المقالات

القضاء يستغيث..!

1193 2021-01-28

 

حمزة مصطفى ||

 

الناس في كل الدنيا تستنجد بل تستغيث بالقضاء. فالقاضي هو الذي يحكم بين الناس بالعدل. والعقوبة التي تترتب على حكم القاضي هدفها الإصلاح المجتمعي لا الإنتقام. والقاضي طبقا للمدونة الإسلامية هو كمن يذبح بغير سكين. والقضاء هو خط الدفاع الأخير للمجتمع والدولة. في العراق خصوصا بعد عام 2003 وبسبب كم الإشكاليات التي رافقت العملية السياسية إختزلنا القضاء بماهو  سياسي لا بمشاكل وطلايب ومصائب المجتمع الأخرى التي لاتقل إن لم تزد  في كثير من الأحيان عن القضايا السياسية سواء كانت قضايا إرهاب أو فساد أو سواها.

مايجري في المجتمع من جرائم قتل وإغتيال مع سبق الإصرار أو قذف وسب وتشهير وخيانات وطلاق وعنف أسري أمور باتت لاتطاق, بل تعدت حدود قدرة القضاء على التعامل معها. فأما المواد القانونية التي يحتكم اليها القاضي باتت قديمة ولم تعد تتلاءم مع ما أضافه التطور التقني ومن بينه الإنفجار الفضائي عبر منصات الميديا والسوشيال ميديا من مشاكل وأزمات, أو أن العقوبة في إطار القانون لم تعد رادعا حتى لو وصلت الى الإعدام.

لذلك حين أقول أن القضاء بات يستغيث لأنه  وطبقا لما ينشر ويتداول من أخبار بشأن مايجري في المحاكم أو مايقوم مجلس القضاء الأعلى بنشره من بيانات يؤكد أن المجتمع بجميع فعالياته السياسية والفكرية والدينية ونخبه من صناع رأي عام وقادة تخلوا في الواقع عن مهامهم الحقيقية في إصلاح المجتمع ماعدا الخطب والبيانات للنخب والسياسيين والمفكرين والوعظ والإرشاد بالنسبة لرجال الدين وركزوا على ماهو سياسي فقط. وهذا يعني أن القضاء بات وحيدا في مواجهة أزمات مجتمعية بلغت في جوانب منها حد الإنهيار ومامن مجيب أو مستجيب.

 لست رجل قانون لكن الذي أعرفه أن دور القضاء هو وضع حد للجرائم بمختلف أنواعها بنية الإصلاح والبناء. وهذا يعني أن القضاء هو  المطاف الأخير لما يمكن أن يفرزه المجتمع من مشاكل أو جرائم. أي أن السلطات الأخرى التنفيذية والتشريعية والسلطة الرابعة الإعلامية وكل السلطات الأخرى بمن فيها الدينية والعشائرية وسواها من السلطات المؤثرة في المجتمع هي التي يفترض أن تعالج قضايا المجتمع عبر الحكم الرشيد. فعندما تكون هناك تشريعات ترتقي الى مستوى طموحات الناس وحكومات قادرة على تطبيق هذه التشريعات بمنطق العدل والإحسان ورقابة حقيقية من  باقي السلطات فإن دور العدالة في كل محاكم البلاد لن تشهد الإ حالات بسيطة وعادية يمكن أن تحصل حتى في جمهورية إفلاطون أو مدينة الفارابي الفاضلة. لكن أن تتراكم الأزمات والمشاكل والمصائب بدون حلول  فإن نهايتها ستكون مأساوية حتى حين تحال الى القضاء. فالأحكام هنا في الغالب الأعم سليمة قانونيا لكنها لن تحل مايترتب من آثار مجتمعية عليها بسبب الخلل في باقي المنظومات السياسية والمجتمعية والفكرية قبل وصولها الى القضاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك