العميد فايز منصور
لقد باءت بالفشل جبهة الحرب النفسية التي واجهتها سورية طيلة العامين الماضيين بفضل الاصطفاف والوعي الامني المتنامي في داخل الشعب السوري وبقوة وعزيمة لاتلين لازالت عمليات دحر الغزاة والمرتزقة الاجانب مستمرة على ايدي الجيش السوري واصبح لدى صناع القرار في سوريا الصندوق الاسود و بنك نوعي من المعلومات حول الشبكات الارهابية لتنظيم جبهة النصرة القاعدة والجبهة الاسلامية الذين انتحلوا عدة مسميات وهي تعني المناطق الجغرافية في التوصيف الخيطي لقيادات القاعدة, وها هي مجموعات المسلحين تصاب بالترهل والانهاك وتشتيت صفوفها وتندحر أمام الضربات المتصاعدة في أكثر من مكان وموقع. ، سواء في مناطق الشمال والوسط والجنوب ومع تقدّم الجيش السوري في اقتحام وكشف مخابئ المجموعات المسلحة في كثير من المواقع ومع اعتقال العديد من قادة هذة المجموعات خلال سنتين من التحقيقات والمتابعة والرصد والمصائد الاستخبارية لخنق الجرذان والتي اتت اكلها حيث أكَلَتِ النَّارُالسورية حَطَبَ المسلحين" اصبح لدى الاستخبارات السورية مخزون من الوثائق والمستندات تتعلق بالشيفرات والتسليح والمختبرات والتمويل والسواتر الخفية للاتصالات وطرقها.. والشخصيات المتعاونة مع القاعدة وطرق الاتصال الخيطي مع الهرم التنظيمي والحلقات الوسيطة ، إضافة إلى خلايا الموساد التي عملت منفردة بعمليات قذرة ودموية..؟ وانقلبت كذبة الربيع العربي.. الى صحوة الجماهير العربية.
وياتي هذا بعد الجهود الخارقة للجيش العربي السوري في "تكتيك الحفرة و نزف العقول " وهي إستراتيجية اتبعها الجيش باستدراج أكبر عدد من الإرهابيين إلى أطراف المدن ليتم القضاء عليهم في كمائن وزخات مكثفة من نيران الراجمات مسنودة بضربات جوية مركزة ومتدحرجة التي ادت الى بعثرة وتفكيك هياكل قيادات المسلحين في ريف دمشق وريف القصير... وبعد الهروب الكبير والمطاردة المستمرة للمسلحين سيجد من يبقى حياً من قادة المجموعات المسلحة المتطرفة نفسه مضطراً لمغادرة الاراضي السورية والعودة إلى المناطق التي انطلق منها اصلا وهناك سيكون الارتداد وجردة الحساب مع من شغلهم وعبئهم ...وستكون اسرائيل في عين العاصفة .. وستجد العديد من العواصم أنها ستصبح عاجلا ام اجلا وجهاً لوجه أمام موجة من الاضطرابات وعمليات التفجير التي ستهز أوصالها،خصوصا في المدن التي تم فيها تنظيمهم وتشغيلهم والخوف انعكس بعد ان تم فضح المستورحيث تبيّن أن اكثر من800 من الأوروبيين يشاركون في المعارك في سورية
ويبدوا ان التحقيقات التي تصب في بنك المعلومات لدى الاستخبارات السورية لا زالت كامنة وهي تملك جميع الأسلحة الاستخبارية الثقيلة ولديها ثغرات مفتوحة أمام المفاجآت غير السارة” لضباط التشغيل في غرفة عمليات تحالف اعداء سوريا وستطال العديد من مدراء المخابرات والاستخبارات العسكرية في العديد من الدول العربية الذين تاهوا في الازمة السورية وضللوا اصحاب القرار السياسي سواء الامريكي والغربي والدول التي أرسلتهم ستتضرر بشكل قاسٍ جداً في المرحلة القادمة، الأمر الذي أوقع جميع هذه الأطراف بالكثير من الأخطاء السياسية والعملانية، حيث كانت التنبؤات الفاشلة تنعكس على اداء وزراء خارجية وعلى اجهزة مكافحة الارهاب في تلك الدول ما يعني أن أوروبا ايضا ستكون أمام تشكيلات جديدة من “ مطاردي القاعدة”، ولا تمتلك مخابراتها معلومات دقيقة أو تفصيلية عنها، وهنالك لهاث غربي للحصول على معلومات تداركا لما هو قادم ؟ من خيوط أجنحة "القاعدة".
والاهم هنالك قائمة بأسماء حوالي مئتي معتقل من "جبهة النصرة" ومجموعات إسلامية أخرى كان جرى اعتقال أعضائها في فترات مختلفة من المواجهات بين جيش الدولة السورية والمسلحين الإسلاميين على الأراضي السورية. ويشترك هؤلاء المعتقلون في أنهم "شاركوا سابقا ـ بشكل أو بآخر ـ في أعمال إرهابية ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وأنحاء أخرى من العالم، لاسيما شمال أفريقيا والعراق وأفغانستان، وبعضهم مطلوب للإدارة الأميركية منذ سنوات طويلة
كما يذكر إن رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية (غيرهارد شيندلر)زار العاصمة السورية دمشق في أيار بصحبة رئيس قسم مكافحة الإرهاب الدولي في جهازه- ، وأجرى مباحثات للاستفادة من معلومات نظرائه في الاستخبارات السورية عن "إسلاميين" الارهابيين اعتقلتهم الاستخبارات السورية في الشهور الأخيرة. ، عكست اهتمام الاستخبارات الألمانية بالحصول على معلومات عن المعتقلين لديهم من "المقاتلين المتشددين" أعضاء جبهة النصرة ومجموعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.المعلومات تفيد بأن رئيس الاستخبارات الألمانية لم يكن الضيف الوحيد من نوعه الذي حل بدمشق، حيث سبقه بزيارة العاصمة السورية قادة استخبارات إيطاليا والإمارات واليمن.
واعترفت وزارة الداخلية الألمانية اعترفت بان هناك ما لا يقل عن 50 مقاتلا ألمانيا في سورية حيث كشف وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش بتاريخ2013 06/9 عن معلومات تفيد بمشاركة ما لا يقل عن خمسين مقاتلا من ألمانيا في الحرب الدائرة في سورية.وقال فريدريش إن هناك عددا مماثلا من شباب الدول الأوروبية الأخرى وربما يكون أكثر من ذلك استميلوا للقتال في سورية.وذكر فريدريش إن ما يطلق عليهم "المقاتلون الأجانب" يمثلون خطرا كبيرا على أوروبا.وقال الوزير "هؤلاء الناس يذهبون إلى سورية ويتعلمون هناك صناعة القتل التي ينفذون بها كراهيتهم بصورة عملية - إنهم يمثلون قنبلة موقوتة ، حين يعودون إلى أوروبا".
إن اي لــقاءات استخبارية ستجعل النظام السوري يرى فيها "دليلا على أن أعداءه بالخارج أعادوا تقييم تقديراتهم للأوضاع السورية، ونظروا إليها بنفس منظار الدولة السورية واستخباراتها ...
