز «داعش» وقواعدها الأساسية أفادت «البشمركة الكردية لإحراز تقدم ميداني، والوجهة الثانية إنسانية تمثلت في إلقاء حاويات ماء وآلاف الأطنان من المواد الغذائية للمدنيين الفارين والمهددين بالموت في جبل سنجار. وأما الهدف المباشر والمحدد رسميا لهذا التدخل فهو وقف تقدم المسلحين نحو العاصمة الكردية أربيل وحماية الأميركيين (الديبلوماسيون والخبراء والمستشارون العسكريون) والأقليات الدينية التي تلوذ بالفرار خوفا على حياتها.

3- النتائج المباشرة لهذا التدخل الجوي يتوقع أن تكون:

٭ وضع «خط أحمر» حول الإقليم الكردي وعاصمته أربيل.

٭ مساعدة الأكراد على كسر الحصار المضروب على جبل سنجار وإنقاذ العائلات.

٭ إيجاد «متنفس» يتيح إعادة تسليح القوات الكردية وللجيش العراقي بإعادة تنظيم صفوفه.

٭ أخذ إدارة أوباما مزيدا من الوقت والنفوذ للضغط في اتجاهين:

- الأول هو الضغط باتجاه حكومتي بغداد وأربيل لإعادة بناء الثقة وعلاقة التعاون والتنسيق بدءا من التعاون العسكري بين أربيل وبغداد ضد الخطر المشترك

- الثاني هو الضغط على قادة العراق المنقسمين لتشكيل حكومة متوازنة وشاملة تحول دونها عقبة أو عقدة نوري المالكي الشخصية المثيرة للانقسام، والذي لم يعد يتمتع بتأييد واشنطن.

4- الحملة الجوية المحددة في أهدافها ونطاقها لا تستند الى استراتيجية واضحة وطويلة المدى، وهي غير كافية لإحداث تغيير في ميزان القوى ولا تشكل تهديدا لـ «داعش» وخطرا عليها وإنما تدفعها الى تجميد خططها والانتظار الى ما بعد انتهاء الهجمات.

كما أنها لا تشكل مقدمة الى تدخل أوسع وتوجيه ضربة موجعة للمسلحين بما يؤدي الى إزاحة حكومة المالكي وتمكينها من استعادة زمام المبادرة.

فمثل هذا التدخل ليس واردا إلا بالشروط الأميركية وفي إطار تفاهمات مع إيران تشمل الملف النووي وإعادة ترتيب شؤون وملفات المنطقة ومعادلات النفوذ والصراع فيها.

الاهتمام الأميركي المفاجئ والاضطراري بالوضع في شمال العراق له ما يبرره سياسيا وأخلاقيا، ولكنه لا يندرج في إطار استراتيجية متكاملة وليس كافيا للرد على تساؤلات أهل المنطقة وحاجتهم الى سياسة أميركية أكثر تماسكا وحزما وأقل ترددا وغموضا.

17/5/140812

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك