المقالات

إسترداد الأموال مهمة مستحيلة..!

1121 2021-08-02

 

واثق الجابري ||

 

لا يخلو يوم في العراق من الحديث عن الفساد المستشري، وتتعالى الدعوات لاستعادة الأموال المنهوبة، وتقديرها يفوق بناء البلد من شماله الى جنوبه، والقضاء على الفقر والعاطلين، بعد تهريب أرقام فلكية إستنزفت ميزانية العراق، ولكن الخبراء يشيرون الى وجود عراقيل قانونية وسياسية تجعل المهمة مستحيلة.

أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح مؤخراً، عن تقديمه مشروع قانون "استرداد عوائد الفساد" إلى البرلمان، لاسترداد نحو 150 مليار دولار هربت الى الخارج بعد العام 2003م، في حين قدرت لجنة النزاهة حجم الأموال المهربة حتى الآن، ما يقارب 350 مليار دولار، وما يعادل 32% من إيرادات العراق خلال 18 عاماً.

 لا توجد معادلة أو إحصائية تثبت حقيقة الأرقام المذكورة،  ويذهب كثيرون الى أرقام أكبر من هذا ومنها أموال تسرق قبل دخولها الموازنة، والجهات السياسية والحكومة على معرفة بالمتورطين، وهناك حديث عن تفاوض مع بعض الجهات لإستعادة بعض الأموال لإسقاط التهم عنها، والحديث عن إستعادة الأموال جزء من دعاية لا تطبيق لها على أرض الواقع، أذ ليس من السهولة إستعادة أموال من مصارف دولية تعتمد السرية الكاملة على الحسابات، ولحد الآن لم تفلح الحكومات على إسترداد أموال مهربة من النظام السابق.

تفتقر تقديرات الأموال المنهوبة، الى المصادر والإحصاءات المالية، ولم تستند لمعلومات البنك المركزي، وحجم الموازنات وحساباتها الختامية طيلة السنوات السابقة، ولا يزال  العراق يفتقر لقاعدة معلومات، عن الجهات التي سرقت هذه الأموال والدول التي تستثمر فيها،  والتي تمانع أو تتغاضى عن إعطاء المعلومات، ولم تلجأ الدولة الى كبريات شركات التدقيق المالي  والمحاكم الدولية، مع تعزيز الطلبات بالأدلة والوثائق.

ينقسم الفساد لعدة أصناف، من عمليات الفساد المباشر وتهريب الأموال المحصلة من الإتاوات وسرقات الموازنة، وهناك نوعٌ آخر يتمثل بالعقود والمقاولات الحكومية، التي سلمت أموالها للمتعاقدين دون تنفيذ المشاريع، فضلاً عن تضخم مبالغ العقود والرشا والابتزاز، ومن الصعوبة استعادتها، ويحتاج العراق الى فريق قانوني مُلم بالقوانين الدولية والمعاهدات وعمليات غسل الأموال، وواجب الحكومة تقديم أدلة ووثائق للدول التي هربت لها الأموال، وهذا يحتاج لتعاون دولي، مع وجود سرية العمل المصرفي الذي يمنع الوصول لأسماء وعناوين المودعين، وعشرات السنوات، في ظل إجراءات دولية بطيئة، وغير معززة بأدلة ووثائق عراقية.

إن مشروع إسترداد الأموال يتعلق بإجراءات داخلية ذات صلة بهيئة النزاهة والإدعاء العام، وخارجية تتعلق بإتفاقية غسل الأموال الأممية للعام 2005، والتي صادق عليها العراق في قانون 35 للعام 2007م،  وستواجه إزدواج الجنسية، والتي تمنع حتى لو حصل العراق قراراً قضائياً أو إستعان بالشرطة الدولية الأنتربول، لكن المشكلات السياسية تعيق العملية وتضعف الحكومة، مع وجود دول لا تتعاون مع العراق بهذا الشأن، وأحزاب سياسية متورطة في تهريب الأموال ونقلها الى الخارج.                                                                            

التهريب جارٍ على قدم وساق، من أحزاب وقوى لا تسمح بإقرار قوانين تسائلها، وإن تمت المعالجة داخلياً، تبقى مرحلة الجهد الدبلوماسي، والحكومة القوية في محاربة الفساد، والقوى السياسية على علم الى أين تذهب الأموال المنهوبة ومن هي الجهات المتورطة، وقد أفصحت منظمات دولية وجهات اعترفت وآلاف الملفات قدمت دون نتائج، والخطوات تبدأ من الداخل، ويمكن للعراق اللجوء الى مجلس الأمن لإستصدار قرارات تمكنه من إستعادة أموال، شريطة إكتمال التحقيقات والوثائق والأدلة، وسيوفر للحكومة إمكانية إسترداد جميع الأموال في المصارف الدولية، ولكن دون تعاون محلي وجدية في الإجراءات، ستكون المهمة مستحيلة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك