خالد الغرايري - تونس
< كد كيدك و اسع سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا > كلمة بليغة توجهها عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب - عليهم السلام -لمن يسمى بأمير المؤمنين يزيد بن معاوية .بقي ذكر أهل البيت الأطهار على مر التاريخ سادة و قادة للأمة ,و لم يمر مشروع بني أمية الرامي لإقصائهم عن مراتبهم التي رتبهم الله تعالى فيها ,فطهرهم من الرجس و فرض مودتهم قرانا يتلى إلى يوم القيامة . طوال التاريخ كان أتباعهم - قلوا أو كثروا - يحيون ذكرهم , يفرحون لفرحهم و يحزنون لحزنهم , يبلغون نهجهم و يبينون حقهم . و طوال التاريخ لم يتوقف مشروع الإقصاء و محو الذكر و الذاكرة حيث عمل النواصب و التكفيريين على إلغاء مذهب أهل البيت من دائرة الإسلام ورمي أتباعهم بأقذع الأوصاف و أبشع التهم . بذل أولائك كل جهودهم و كادوا كيدهم و سعوا سعيهم و دفع الشيعة و أئمتهم من أهل البيت أثمانا باهضة من الدماء و الدموع .اليوم و منذ الثورة الأسلامية في إيران و ظهور حزب الله في لبنان ثم سقوط دكتاتور العراق ظهر صوت الشيعة الذي كان مكتوما بالحديد و النار و أصبح الإدلاء برأيهم في الأحداث و الوقائع الجارية في العالم الإسلامي ممكنا و مسموعا في أوساط و شرائح كثيرة من أبناء أمة الإسلام . و تحول الكثيرون إلى إتباع مذهب أهل البيت و أصبح تواجدهم ممتدا على كل البلدان الإسلامية .لم يرق ذلك للكثيرين و تعالت أصوات بعض علماء المسلمين منادين بضرورة النقاء المذهبي بعنوان الكف عن المزيد من التشظى فى صفوف الأمة الواحدة و هذا رأي على إحترامه فيه نظر و تحقيق .أما ورثة يزيد , الأمويين الجدد , ورثة المشروع الإستئصالي فقد جن جنونهم و طارت عقولهم أمام الظهور الشيعي , لم يحتمل هؤلاء الطفرة الشيعية التي صارت إلى العلن عبر الفضائيات و الأنترنات و يدعمها على أرض الواقع اللأداء الرشيد الحامل لقضايا الأمة , فأصبح حزب الله الشوكة اللأغرز في حلق دولة الكيان الصهيوني و كان و لا يزال الدعم الشيعي الإيراني لقوى المقاومة هو الدعم الأقوى برغم ما جره على الجمهورية الإسلامية من متاعب , فإيران الإسلامية تستطيع أن تنهي كل مشاكلها مع الغرب بإعادة السفارة الصهيونية و التخلي عن قضايا الأمة الإسلامية المصيرية لا سيما القضية الفلسطينية التي باعها الأمويون الجدد بإختلاق معركة أهم في نظرهم هي معركتهم مع أتباع أهل البيت .
ورثة يزيد المعاصرين تراهم اليوم يدقون طبول الحرب ضد الشيعة ما وسعهم الجهد , سلاحهم الفتاوي الصفراء لشيوخهم و الكذب الأسود الذي تنفثه فضائياتهم و مواقعهم الألكترونية و كتبهم و نثرهم و شعرهم , فتجدهم في كل هاوية يهيمون و في كل داع من أتباع أهل البيت يشككون و يسبون و يشتمون .تدعوهم إلى الصواب فينفرون و تنهاهم على المنكر فيصرون .لكنهم بحول الله و قوته لن يمروا و لن ينجح مشروعهم الذي حمل أوزاره أجدادهم من النواصب و هم يحيونه اليوم غيضا من قلوب طبعت , و كرها من أنفس مرضت , و وعيا من عقول تحجرت .إن عقولا تُنهى عن السقوط في العنصرية و الإنتهاء عن وصف الناس بالحيوانات فتصر و تمعن مزهوة بكبرياء صلف - هذه العقول - هي التطرف و الطائفية الجهلاء , إن من تنهاه عن وصف الناس بالغربان فيلوذ بالبقر و الحمير لَيحمل وعيا زَرِيبِياً يستوجب محاولة إستعادة أنْسَنَتِه ممن يهمه أمره ,< أحدهم كتب واصفا الشيعة بالغربان , إستنكرتُ منه ذلك فزاد بأنهم بقر و حمير . رددت عليه بهذا المقال فرفضوا نشره رغم إدعائهم الحيادية في ذلك الموقع المسمى ب ; WWW.TUNISNEWS.NETو ماو في هذا السياق الأموي العفن يأتي الهجوم اليائس البائس الذي تقيئه أحد دعاة التلفية العنصرية المقيتة المسمى العريفي , ضد أحد القامات السامقة في الأمة ,سماحة السيد السيستاني دام ظله و نفعنا بعلمه كان ذلك مستغربا من دعاة الوهابية , ورثة المشروع الأموي الإرهابي الذي سوّد صفحات التاريخ و شوّه صورة الدين الحنيف .إن الإجرام التاريخي ضد أهل البيت عليهم السلام و أتباعهم هو ما يجري اليوم محاولات تكراره و التنظير له من فئة تدعي الإسلام فتحتكره لنفسها , فلا إسلام إلا ما هي عليه و باقي الناس لا دين لهم حتى و إن نطقوا الشهادتين و أقاموا شعائر الإسلام , هذه الفئة البغيضة المريضة لابد من فضحها و نبذها و عدم السكوت على جرائمها و جرائرها فقد أراقوا من دماء المسلمين ما يجعلهم يستوعبوا الدرس , و لا مجال لإختطاف الإسلام ليلبسوه رداءهم العفن مرة أخرى .
https://telegram.me/buratha