د.طالب الصراف
كلما اسمع او اشاهد صالح المطلك على شاشة التلفزيون اتذكر قول صديقٍ لي عمل عضوا في البرلمان العراقي ثم ترك البرلمان بارادته الشخصية لانه لم يحسب على جهة معينة وانما جاءت به امواج الرياح ليرسي على احد كراسي البرلمان العراقي وهذا العضو البرلماني موفور من الجانب المادي وليس عنده ايمان بالكتلة التي رشحته لعضوية البرلمان ولكن الكتلة محتاجة الى مثل هذه الشخصيات, والحقيقة انها كتلة السيد اياد علاوي التي جمعت في وقتها اعضاء من كل حدب وصوب,وبعد ان هدأت موجة التغيير التي اطاحت بالدكتاتورية عام 2003 بعض الوقت بدأ العقلاء من اعضاء البرلمان ومن بعض القوائم والكتل التي ليست لها قاعدة شعبية ولاسمعة حسنة يفكرون بأن البعض يريد الصعود على اكتافهم لما لديهم من مكانة اجتماعية في العراق. والحقيقة هنالك من وصل الى درجة وزير وعمل في اكثر من وزارة ولكن حين فكر مع نفسه انه سوف يحسب على تلك الكتلة اوغيرها فضل الاعتزال بل وترك حتى المنصب الوزاري.
لقد كان عضو مجلس النواب الذي حدثني عن المطلك هو نفسه مستغرب بوجود مثل هذه الحثالة وكيف تسلقت الى مثل هذه المراكز بين عشية وضحاها, وكان الحديث هذا قبل اربع سنوات حين نقله لي وكان في نفس اماكن الاستراحة في اروقة البرلمان اذ قال صالح المطلك لزميله" يا اخي كنت اتوقع ان الشعب العراقي سوف يسحلنا في الشوارع وبالحبال ولكن كيف عدنا الى السلطة نحكم ثانية كبعثين؟". واليوم اقول لصديقي عضو البرلمان السابق الذي احترم نفسه وخرج من تلك الكتلة اقول له اما شاهدت على شاشة التلفزيون العراقي الذي يظهر صور اعضاء التكتل الجديد الذي يضم قائد الضرورة صالح المطلق وجناحيه طارق الهاشمي واياد علاوي الذي كان رئيس وزراء للعراق وهو اليوم ينضم تحت مضلة صالح المطلك الذي صممتها السعودية لتجعل من المجرم الجاني حاكما وزعيما والمجني عليه لايزال محكوما لايستطيع القول اين حقي حتى لو كان استاذا في الجامعات البريطانية اذ تحول امامه عصابة المطلك وظافر العاني الذي لايخجل من الانتماء للنظام السابق وهو يتمتع بخيرات العراق رغم اجرامه,بينما الخيرين من العراق واصحاب الكفاءات لامكان لهم في العراق.
لقد دعمت السعودية شلة المرتزقة امثال هذا الثلاثي المميت والقاتل لارادة الشعب , هذا الثلاثي الخاضع الخانع لكل ما تأمر به السعودية الوهابية حتى لو طلبت منهم تفجير اركان الكعبة واعمدتها كضريح الامام علي والحسين وبقية الائمة المعصومين(ع) وهذا ما شاهدناه في تفجيرات سامراء ما بعد التحول الديمقراطي الذي حصل ما بعد 2003 وكذلك في فترة صدام المجرم وذلك حين ذهب حسين كامل الى كربلاء اثناء الانتفاضة الشعبانية وخاطب الامام الحسن (ع) "انت حسين وانا حسين ". واليوم يأتي الينا صالح المطلق بمئات الملاين من الدولارات السعودية ليشتري بها ضمائر من عُرضت ضمائرهم للبيع في سوق النخاسين وقد تهاوت الافئدة والبطون التي لاتشبع من السحت الحرام التي لايردعها وازع ديني او اخلاقي في المتاجرة بارواح العراقين وكرامتهم.
ويطل علينا مبعوث الجامعة العربية احمد بن حلي بزيارته للعراق بامر سعودي دون شك او اشكال وبسرعة فائقة غير محسوبة ولا مهيئ لها ولم تحدث مثل هذه الزيارة الطارءة لافي تفجيرات سامراء ولا في جسر الأئمة ولامآساة شهيد المحراب اية الله العظمى محمد باقر الحكيم او ما تلاقيه المرجعية الدينية العليا من استخدام الفاظ سوقيه من قبل موظفي الحكومة السعودية الذين يعملون بمعابدها وليست جوامعها لان مساجد الله لايسب بها العلماء حتى لو كانت في زمن معاوية فلا يصطلح عليها جامع مازال يسب بها اولياء الله. ولم نلمس من الجامعة مواجهة للتكفيريين الوهابيين وراعيتهم السعودية في ايقاف اعمالها الاجرامية في العراق بل جاءت زيارته في هذا الوقت لانقاذ من باعوا العراق للدول العميلة واسيادها, جاء لانقاذ زعماء التخريب والدمار في العراق بقيادة صالح المطلك, واذا قضي عليهم بارادة الله والشعب فمن يحل بعدهم للتآمرعلى العراق, ومن اين تأتي السعودية بعملاء جدد بعد ما صرفت من اموال وتدريبات وتنظيم لخلايا التجسس في جميع انحاء العراق. ان التنظيم السري الذي يقوده صالح المطلك تحركه الجاسوسية السعودية واسيادها كيف ومتى ما تريد من تفجير ودمار وتخريب لبنية العراق. الا اسألكم بالله اعطوني بل اذكروا لي موقفا واحدا اتشرف به كعربي قامت به الجامعة العربية في حل الازمات المصيرية التالية: عن فلسطين الجريحة الذبيحة, عن جنوب لبنان, عن غزة,عن المجزرة التي يذبح بها الحوثيين ابناء العروبة والاسلام وعشرات الآلف من المهجرين والنازحين, عن الدماء التي تسفك في العراق يوميا والجامعة العربية لم تسارع لتأخذ موقفا مثل موقفهاهذا التي ترمم به شخصية المطلك الهزيلة, فالجامعة لم تقف مع العراق مثل ما تجاهد به من اجل حفظ ماء وجه عملاء السعودية, فهي لم تبذل أي جهد في وقف نزف دماءنا من قبل التكفيريين بل انها تنظر للعراق بعين المتفرج على فلم سينمائي للتسلية اسمه "العراق"دفعت ثمن اخراجه بهذه المآساة السعودية وربيبتها الوهابية.
واخيرا وليس باخر طلت تباشير الشر يحملها معه ممثل الجامعة العربية ونائب رئيسها احمد بن حلي ومعه باقة من الاشواك ومن الاوامر والتآمر السعودي الوهابي الذي جعل من العراق انهارا من الدماء اذ لم نسمع يوما ان الجامعة الغربية ومديرة شؤونها السعودية الوهابية للتخريب القومي والامتداد البعثي في العراق ان اتخذت موقفا يستحق الذكر لمساعدة ومساندة الشعب العراقي . فالشعب العراقي لايرحب بكل مسؤول خلفه السعودية الوهابية.
ان الوعيد والتهديد لايخيف الا الجبناء, والموقف قد اتخذ وحسم باسم الشعب العراقي وقوانينه الشرعية والمدنية وكل ما يمت للانسانية وحقوق الانسان من تشريعات فهي تحرم نشاط المجرمين امثال المطلق والذين اشتركوا مع صدام بقتل الشعب العراقي وتهجيره وتشريده. ثم استولوا على ممتلكات المهجرين وتسليمها للمجرمين خير الله طلفاح وابنته ساجدة التي اصبح صالح المطلق مدير استثماراتها العام لمصادرة اراضي المهجرين ومن بينهم صاحب هذه المقالة حيث تركت البلد سنة 1980 وليس عندي الا ارضا في منطقة سبع ابكار وجدتها قد سرقت بعد الاطاحة بالدكتاتور سنة 2003 ولم يبقى لدي متر مربع واحد في العراق بعد ان صودرت اراضي المهاجرين من قبل ازلام ساجدة.