وفي الجانب الأميركي على ما يبدوا وصلوا الى اقتناع بأنّ المجموعات السلفية المتشددة التابعة للقاعدة اخترقت المعارضة السورية على نحو بنيوي، وأصبحت تشكّل خطراً كبيراً، و يظهر تطور هام، وهو ميل واضح وجديد للرئيس باراك أوباما إلى بناء خصوصية في مقاربة الأزمة السورية مع "البنتاغون" والقيادة الوسطى في الجيش الأميركي على حساب خلية الأزمة القائمة منذ بدء الأحداث السورية، والمتشكلة حصراً من مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أبرزهم السفير روبرت فورد. ويبدوا ان التغيرات ستطال راس الهرم الامريكي بالازمة السورية منهم مايكل بيرنز، وروبرت فورد وجيفري فيلتمان...وسفيرة امريكا في لبنان مورا كونيلي والصهيوني المتطرف جون ماكين الذي عبر الاراضي السورية خلسة وتهريبا ويبدوا ان الولايات المتحدة بدأت تبحث عن "ابواب الهروب" من الازمة السورية فاختارت الرجل الذي سيصعد نجمه من وراء الكواليس في قرار أوباما حول سوريا، هو ديريك شوليه، ممثلاً لوجهة نظر القيادة الوسطى في الجيش الأميركي بالتشارك مع البنتاغون،. ويبدو أنّ وجهة نظر الجيش صار لها الاعتبار الأهم في مقاربة هذه المرحلة على الأقل من مسار الأزمة السورية التي تشهد اختراقاً بنيوياً للقاعدة داخل المعارضة السورية، والتي تحفل أيضاً باحتمالات انتقال خطرها انطلاقاً من سوريا إلى دول الجوار، وبالأخص لبنان والأردن. فانه يتم تسجيل مواقف مغايرة ليس فقط على مستوى ضرورة مواجهة الإرهاب في سوريا بحسم، بل أيضاً في لبنان، ولا سيما في طرابلس التي تواكب واشنطن عبر رسائل من البيت الأبيض لبيروت ومباشرة من قيادة الجيش الأميركي لقائد الجيش العماد جان قهوجي، عملية حسم الفلتان الأمني الجاري هناك.
وكشفت مصادر دبلوماسية عن شوليه "نحن لا نريد إرسال جيش أميركي إلى سوريا"، مضيفاً " فهذا أفضل لنا جميعاً؛ ". ويؤكد شوليه أنّ الإدارة الأميركية جادة تماماً في إيجاد حل مع روسيا في سوريا عبر "جنيف 2"، وروسيا جدية أيضاً ذلك. " ويكشف شوليه، على أن "اميركا تجهد الآن لمنع انتقال النار السورية إلى الجوار، وضبط إيقاعات الإرهاب وضربه".
والاهم هنا في جردة الحساب مع اعداء سوريا ذكر مراقبين في “المركز الأوربي لدراسات وأبحاث الشرق الأدنى في لندن”، بأن الأمر صدر من واشنطن لا بعاد اميرقطر ورئيس وزرائه عن المشهد السياسي في سياق ترتيبات سياسية وأمنية تعكف الولايات المتحدة على القيام بها في مستعمراتها النفطية والغازية كجزء من ترتيبات إقليمية شاملة بالتفاهم مع موسكو، لان الرائحة القطرية في دعم المنظمات الإرهابية ـ التكفيرية باتت تزكم حتى أنف واشطن نفسها، التي كانت في الأصل وراء توليد هذه المنظمات ابتداء من أفغانستان وحتى الآن”.
واخيرا سئل يوفال شتاينيتز وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والمخابرات الاسرائيلية خلال إفادة مع صحافيين اجانب عما إذا كانت النجاحات التي حققتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة في مواجهة مقاتلي المعارضة... إيذانا بانتصار الزعيم السوري فقال "كنت أفكر دائما في أن اليد العليا ربما كانت في النهاية للأسد بدعم قوي من إيران وحزب الله". وأضاف: "وأعتقد أن هذا ممكن وكنت أعتقد منذ فترة طويلة أن هذا ممكن". وقال دبلوماسي اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه "هذا موقف شتاينيتز الشخصي بناء على ما بلغه من معلومات..
اخيرا الشهور القادمة حبلى بالمفاجات السورية في "تكتيك الحفرة و نزف العقول
20/5/13612
https://telegram.me/buratha