رفعت رئاسة مجلس النواب، الخميس، جلسة البرلمان الاعتيادية الـ40 إلى يوم السبت المقبل، اثر مشادة كلامية بين نواب القائمة العراقية عن محافظة كركوك والكرد.
وقال مصدر برلماني في تصريح صحفي إن "رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي رفع جلسة اليوم الاعتيادية الـ40 الى يوم السبت المقبل، اثر مشادة كلامية بين النواب التركمان والعرب من القائمة العراقية والكرد على خلفية بيان ألقاه النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني حول كركوك".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "البيان أثار حفيظة النواب العرب والتركمان عن محافظة كركوك بسبب لهجته الشديدة".
يذكر ان جلسة اليوم شهدت استضافة رئيس الوزراء نوري المالكي لبحث البرنامج الحكومي وتقارير المحافظات على خلفية التظاهرات الأخيرة، كما شهدت عرض توصيات اللجنة النيابية المشكلة للنظر بمطالب المتظاهرين".
وشهد العراق، في الرابع من آذار الحالي والـ25 من شباط الماضي تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.
وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان، عقب تظاهرات الـ25 من شباط الماضي، بتنفيذ جميع مطالب التظاهرات، فيما أكدت لجنة الخدمات البرلمانية، أمس الأربعاء، أنه لا يمكن للمالكي إيجاد حلول جذرية لمطالب المتظاهرين.
وعقد مجلس النواب العراقي، اليوم ، جلسته الـ40 برئاسة رئيس البرلمان أسامة النجيفي وحضور رئيس الوزراء نوري المالكي و280 نائباً، فيما أكد مصدر برلماني في حديث سابق اليوم، أن الجلسة ستشهد مناقشة تداعيات التظاهرات التي شهدتها البلاد وبرنامج الحكومة الاصلاحي.
وكانت النائبة في القائمة العراقية عن محافظة كركوك زالا النفطجي انتقدت وبشدة في مؤتمر صحافي عقدته، اليوم، في مبنى البرلمان، تصريحات رئيس الجمهورية جلال الطالباني الأخيرة، ووصفت دعوته "لتحرير المدينة من المحتلين الجدد" بـ"الخطيرة"، معتبرة تلك الدعوات اتهاما واضحا للعرب، فيما حذرت من انهيار الأوضاع الأمنية في كركوك في حال عدم سحب قوات البيشمركة.
وكان الرئيس جلال الطالباني دعا، الاثنين الماضي، في كلمة خاطب بها الآلاف من أنصاره في مدينة السليمانية إلى تشكيل ائتلاف استراتيجي كردي تركماني في كركوك لتحريرها ممن وصفهم بـ"الإرهابيين والمحتلين الجدد"، مطالباً الكرد بعدم نسيان موضوع المناطق "المستقطعة" من كردستان وضمها إليها، كما وصف كركوك بأنها "قدس كردستان" التي لم تعد لحد الآن إلى الإقليم.
ولاقت تصريحات الطالباني انتقاداً واسع النطاق، فقد اعتبر كمال الساعدي، القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، أول أمس الثلاثاء، أنها غير جديدة وقد تأخذ الطابع العاطفي ورؤية الذات للمدينة أو المحافظة، كما تعبر عن رغبة وحلم، مشيراً إلى أنه لا يمكن المحاسبة على التصريحات إذا كانت لا تتنافى مع الدستور العراقي، فيما طالبت الجبهة التركمانية العراقية مجلس النواب باستدعاء الطالباني لمعرفة أسباب تصريحاته، كما رأى القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان أن الطالباني تحدث بصفته رئيس حزب وليس رئيساً للجمهورية حين شبه كركوك بـ"القدس"، مبيناً أن الأخير ملتزم بتطبيق الدستور.
يشار إلى أن هذه الحادثة تعتبر المشادة الكلامية الخامسة التي تقع بين نواب في البرلمان منذ شهر شباط الماضي، حيث وقعت مشادة كلامية في الـ21 من شباط الماضي، تخللها السب والشتم بين المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية حيدر الملا والنائب حركة الوفاق ضمن القائمة العراقية أحمد العريبي بسبب التصويت على تقرير لجنة تقصي الحقائق حول موضوع إغلاق مكاتب قناة البغدادية في العراق، فيما حصلت مشادة كلامية بين رئيس البرلمان أسامة النجيفي وأعضاء في كتلة التغيير الكردية، كما وقعت مشادة كلامية بين النائبين عن التحالف الوطني بهاء الأعرجي وعلي شلاه إثر التنافس للصعود على منصة المؤتمرات الصحافية في البرلمان بعد التصويت على الموازنة المالية العامة للعام الحالي 2011، سبقتها مشادة كلامية بين أعضاء التحالف الكردستاني وكتلة التغيير المعارضة داخل قاعة البرلمان.
https://telegram.me/buratha

