المقالات

كثرت علينا الكذابة والدجالة (3)


رياض سعد

ان الحرب الناعمة والعمليات الاعلامية المؤدلجة والموجهة ضد مكون ما او بلد ما ؛ تمهد للحروب والانقلابات والمعارك والعمليات العسكرية والارهابية والدموية او للتحولات السياسية والاجتماعية ... ؛ ذلك أن هذا النوع من الحروب - الناعمة - لا يبتدئ بالعساكر والاسلحة ، وإنما في النفوس والعقول والعواطف ؛ اذ يعمل على تغيير القناعات وتبديل الاعتقادات والرؤى والولاءات ؛ فهو اشبه بعمليات التنويم المغناطيسي او غسيل الدماغ ؛ وينجح هذا النوع من الحروب في اوساط المجتمعات المأزومة والتي تعاني من غياب الرؤية السياسية الواضحة والهوية الوطنية والثقافة الرصينة والعقيدة الراسخة ؛ والمصابة بأمراض الطائفية والعنصرية والفئوية , والتي تسارع الى الاحتكام للقوة المفرطة والعنف والاستعانة بالأجنبي ... ؛ عند حدوث سوء التفاهم والخلافات والنزاعات واختلاف وجهات النظر .

وبعض وسائل الاعلام العاملة في الساحة العراقية تعمل ضمن دائرة البروباغاندا , ولا نستطيع تجاوز الحقيقة , من خلال التغافل عن المؤامرات و الاخطار او تكذيب الوقائع والمخططات والاخبار , فالحرب ضد العراق الجديد ؛ حرب ضروس لا هوادة فيها , وعلى مختلف الاصعدة , والحرب الإعلامية جزء منها , والكل مشترك في هذه الحرب القذرة ضد الأغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ؛ بدءاً من الامريكان والبريطانيين والغربيين ومرورا بالدول المجاورة والاقليمية وانتهاءا بالزمر الطائفية وشراذم البعثية والصدامية والتنظيمات الارهابية والعصابات الاجرامية والانفصالية .

وفي ظل هذا الاعلام الارهابي والدموي الاحمر , وبتشجيع وسائل الاعلام الصفراء الطائفية والعنصرية والمناطقية الحاقدة ؛ نشأت وترعرعت العصابات البعثية والصدامية والتنظيمات الارهابية وفلول الفاسدين والمخربين والعملاء المنكوسين ؛ حتى اسفرت تلك الحاضنة الشيطانية عن ولادة اللقيط المسخ والمشوه ( داعش ) والذي عبر عن حقيقتهم وعقيدتهم المنحرفة , وكشف معدنهم الرديء , وسلط الاضواء على جرائمهم المقززة والتي ارتكبوها ضد ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ طوال عقود من الزمن , وبمسميات مختلفة وذرائع شتى ... ؛ ولا زالت هذه الحاضنة مستعدة لولادة المزيد من اللقطاء والمجرمين والجلادين والذباحين والمخربين .

ومن الغريب ان يتم تجاهل هذا الخطر الداهم , وتغض الطرف حكوماتنا واجهزتنا الامنية وقياداتنا واحزابنا السياسية ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني وشخصياتنا الثقافية والاعلامية والدينية والاجتماعية ؛ عن انشطة وفعاليات الاعلام الطائفي والبعثي والصدامي والارهابي , وفي الوقت نفسه تتجاهل الشكاوى والتحذيرات التي يتقدم بها المواطنون واحرار وغيارى الاغلبية والامة العراقية ضد هذه الظواهر الاعلامية المنكوسة والمشبوهة والتي تتعارض مع قيم التمدن ومثل الديمقراطية وعادات وتقاليد الامة العراقية , وتمعن في ايذاء ذوي الضحايا والشهداء .

فهؤلاء الاوغاد والاعداء الانذال يمتلكون وسائل وأدوات إعلامية حديثة ومتطورة , وخبرات في صناعة الاكاذيب والسيناريوهات والاحداث المفبركة والاخبار الكاذبة ؛ كما يمتلكون قدرات هائلة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الأداة الإعلامية الأهم في التأثير على الشباب العراقي و العربي ... ؛ واغلب مواقعهم وصفحاتهم وهمية او بأسماء مزيفة ؛ اذ تنشأ بأساليب الاحتيال والابتعاد عن عيون الرقباء والاجهزة الامنية ... ؛ ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والمواقع الاعلامية الاخرى ؛ لتنفيذ عدة اهداف , وبأشكال وصور متنوعة ومختلفة ؛ ومنها على سبيل المثال وليس الحصر : الترويج للساسة العملاء والشخصيات البعثية والصدامية والطائفية والارهابية والانفصالية , وتبييض صفحات الانظمة الطائفية وحكومات الفئة الهجينة البائدة , ولاسيما النظام البعثي التكريتي الصدامي , وتسقيط كافة رجال وقيادات وشخصيات ورموز الاغلبية العراقية الاصيلة , بل وصل الامر بهم الى شتم الائمة من بني هاشم والاستهزاء بهم وعدم مراعاة مشاعر ملايين المسلمين والعراقيين , وإسقاط القدوة الصالحة والوطنية والشجاعة والنزيهة بطريقة السخرية والنكات والتنمر , والترويج لمقاطع فيديو عبر مواقع التواصل تسخر من الائمة ورموز المسلمين الشيعة , او شيوخ ورجالات الاغلبية الاصيلة , والدعوات المستمرة للإلحاد والتحلل الاخلاقي وضرب منظومة القيم العراقية واستهداف القيم والاخلاق والعادات والتقاليد والدين ... الخ ؛ ومما لا شك فيه ان هذه الدعوات والانشطة والفعاليات مسيسة ومقصودة ومنكوسة ؛ فالهدف منها ارباك الاوضاع العامة وتأليب الجماهير على التجربة الديمقراطية واسقاطها , للعودة الى مربع العنف والانقلابات والاعدامات والحروب والمقابر الجماعية والجوع والحصار والازمات والدكتاتوريات ... الخ ؛ وعليه لو كانت تلك الامور تحدث وتجري ضمن مظلة القوانين والحريات الشخصية واحترام النظام الديمقراطي ؛ فلا حق لاحد بالاعتراض على هذا المواطن لأنه ترك الدين واصبح ملحدا , او شجب المواطنين الذي يشربون الخمر او يمارسون الرقص , او استنكار الافكار والرؤى التي تدعو لتغيير العادات السلبية والتقاليد البالية والتي لا تنسجم مع روح العصر والتحضر ؛ ان تم طرحها ضمن اروقة الثقافة والفكر والبحث العلمي ... الخ .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك