المقالات

قانون العنف ضد النساء..!


حيدر الموسوي ||

 

في عام ١٩٩٧ اصدرت السينما آلمصرية  الفلم الشهير بعنوان ( المرأة والساطور ) من بطولة نبيلة عبيد وابو بكر عزت التي قامت بتقطيع زوجها بالساطور

حينما تم عرض الفلم لاول مرة كانت ردود افعال غاضبة من قبل المجتمعات المصرية خاصة والعربية بشكل عام وان هكذا امور لا يمكن لها ان تكون حاضرة في واقع المجتمعات الشرقية التي توصف بانها محافظة وان المراة ليس سوى كائن مليء بالعاطفة والهشاشة والضعف امام الرجل ، كانت المراة بالعموم في تلك الازمنة وعلى مستوى العراق تعد هي ربة المنزل والتي تكافح مع الزوج وعليها مهام جسيمة من تربية الاولاد والصبر على ضنك العيش

وانها مطيعة الى اقصى اليمين مهما كان وضع الرجل وسلوكه وتصرفاته ، جزء من ذلك متأتي منه لما يرتبط بالشرع الذي يصف الرجال بالقوامون على النساء والاحاديث المتفق عليها ومن بينها لولا السجود الى الله فقط لامر الله بان تسجد لزوجها وكذلك ان لا شفيع افضل من الزوج لزوجته يوم القيامة وغيرها فضلا عن المنظومة القيمية للمجتمع والاعراف والتقاليد التي تحكم شكل العلاقة بين الرجل والمراة وطبيعة القيادة والادارة بيد الرجل وان المراة غير مخيرة الا بطاعة الزوج بكل الاحوال

وحتى وان استحالت امور العيش فقد شرع الله التفريق والانفصال وان كان ابغض الحلال

قد لا يعرف الجيل الحالي كثيرا عن حقبة الثمانينات حينما كان غالبية الرجال في الجبهات والقتال ابان الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات واحدة من هذه القصص التي نعرفها على المستوى الشخصي ان احد الطيارين بيوم زفافه طلب منه الالتحاق وقبل حتى الدخول على زوجته ولانه امر عسكري صارم ترك كل شيء والتحق وغاب لعدة سنوات حتى جاء اليوم الذي رجع فيه الى العراق بما يعرف تبادل الاسرى بين الجانبين واذا بزوجته التي تركها وهي بكر باقية تنتظره طيلة تلك السنوات تذرف الدموع من اجله ووجدها كما هي وعندما عرف انها لم تقترن بغيره وانتظرته طيلة هذا الوقت بدأ يبكي امام الناس وقال هذه قطعة من الجنة وليست امراة عادية

وتعود ذاكرتي الى تسعينيات القرن الماضي واتذكر كيف بدأن النسوة العراقيات بصناعة التنور الطيني واحضار الحطب بانفسهن من المناطق النائية لعمل الخبز جراء ظروف الحصار وصعوبة وقساوة الحياة

واتذكر ان والدتي ذات مرة عندما خرجنا معها وكنا صغار واوصلنا المرحوم والدي الى منطقة اهلها والتي كانت تذهب لزيارتهم فقط في المناسبات ، وقفت برأس الشارع ولا تعرف منزل اهلها اين يقع بل لا تتمكن حال خرجت من منزلنا بالذهاب لاي منطقة ولا تعرف طريق العودة

اجيال اليوم من النساء ولا اريد ان اسلم بنظرية التعميم

لكن ما نراه من مشاهدات عيانية وازدياد حالات الطلاق والجريمة بقتل الرجال والتي لم نسمع عنها سابقا مطلقا

ما هي الا دلالات على انهيار المنظومة القيمية الاجتماعية

وانتكاسة وتراجع حقيقي يهدد كيان الاسرة والتي هي عبارة عن مجتمع مصغر و على الرغم من الوعظ والارشاد الديني والاخلاقي والبرامج الواعية التي تتحدث عن دور الزوجة ومن انها الركيزة الاساسية للتربية والامومة والعفة

لكن الاغلبية من النسوة بدأت تنساق الى مفاهيم اخرى وتقليد الدراما التركية والسورية والادمان على منصات السوشال ميديا والخيانات الزوجية والعلاقات غير الشرعية واصبحن كانهن رجال وليس نساء

بصفتي مراقب اطالب من هنا البرلمان العراقي بضرورة تشريعات جديدة لحماية الاسرة والجيل الجديد من هذه الحالات التي نخشى ان تتحول الى ظاهرة طبيعية بمرور الزمن بغياب الرادع القبلي والاجتماعي والقانوني وضعف الوازع الديني والتأثر بالسوشال ميديا ومنصاتها ويجب الحد والتقنين من هذه المنصات ودراسة مدى تأثيرها على الوضع بشكل عام والا بالتماهي مع تلك القصص فان المجتمع سيصبح في خبر كان وعلى الدنيا السلام

خاصة حينما نسمع يوميا بهكذا جرائم غريبة جدا على اطباعنا وتقاليدنا

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك