المقالات

اعطينا كلمة يا حسين "ع" وترك الإصلاح..!

1599 2021-08-13

 

كندي الزهيري ||

 

من قال ان الكلمة لا تفعل شيئا؟ الكلمة اما ترفعك إلى السماء  فخرا ، أو تنزلك إلى البحر ذل،   بالكلمة تخلد  وتفنى  ، تحب وتكره،  تبني أو تهدم ، تنتصر أو تخسر، الكلمة حياة أو ممات انها اقوى شيء في الوجود.

قاتل الأنبياء والمرسلين على كلمة ،وعرضوا على النبي محمد ( صل الله عليه وآله) كل شيء   مقابل ان يتنازل عن كلمة ، وطلبوا من الامام علي ـعليه السلام ـ لكي يمنح الخلافة كلمة، واستشهدت سيدة نساء العالمين  فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ من أجل كلمة  وكذلك الحسن وكل آل البيت عليهم السلام  وكل حر في العالم  يعلم اثر وقوة الكلمة.

الحسين عليه السلام  طلبوا من كلمة مقابل ان يعيش في أمان !، ويعطوه ما يريد  بشرط إعطائهم الكلمة.

ابا سيد الأحرار ذلك  وقال  ( مثلي لا يبايع مثله) ، وخرج الأمام ـ عليه السلام ـ معلن عن ثورة الإصلاح في المجتمع الذي تمزق بالجهل وغرق  في الذنوب  والمعاصي  بسبب  حكم بني امية  ومن ساندهم.

فقام واعطى دمه من أجل كلمة الإصلاح التي انتصرت على سيوف  الطغاة  والفاسدين .

هنا يسأل سال،  هل حققت كلمة الأمام  الحسين ـ عليه السلام ـ اهدافها؟ .

قبل الجواب  علينا  أن بين بأن الامام  كان يعلم بأنه لا يمكن أن ينتصر عسكريا ولا انتصار  آني، انما نظر الامام  إلى ما بعد ذلك من انتصار  دائم  وخالد  يحقق  اهدافه جيل من بعد جيل.

الأهداف التي حققها الامام  الحسين عليه السلام:

١ـ  طلب الإصلاح  وليس  السلطة، 

(تثبيت دين الله)، وليس تمرداً على السلطة، أو طمعاً بها، كما روّجت له بعض الجهات، وممّا يدل على ذلك؛ أنّ الإمام لم يدعُ الناس لبيعته عندما خرج من المدينة ونزل مكة، بل خروجه ثورةٌ ورفضٌ للظلم والطغيان.

٢ـ إعادة الثقة بمفاهيم آمن بها المجتمع الإسلامي، أهمّها العدالة؛ لذا رفض الإمام الحسين عليه السلام الخضوع ليزيد بمبايعته؛ لأنّ مبايعته تعني القبول بالخرق الذي أصاب المفاهيم الإسلامية وتثبيته.

٣ـ في الجانب السياسي، الذي كان النواة الحقيقية للإصلاح؛ لأنّ الأُمّة مرتبطة بقادتها، وهنا وجب الرجوع للجانب الشرعي، وتسلّم السلطة السياسية من قِبل الإمام الحسين عليه السلام، وتطبيقاً للمنهج الإسلامي الذي دافع عنه الإمام الحسين عليه السلام، لم يكن تمسّكه بالخلافة إلّا من خلال أحقيته فيها، إذ قال: «فمَن قَبِلَني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق، ومَن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»

٤ـ محاربة الفساد الذي أشار إليه الإمام عليه السلام كان سارياً في الأُمّة نفسها لا الحكم فقط؛ لذا جاءت التعبئة الدينية مخرجاً ناجعاً للإمام في تحشيد الناس وترغيبهم في الثورة على الظلم والفساد، وبيان آثاره اجتماعياً وفكرياً، وسياسياً وعقائدياً، ومن هذا الاستدماج ما نلاحظه في خطابه لأعدائه وأتباعه.

٥ـ عدم التنازل أو المساومة  على قضايا الأمة مهما كلفه الأمر   ( لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد).

٦ـ  موقف المعارض  الثابت الذي لا تقريه طلب الدنيا  ولا تهزمه التهديدات  حيث قال الإمام ـ عليه السلام ـ ( ومثلي لا يبايع مثله).

٧ـ  نهضة عاشوراء نهضة لإحياء سُنّة النبي صلى الله عليه وآله والدفاع عنها، ونقلها إلى حيّز التطبيق في حياة المسلمين.

٨ـ لم يكن للثورة أيّة أساليب خارجة عن الإسلام، بل مع حراجة الموقف وصعوبته ما زال الحسين عليه السلام متمسكاً بالإسلام وتعاليمه حتى مع أعدائه.

من اراد ان يثور على ظالم  عليه ان يتخذ من ثورة الأمام  الحسين  ـعليه السلام ـ نموذج تطبيقي حتى ينتصر ويحقق  اهداف  ثورته.

ما شاهدناه  امس بما يسمى  ( ثورة) كانت عبارة  عن ابليس  وجنوده  ولهذا  لم تنجح  لأنها  كانت ثورة  (فاسد على فاسد ).

يا ساسة العراق  ما تعلمتم من ثورة الأمام  ـ عليه السلام ـ ، دعاكم الشيطان الأكبر  فأجبتم ، طلب منكم كلمة  فأعطيتم بلد بالكامل  مقابل ذلك اعطاكم  الذل  والهوان  والخضوع  واطعمكم  من فتات الخبز وجعل ايامكم  اسود من قطع الليل المظلمة، من اراد ان يكون حر  شامخ  مخلد  عليه  ان يتخذ  من ثورة  كربلاء  طريقا  للخلود، والاصلاح البلد ورفض الظلم والفساد  مهما كانت النتائج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك