المقالات

رسمنة الجندر بالهوية الوطنية


ماجد الشويلي ||

 

  2023/4/24

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

 ‏ ‏ ‏أقامت المستشارية الثقافية لرئاسة الوزراء وبرعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المؤتمر العلمي المتخصص في الهوية الوطنية ، بغية البحث في بيان الهوية الوطنية الكبرى الجامعة  للشعب العراقي ، وبيان مواطن التزاحم بينها وبين الهويات الفرعية التي بدأت بالصعود وشكلت عامل تحد لها بزعم القائمين على اقامة هذا المؤتمر.

ولست أدري أهذا المؤتمر شكاية من الديمقراطية التي وجدت فيها الهويات الفرعية متنفسا للتعبير عن وجودها ؟

أم هو محاولة لالغاء كل الانتماءات الاخرى وصهرها على نحو الارغام في بوتقة مصطنعة واحدة.

فما نعرفه عن الديمقراطية أنها حرية التعبير والانتماء على الصعيد العقائدي والفكري .

كما نصت المادة 42 من الدستور العراقي

((لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة )).

وليس من حق احد بالضرورة أن يفرض على الآخر التخلي عن منظومته الفكرية او العقائدية أو انتمائه العرقي.

كما لاينبغي بحال من الاحوال اعتبار هذه الحريات آنفة الذكر تهديدا للهوية الوطنية.

واذا كان الدستور الذي توافق عليه العراقيون يقر في  المادة (2)

أولا: ((الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر أساس للتشريع)).

فلماذا يصدَّر الدين على أنه تهديد  وتشتيت للهوية الوطنية ؟

واذا كانت المادة (3) من الدستور

((العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب))،

فكيف يتم النظر لهذه الانتماءات على أنها انتماءات فرعية تمنع من الوصول الى تحقيق هوية جامعة للشعب العراقي.

ولم يلتفت القائمون على هذا المؤتمر وغيرهم من المتباكين على الهوية الجامعة لهذا البلد والساعين لبلورة هوية مشتركة بزعمهم أن مانسبته أكثر من ‎96‎%‎ من الشعب العراقي هم مسلمون . هذه الهوية الابرز لهذا الشعب وهي صبغة وصياغة ربانية

((مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ  هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ ))78 الحج

ومن المستحيل ان نجد هوية  أخرى جامعة لهذا الشعب أشمل وأوسع من هذه الهوية .

ومع ذلك واذا كان ولابد من وجود هوية جامعة فهي الهوية الوطنية والتي ينبغي أن ينظر فيها

أولا  الى الوطن بوصفه وعاء يستوعب كل الانتماءات وليس له أن يلغيها.

 وأن المواطنة ماهي الا منظومة من الحقوق والواجبات يتلزم بها كل من اكتنفته جغرافية هذا الوطن وفقاً للقانون  . (بلا تعقيد ولا فلسفة زائدة).

أما الأمر الآخر والذي أثار استغرابنا بشدة هو محاولة اقحام (الجندر) في الهوية الوطنية .

نعم فهمنا أن يتحدث الدكتور خالد عبد الاله عن تعدد الهوية الوطنية

وتفهمنا أن يتكلم الدكتور سعد سلوم

حول الهوية في المجتمع التعددي

لكن ماعلاقة (الجندر ) بالهوية الوطنية حتى تتحدث الدكتوره الهام مكي عن الجندر وبناء الهوية الوطنية؟!

لماذا الجندر دون غيره؟

لماذا لانتحدث عن القانون وبناء الهوية الوطنية؟

لماذا لايتم الحديث عن العلم وبناء الهوية الوطنية؟

لماذا لانتحدث عن أثر الدين والاخلاق في بناء الهوية الوطنية؟

لماذا ولماذا الخ…

يبدو أن الأمر مريب ،  نعم وكل مايتعلق بالجندر مريب وخطر على هوية هذا البلد !!

والملفت أن هذا المؤتمر واقحام الجندر فيه تزامن مع استضافة رئيس الوزراء لمجموعة من الفنانين. ولابأس بهذا الامر. الا أن الغريب فيه ان استضافتهم لم تقتصر على الحفاوة والتقدير،  بل تخطت ذلك الى الغناء في ذلك اللقاء ولعلها سابقة لم تقم بها رئاسة الوزراء من قبل.

ناهيك عن مصافحة الفنانات التي قد تكون لها تخريجة شرعية.

لكن كيف والحكومة محسوبة بشكل وآخر على الاطار التنسيقي (الاسلامي)

لا بل (المقاوم)؟

فأي رسالة أرادت المستشارية الثقافية أن تبعثها للشعب العراقي

وأية اشارات أرسلتها لغيره.

هذا ما لم نقف عليه.!

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك