قال دبلوماسيون غربيون وعرب إن حمد بن خليفة آل ثاني حاكم قطر يستعد للتنحي ونقل السلطة إلى نجله الثاني تميم، ولكنه ينتظر اللحظة المناسبة لاتخاذ الخطوة.
وتنوعت السيناريوهات المفسرة للتوريث المبكر للسلطة في قطر بين طلب حمد الراحة بعد أن تضاعف إجمالي الناتج المحلي في حكمه 20 مرة، والتفرغ لمتابعة حالته الصحية التي شهدت تدهورا، وبحسب ما نقلته الصحف الغربية عن دبلوماسيين غربيين يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة.
ويرجح ديمون ماكلوري، مراسل "ديلي تليجراف" البريطانية للشؤون الخارجية، نقلاً عن دبلوماسيين إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة أمير قطر، لتوريث ابنها تميم، الموقع الأوّل في البلد، فيما لا يزال والده حياً يرزق وقادراً على حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، وهو سيناريو وصفه مراقبون بأنه يحمل بصمات "انقلاب أبيض".
وازداد نفوذ تميم في شؤون قطر خلال الأشهر الأخيرة، وبات السؤال ملحا عن توجه قطر في عهده. ويعتقد أن تميم الذي تلقى تعليمه في بريطانيا قريب جد من جماعة الإخوان المسلمين أكثر من كثيرين في القيادة الحالية، وربما يتبع سياسات اجتماعية أكثر محافظة، ولكن انسحاب أمير قطر سيتبعه أيضا تنحي رئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم، الذي يسعى حالياً إلى ممارسة صلاحياته كاملة كرئيس للوزراء، وهو يعترض على قرارات وتعيينات يتخذها وليّ العهد الذي يرد عليه بالمثل!!.
ووفق سيناريو التوريث الذي أكدت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن دولا مؤثرة في المنطقة اطلعت عليه، وبينها الولايات المتحدة سيتم تغيير رئيس الوزراء، وما يؤكد ذلك أنه نظريا وقانونيا لا صلاحيات محددة لولي العهد، ولكنّ هناك ملفات كانت في عهد حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية "تقليم أظافر" لرئيس الوزراء، حيث تخشى موزة من نفوذه، بحسب صحف بريطانية.
وترى مجلة "إيكونوميست" وصحيفة "ديلي تليجراف" إنه لن يحدث تغيير مؤثر في سياسة قطر داخليا وخارجيا، متوقعة زيادة الارتباط بين قطر وجماعة الإخوان قائلة: معظم ملوك الخليج يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير الجديد بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعتبر للكثير منهم خطراً حقيقياً.
من جانب آخر سخر الكاتب الليبي ميلاد عمر المزوغي مما تناقلته وسائل الإعلام من أن أمير قطر سيتنازل عن العرش لنجله تميم بحجة المرض وعدم القدرة على الاستمرار في السلطة مؤكدا أن فرحة حمد القطري لم تكتمل لأن الرئيس بشار الأسد بقي صامدا يدافع عن بلده بكل قوة واستنهض معه كل قوى المقاومة مما سبب للأمير اليأس بعد طول انتظار.
وقال الكاتب المزوغي في مقال حمل عنوان "الخروج المحير.. حمد مسير أم مخير" نشرته صحيفة "الوطن" الليبية على موقعها أن حمد أراد أن يتنحى عن السلطة لأنه لم يستطع أن ينال مراده والرئيس الأسد صامد بعد كل هذه الأموال التي أنفقها مشيرا إلى أن الأمير قبل أن يتنحى لصالح نجله ويراقب ما يجري عن بعد إضافة إلى تخوفه من أن يقوم ابنه بالاستيلاء على السلطة عنوة كما فعل هو بوالده وكما تدين تدان.
وتساءل الكاتب: هل يصدق بأن الأمير الذي بذل ويبذل كل غال ونفيس من أموال الشعب القطري في سبيل الإطاحة بأنظمة عربية كان إلى الأمس القريب على وفاق تام معها كما فعل في ليبيا ونتج عن ذلك مقتل الآلاف من الليبيين ومئات القتلى في تونس ومصر وما زال يقوم بسفك الدم في سورية.
وأضاف المزوغي متسائلا: هل الأسباب صحية كما تروج لها وسائل الإعلام أم أنه الصراع بين أركان الحكم الآخذ بالظهور أم هي رغبة منه في تسليم نجله مقاليد الحكم أو أن العملية وراءها الغرب الذين يسيطرون على الإمارة منذ وجودهم فيها مؤكدا أنه مجرد عميل وأن دوره انتهى وعليه الرحيل.
وأشار الكاتب إلى أن تنحي أمير قطر لا ينطلي على أحد ولا تمر ألاعيبه على الشعب القطري المسكين الذي يرزح تحت حكم أسرة آل ثاني منذ خروج الاستعمار البريطاني ومن عادة المستعمر أن يسلم الرعية لمن يثق بهم والأمثلة في عالمنا العربي كثيرة.
وقال الكاتب إن حمد يريد أن يكون زعيما إخوانيا عالميا وتتجاوز شعبيته شعبية جمال عبد الناصر العروبي بفضل المال الذي بواسطته يستطيع أن يبني إمبراطوريته الإخوانية من آسيا الوسطى إلى المغرب الأقصى بمساعدة أكبر بوق إعلامي وشيخ تابع له يفتي لتفتيت الأمة العربية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
جهينة نيوز
20/5/13615
https://telegram.me/buratha