ان الطريقة التي وصل بها احمد بن حلي تثير الانتباه والاستغراب فمرة نسمع عن طريق المتحدث باسم عصابة المطلق بان رئيس كتلته اتصل بعمر موسى شخصيا بل صرح المطلق في نفس الوقت الذي اكتب فيه هذه المقالة بانه هو الذي اتصل بالجامعة العربية وبعض الدول العربية امثال السعودية الوهابية ولا ادري ما هي سلطة صالح المطلق امام رئيس الجامعة العربية؟ اهو رئيس الجمهورية العراقية ام رئيس وزرائها؟وباي حق للسيد وزير الخارجية ان يوافق على مجيئ احمد بن حلي التي سببها واضح وهو بدعوة من صالح المطلق, وما هي اهداف الزيارة؟ انه مخجل بكل معنى الكلمة ان يصبح العراق طريقا للسارح والمارح دون احترام لارادة الشعب, فهل زار ممثل الجامعة العربية العراق بمثل هذه السرعة حين حلت به المصائب والتي لم تقف الى يومنا هذا أم ان الجامعة وجدت في العراق ارضا رخوة مفتوحة الحدود للمتآمرين والتكفيرين؟ ام ان زيارته هذه فيها مال سعودي اشتريت فيه ضمائر عربية وعراقية اهدافها التخريب والتدمير في العراق؟
نعم لايصدق صالح المطلق كيف عاد مع جوقة البعثيين الصدامية للساحة السياسة في العراق, والغريب انه يتحدث عن حقوق ابناء الجنوب وهو اول من سرقها ويتدث عن ايقاف سفك دماء العراقيين وهو من اوائل المساهمين في سفكها, ولايزال يعترف بذلك حين يصرح نحن "اوقفنا نزف الدم العراقي" فاذن له ايادي ضالعة مع التكفيريين وهو الذي يقول "الانقلاب العسكري افضل من العملية الديمقراطية في العراق", ثم يقول سوف "نقصم ظهورهم" كتصريحات سيده صدام ,ويقول كذبا وبهتانا ان هنالك تأيدا له في المدن الجنوبية فهل ينسى ابناء الجنوب قاتلي افراد عوائلهم ومنتهكي اعراضهم امثال خليفة المجرم صدام الذي يحفزعلى العنف وهذا في القانون الاوربي يحكم في السجن من يقوم بالتحريض على العنف. انني اضم صوتي للسيد جلال الطالباني الذي عهدناه معاديا لكل من يعادي سير العملية الديمقراطية في العراق حين طالب برفع الحصانة البرلمانية عن المدعو ظافر العاني الذي استمر في تأييد نظام صدام الدكتاتوري لاخر لحظة من سقوطه وهو يمجد ويدافع عن صدام وكان من الاعلامين الذين كذبوا على الشعب باستمرارية بقاء نظام صدام وهزيمة اعداءه, فكيف تريدون منا ان نؤمن بسلامة العملية الديمقراطية في العراق ويوجد جواسيس وخونة امثال هذه البقية من حثالة صدام التي لها كلمة مسموعة ان لم تكن الطولى في المؤسسات الحكومية وخاصة في وزارات المحاصصة. لذا لانستغرب من المطلك والمتحالفين معه ان تدعمهم وسائل الاعلام وشاشات تلفزيون ماردوخ السعودية التي ليست لها الا السمعة السيئة الصيت. ويريد المطلك مدير شؤون شركات واستثمارات ساجدة طلفاح ان يدير شؤون الاخرين فتبا للاخرين اذا كانوا رجالا, ولكن هيهات لصالح المطلك ان يدير شؤون روضة اطفال عراقية في هذا العراق الجديد ومن راهن على ان المال السعودي يشتري اعضاء مؤيدين للسعودية في البرلمان العراقي او يستخدم لشراء وتعين وزراء ورؤساء في العراق فهو لايعرف العراق.
د.طالب الصراف لندن 12-01-2010
https://telegram.me/buratha