القطيف/ مراسل وكالة أنباء براثا
نظمت لجنة "الوفاء والأمل" مساء أمس الخميس في العوامية مهرجان "السير إلى الله" في الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد ثلاثة من شهداء الإنتفاضة قضوا نحبهم برصاص القوات السعودية.
وشارك في المهرجان الذي أقيم في مخيم مأتم "الزهراء (ع)" شمال العوامية المئات من النساء والرجال وعدد من الناشطين ولفيف من علماء الدين.
كما واستضافت لجنة الأمل «الشيخ غازي الشبيب» الذي أوضح في كلمته معنى الشهادة في سبيل الله وفضلها ومنزلتها الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى.
وشدد على ضرورة مطالبة المجتمع بدماء الشهداء وقال: "لا يمكن لأمة أن تحترم نفسها وفي ذات الوقت لا تقدس دماء شهداءها، ولا تطالب بتلك الدماء، الأمة العزيزة القوية هي التي لا تنسى تلك الدماء".
وطالب الشيخ الشبيب في كلمته برفع التمييز الطائفي وندد بسياسة السلطات واصرارها على معالجة الأزمة عبر الحلول الأمنية التي وصفها بالسياسة الفاشلة.
وتساءل الشبيب: "أين هي لجان التحقيق التي وعدنا بها؟! لقد انقضت 15 شهراً على قتل الشهيد الأول «ناصر المحيشي»، فأين هي نتائج التحقيق التي وعدت السلطة بها عائلة الشهيد ومجتمعه؟! مشيراً إلى إنعدام الشفافية مع أولياء الدم وأصحاب الحق.
وأضاف: "لا نريد لجانا على طريقة إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟ نطالب بتشكيل لجان تحقيق مستقلة، فدماء شهدائنا ليست رخيصة ولن نرخصها. لا يرخص دماء الشهداء إلا الأمة الذليلة ولسنا أذلاء.
من جانب آخر أوضح الشيخ الشبيب أن إرادة التأزيم والإصرار على الحل الأمني إرادة فاشلة ومفلسة ولا يمكن لها أن تصنع حلاً مضيفاً أن السلطة جربت الحل الأمني طيلة الشهور الماضية لكنه لم يعالج القضية.
وأشار إلى أن نتيجة تلك الحلول "أن مطالب الناس أخذت منحى تصاعديا مع الأحداث، ولا يمكن لإرادة الجماهير ومطالبهم العادلة أن تتراجع" مؤكداً "لا يمكن أن يكون الوضع ما بعد سفك الدماء كما كان من قبله، وكذلك لا يمكن أن يستمر الوضع ما بعد اعتقال العلامة النمر والعلامة العامر كما كان الوضع قبل اعتقالهما".
ونفى سماحته أن تكون المشكلة القائمة أمنية كما تحاول السلطات أن تقنع العالم الخارجي والرأي المحلي بذلك مؤكداً أنها سياسية بامتياز. وبين أن سياسة التمييز الطائفي لا زالت تنخر في جسد هذه الدولة متسائلاً أما آن لمن هم في موقع القرار أن يتعقلوا ويبتعدوا عن الحل الأمني.
وفي رده على ما ينشر في الصحافة السعودية من نداءات تتساءل عن دور عقلاء الشيعة قال الشيخ الشبيب: "إن عقلاء المنطقة نصحوكم وقدموا لكم الاقتراحات وقدموا وقدموا، ولكنكم لا تحبون الناصحين!!".
مضيفاً "انكم تحبون المتزلفين والمتملقين الذين يقفون على أبوابكم، وعن هؤلاء قلنا سابقاً ونقول لاحقاً احذروهم!! عليكم أن تحذروهم لأنهم وأمثالهم إن كانوا معكم اليوم فغدا لن يكونوا معكم بل سيكونون مع من يدفع أكثر!".
واستنكر الشبيب بعض الأصوات المحلية المطالبة بتجنب بعض الشعارات الاحتجاجية المطالبة بـ "القصاص القصاص لمن اطلق الرصاص" وقال في هذا الصدد: "أذاً ماذا نقول؟! أنقول لكم شكرا جزيلا لأنكم قتلتم أخواننا وأبنائنا؟!".
وحول صمود المجتمع وتمسكه بالمطالبة بحقوقه قال سماحته إن المجتمع "أمة لا زالت تنادي بشعار هيهات منا الذلة وأن الشهداء هم بشائر الخير التي بدأت تلوح في الأفق وبدماءهم انقشعت من حياتنا وجوهاً نسأل الله أن لا تعود وأن تذهب الى غير رجعة" حسب تعبيره.
...............
11/5/13119
https://telegram.me/buratha