ميونيخ-ألمانيا- عبد الرزاق عابد / مراسل وكالة أنباء براثا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يمكن تبرير الإرهاب من أجل إسقاط أنظمة شرعية مشددا على ضرورة "مواجهة الإرهاب والتطرف بكل أشكالهما" ومعالجة الأزمات فى الدول عبر الحوار الشامل بعيدا عن سياسة فرض الاملاءات الخارجية والعقوبات.
وقال لافروف في كلمة له أمام مؤتمر ميونيخ التاسع والأربعين للأمن اليوم "علينا أن نساهم في التغلب على الأزمات الدولية والنزاعات الوطنية عبر تأييد المساعي لتنظيم الحوار الوطني الشامل والتخلي عن فرض أي عقوبات من خلال مجلس الأمن الدولي ومواجهة الإرهاب والتطرف بكل أشكالهما".
لو كان جميع الشركاء في مجموعة عمل جنيف أجمعوا وركزوا مساعيهم ونفذوا بنود الاتفاق لانتهت الآن الأزمة في سورية
وحمل لافروف شركاء روسيا في مجموعة العمل الدولية مسؤولية استمرار الأزمة في سورية وقال "لو كان جميع الشركاء في مجموعة عمل جنيف في الثلاثين من حزيران العام الماضي قد أجمعوا وركزوا مساعيهم ونفذوا بنود الاتفاق لانتهت الآن الأزمة في سورية" مقترحا عقد لقاء جديد لمجموعة العمل بشأن سورية معربا عن امله في أن يقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بتحريك هذه الفكرة.
ولفت لافروف إلى أن آلية تعامل الشركاء الغربيين مع الأوضاع المستجدة في العالم تطرح العديد من الأسئلة من قبيل "هل يسمح دعم ومساندة الاحتجاجات المطالبة بتغيير الأنظمة بتبرير العمليات الإرهابية.. وهل يصح مقاتلة طرف في نزاع معين كنت تسانده في نزاع آخر.. وكيف يمكن ضمان عدم توجيه السلاح الذي تورده إلى منطقة النزاع نحوك".
وأضاف لافروف أن من بين الأسئلة المهمة أيضا.. "أي حاكم نعتبره شرعيا وأي منهم ليس شرعيا وما المعايير.. ومتى يسمح بالتعاون مع نظام ما علماني أو شبه علماني.. ومتى يسمح بمساندة إسقاطه بالقوة.. وفي أي الحالات يمكن الاعتراف بقوة الذين وصلوا إلى السلطة بنتيجة انتخابات ديمقراطية وفي أي الحالات يجب قطع الاتصالات معهم.. وأي معايير ومواصفات تحدد هذه الأمور".
الالتزام بالمواقف المسؤولة والتخلي عن الهياكل والشعارات المبسطة عند تقييم مايسمى بالربيع العربي
ودعا لافروف جميع الأطراف الدولية إلى الالتزام بالمواقف المسؤولة والتخلي عن الهياكل والشعارات المبسطة عند تقييم مايسمى بالربيع العربي وقال "أعتقد أن هناك مواقف جديدة في هذا السبيل تتطابق مع مواقفنا ومساعينا ونعتقد ان الاضطرابات فى منطقة من مناطق العالم يمكن ان تولد موجات عدم الاستقرار وقد تطالنا جميعا في أي نقطة من نقاط العالم فأمامنا اذا منعطفات كثيرة ونشهد الكثير منها الآن".
وأوضح الوزير الروسي أن بلدان منطقة الأورواطلسي لديها نقاط مشتركة أكثر من نقاط الاختلاف بشأن العديد من القضايا وقال "نحن نسعى إلى استتباب الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقارة الافريقية بشكل عام.. وعلينا ان نتفق على أننا سوف نؤيد التحولات والاصلاحات الديمقراطية في الدول التي وجدت نفسها في طريق الاصلاحات دون فرض أي املاءات من الخارج".
وبشأن آخر لفت الوزير لافروف إلى ان انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن يتزامن مع الذكرى السبعين لأكبر المعارك في الحرب العالمية الثانية داعيا إلى "السعي إلى منع تكرار مأسي تلك الحرب وتركيز الجهود الدبلوماسية في اطار منظمة الأمم المتحدة" مبينا ان روسيا تتعاون مع الولايات المتحدة بشكل نشط فى هذا المجال.
وأكد لافروف رفض روسيا لسيكولوجيا الحرب الباردة وقال "إن روسيا والولايات المتحدة أعلنتا انهما لا تنظران إلى بعضهما البعض كأعداء".
وحول مستقبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لفت لافروف إلى أن الخلافات داخل المنظمة تتعمق بسبب مساعي الاخرين إلى فرض معايير غريبة عليها وتحويلها إلى محفل للخلافات ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الداخلية فيها وقال "نعتقد انه لا بد من السعي إلى الوفاق حول سبل معالجة القضايا الخلافية وأمامنا فرص من أجل ذلك وقد كان في كانون الأول الماضي قمة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا اتخذت قرارا حول اطلاق عملية هلسنكى أربعين زائد أربعين وذلك من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة حتى عام 2015".
وحول الدرع الصاروخية الأمريكية أوضح لافروف ان هذه القضية أصبحت اختبارا لشعارات المنظمة وأعمالها وقال "نحن نسعى الى توفير ضمانات عدم توجيه الدرع الصاروخي ضد أي عضو من أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ويجب تركيز جهودنا قبل كل شىء للحيلولة دون تهديدات صاروخية من دول خارج منطقة الأطلسي" داعيا إلى قيام شراكة حقيقية بين روسيا والحلف الأطلسي من أجل "دحض المزايدات حول ادعاءات ما يسمى الخطر الروسي".
ولفت الوزير لافروف إلى ان توسع مشاريع الأطلسي سيأتي بضرر كبير على مستقبل العلاقات بين الحلف وروسيا وقال "إن الأوان للخيار بين سياسة نزيهة تعتمد على أولوية القانون الدولي ومبادئ العدالة والمحاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للغير وقراءة الاملاءات".
الاهتمام بالعمل المشترك للصالح العام يفرض على الشركاء جميعا رؤية العالم كما هو عليه والاعتراف بأن العمليات العسكرية تؤدي إلى انتشار الفوضى
وأكد وزير الخارجية الروسي ان مقترح تحويل مبدأ الأمن العادل وغير المجزأ إلى مبدأ الزامي لا يزال مطروحا على طاولة المفاوضات في مجلس الأمن وان التعاون بين أوروبا ومجلس روسيا والناتو يسعى إلى تحقيق الهدف المشترك وهو الفضاء الانساني المشترك من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
وأشار لافروف إلى وجود خلافات جدية في العلاقات بين الدول العظمى في العالم وقال "إن روسيا ستتخذ مواقف مبدئية من أي مقترح خاص بالعلاقات الروسية الأمريكية اذا كانت مبنية على مبادئ العدالة والمساواة في الحقوق وحسبان مصالح بعضنا البعض ولكن هناك امكانيات وفرص للعمل المشترك لصالح دولنا ولصالح المجتمع الدولي".
ولفت لافروف إلى أن الهدف النهائي للجهود المبذولة هو تسوية الأزمات في البلدان الأورواطلسية التي تتفوق نقاط الاتفاق فيها على نقاط الاختلاف كلنا نريد أن يعم الاستقرار في بلدان الشرقين الأوسط والأدنى وفي القارة الافريقية وغيرها من مناطق العالم وتخلق ظروف ملائمة للتطور لكي تتمكن شعوب بلدان هذه المناطق من التوجه نحو الديمقراطية والازدهار لكي يكون توريد الصادرات المختلفة ومنها الطبيعية الحيوية الضرورية لنشاط الاقتصاد العالمي بصورة طبيعية داعيا إلى الاتفاق على معايير شفافة بشأن دعم الاصلاحات الديمقراطية في الدول التي بدأت طريقها نحو التحولات ولكن دون فرض مقاييس للقيم من الخارج والاعتراف بنماذج التطور المختلفة ووقف أعمال العنف من خلال خلق ظروف لحوار وطني شامل تشارك فيه كل المجموعات السياسية والامتناع عن التدخل الخارجي وخاصة استخدام القوة من دون تفويض واضح من مجلس الأمن الدولي.
واعتبر لافروف ان الاهتمام بالعمل المشترك للصالح العام يفرض على الشركاء جميعا رؤية العالم كما هو عليه والاعتراف بان العمليات العسكرية تؤدي إلى انتشار الفوضى ويمكنها ان تولد موجات من عدم الاستقرار التي سيكون من الصعب تجنبها على أي من جزر الأمان.
وفي سياق اخر جدد لافروف ثقة بلاده بأنه لا خطر يأتي من أسلحة كيميائية في سورية وان لدى بلاده معلومات مؤكدة بان "الوضع في هذا الصدد آمن".
وأكد لافروف أن "الشركاء الغربيين موافقون على ان الخطر الأكبر آت من امكانية حصول المسلحين على الأسلحة الكيمياوية".
12/5/13203
https://telegram.me/buratha