المقالات

بين الزلزال القدر وأسرار الخبر ..

1007 2023-02-11

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح ..

 

شهد العالم أجمع ما تعرضت له تركيا وسوريا من زلزال بدرجاته الثمانية فاق كل ما مّر بالمعمورة من أقدار قبل مئة عام . مدن كاملة وقرى صارت  في خبر كان . الجنوب التركي بالكامل صار حكاية حاضرة من المأساة وآيات ودروس وعبر لمن يقرإ ويعقل ويبصر ولكن هل هناك من متعظ ؟ الشمال السوري والمأساة ذات المأساة والأوجاع تزداد أنينا والمشهد يتسع للرعب والكابوس حاضر في عيون من كانوا فوق الأرض كما هو قدر وحكاية واسرار لا يعلمها الا الله لمن هم تحت الأرض .

 اسبوع كامل مضى واصوات الأنين وإيحائات الأمل وفرحة الباحثين عن الحياة بصرخة آه او همسة ألم او تمتة لوجع أمرأة كبيرة او طفل لم يرى من الحياة شيء بعد . كلها تتلاشى وتلاشت . كلها تنقطع عن صدى السمع وانقطعت . كلها تسلّم أمرها لمن شاء وفعل وقدّر وأمر وسلمت وانتهت فماذا بعد .

وهل هناك من يتعظ ؟ نعلم ونعرف وندري إن هناك الآلاف من الفقراء والمهجرين والمظلومين ممن سلم امانته ومات تحت الأنقاض .

 نعلم وندري ونعرف إن هناك الكثير من المؤمنين والصالحين والأبرياء في ساحة الله وعباده ممن صارت بيوتهم قبورهم وباتوا اخبار من زمن مضى . نعلم كل ذلك ونعلم ما هو أدهى وأمر.

المثل الشعبي يقول ( الخير يخص والشر يعّم ) وجاء في الكتاب الحكيم . (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ذلك أمر بين يدي الله وعلمه لا ادري ان كان جزاء من يسكت عن الظالم بحكم الظالم او من يمشي مع الفاسد بحكم الفاسد والله اعلم ؟؟؟

ولكن ماذا بعد ..للزلزال صوت ودروس وعبر ..

أنفة الإنسان وغروره وجبروت البعض وطغيان الطواغيت لا يمثل شيئا امام جبروت الخالق وما تخفي الأقدار ويبقى الإنسان هزيلا ضعيفا عاجزا امام قضاء الله وقدره وقد جاء في القران الكريم ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا .) ولكن هل هناك من يتعظ ؟ . قدرة الله ومشيئته ان يخرج المنقذون اطفال بعمر الشهور احياء بعد خمسة أيام قضوها تحت الأنقاض في عالم الظلمة ..

سبحان الله العظيم .

 ولكن هل هناك من يتعظ ؟ الهابطون والسيئون والتافهون والفاسدون من اصحاب المحتوى الهابط والسيء وارباب الفساد ممن سرقوا اموال الشعوب وخانوا الأمانة ونكثوا العهد ولكن هل هناك من يتعظ ؟ اصحاب النفوس الفاجرة والقلوب المريضة والعقول المأزومة ..

هل يعودون الى ذواتهم هل يتذكرون الله الذي نسيناه في اقوالنا واعمالنا ومفردات حياتنا (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ولكن هل هناك من يتعظ ؟

 عالم النفاق والمنافقين من الطواغيت الذين هبّوا بالمساعدات وفرق الإنقاذ الى تركيا من دون ان يكون للمتضرين في سوريا من ذكر ولا سهم في قوائم الإنسانية الزائفة ولكن هل هناك من يتعظ ؟ دول عربية صرفت على بطولة كرة القدم عشرات المليارات من الدولارات  وأخرى اشترت لاعبا لأحدى نواديها بمئات الملايين من الدولارات لم ترسل دينار واحد لمساعدة الشعب السوري في هذه الكارثة ..

وهل هناك من يتعظ ؟ انسانية امريكا واوربا واعراب النجاسة والنفاق تتحرك حسب المزاج ومشيئة الشيطان . وهل هناك من يتعظ ؟؟ اخيرا وليس آخرا وفي الجانب الآخر مئات الشاحانات من ارتال الحشد الشعبي في العراق توجهت الى الأراضي السورية لتنقذ من تستطيع وتساعد من يحتاج في المؤونة والدواء والطعام ومثلها ارتال تحركت بتوديع معتمد المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي من كربلاء ولكن لو قلبت وسائل اعلام الاعراب والأغراب لا ذكر لهم ولا هم يحزنون وهل هناك من يتعظ ؟

 بقي أن اقول أن الزلزال مأساة بكل ما تعنيه الكلمة وكارثة هزت مشاعرنا وابكت عيوننا واحزنت قلوبنا ولا نملك الا ان ندعوا الله عز وجل ان يلطف بعباده ويرحم الأحياء والأموات برحمته التي وسغت كل شيء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .  بسم الله الرحمن الرحيم .

 إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) . صدق الله العلي العظيم.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك