المقالات

ما هكذا  تورد الابل  يا حكومة العراق..!


 

السيد محمد الطالقاني||

 

ان الاندفاع السياسي  الذي يكون  بغير قيم الحق, او مقاييس الحق التي رسمها الاسلام, فان هذا الاندفاع يعتبر عصبية تحشره مع اعراب الجاهلية,  وحالات مزاجية مذمومة في العمل السياسي الاسلامي الصحيح.

وهذه الحالات المزاجية تسير وفق الغاية تبرر الوسيلة, ومهما كانت الوسيلة, المهم الوصول الى الغاية التي يطمح لها هذا السياسي .

 ومن الوسائل القذرة التي استعملها دواعش السياسة في العراق, من اجل دنيا هرون وكرسي الحكم هي بيع الوطن الى مغول العصر من اجل غايتهم هذه .

حتى اصبح العراق على مفترق طرق, ودقت اجراس الهاوية, ووصل الغزاة الى اطراف بغداد , وهنا لجا قادة الاكراد والسنة من السياسيين الى دول المحور السعودي والامريكي, طالبين منهم يد العون , ولكنهم لم يحصلوا من تلك الدول سوى الوعود, وحتى يومنا هذا وباعترافهم انفسهم.

وسدت كل الابواب ولم يبق  بابا مفتوحا سوى باب بالجمهورية الاسلامية الايرانية,فاستنجدوا بها, ولبت نداء العراق على الفور , وكان اول جندي يدخل ارض العراق هو الشهيد البطل سليماني, الذي تطوع ضمن فتوى الجهاد التي اعلنها سماحة السيد السيستاني , وفتحت ايران  كل ماتملكه من مخازن عتاد واسلحة ودفعتها الى العراق من اجل انقاذه من الدواعش .

وهكذا بقي الشهيد سليماني قائدا يعمل في الظل, حتى تحقق النصر بفضل قيادته, وبفضل تضحيات اولئك الرجال الذين هبوا لنصرة العراق تلبية لفتوى المرجعية الدينية.

رجال لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا يتهافتون على ذهاب الانفس.

رجال لاتاخذهم في الله لومة لائم .

 رجال تركوا الاهل والاحبة وملذات الدنيا ولبوا نداء المرجعية المقدس.

 انهم رجال الحشد الشعبي الذين وقفوا وقفة الشجعان وحاموا عن الاهل والاطان .

وفي الجانب الاخر حزم السياسين حقائبهم, ورحلوا الى دول الغرب, ودول الجوار من الحواضن الاستكبارية, وخلت المنطقة الخضراء من اهلها, خوفا من وصول الدواعش اليها , حتى شاءت الاقدار ان ينقلب السحر على الساحر, وتنتصر ارادة الامة المظلومة على ظالميها, الذين ارادوا ارجاع العراق الى المربع الاول .

وهنا انبهر الاستكبار العالمي, كيف يمكن لافراد من المتطوعين ان يؤسسوا في ظرف قياسي زمني  جيشا كهذا خرق كل النظم والقوانين العسكرية؟

هذا الامر  اثار غضب الاستكبار العالمي وحواضنهم من اشباه الرجال في المنطقة , حيث بداوا يصبون غضبهم على الشهيد سليماني, وعلى الحشد الشعبي حيث تصدت السفارة الامريكية بكل جيوشها الالكترونية, لهذا الامر  محاولة منها لزرع الفتنة الطائفية  بين صفوف ابناء شعبنا, والنيل من الجمهورية الاسلامية, ومن شهيدنا الحاج سليماني, وذلك  بمساعدة الذين باعوا ضمائرهم للاستكبار الامريكي من اجل حفنة من الدولارات, واحتضنت تلك الدول, وسخرت لهم كل الامكانيات الاعلامية والمادية .

واليوم وبعد ان تنفس الساسة الصعداء وجلسوا على كراسي الحكم, بدات الفئران تخرج من جحورها , وبدات اصواتهم المسعورة تبث السموم هنا وهناك ,فبعد ان كانوا يتوددون يوما ما للشهيد سليماني في انقاذهم من الورطة التي وقع بها العراق , نراهم اليوم يتهجمون على الرجل بعد شهادته .

ماهكذا تورد الابل ياحكومة العراق...

اي مطمع سياسي حصل عليه الشهيد سليماني على ارضكم , واي مطمع دنيوي  ناله الشهيد سليماني وهم يجوب اراضي المعارك ليدافع عن عرضكم وشرفكم الذي تعرفون من باعه منكم الى الاستعمار الداعشي.

كان الشهيد سليماني يدخل الى العراق بصفته مستشار عسكري, وبامر الحكومة العراقية , وكان ياتي في وضح النهار وليس متخفيا , والكل شاهده في سوح القتال  وفي شوارع بغداد وكربلاء والنجف والانبار والموصل حتى ملات الصور مواقع التواصل الاجتماعي للعراقيين وهم يتشرفون بالتصوير معه, في الوقت الذي  عجز فيه  الايرانيين طوال تواجده معهم عن ذلك , حيث كان يعمل بعيدا عن الاعلام والتواصل الاجتماعي, ولكن حبه للعراق والعراقيين جعله لايبالي بكل شيء.

ان الشهيد سليماني الذي دعته الحكومة العراقية الى اجتماع على ارضها وبطلب رسمي منها, وكانوا  ينتظرون لقاءه لجمع الشمل السياسي الذي فرقته الاهواء والملذات, حتى باعه المتخاذلون والواشون , وتقطعت اوصاله اربا اربا, وفرحتم انتم واتباع السفارات باستشهاده, واخرجتم اتباعكم الى شوارع بغداد فرحة بمقتله, حتى وصلت الجراة بكم اليوم ان تصفون عملية الاستشهاد بالشواء.

اي دين انتم ...

 واي سلالة انتم ...

فالرجل قد ضحى من اجلكم ويقتل ثمنا لتضحينه , وتستعيبون المشاركة في مجلس عزاءه

ودولة وقفت معكم في محنتكم فتعاقبوها ثمنا لوقفتها من اجلكم بشعرا ايران بره بره.

ولكن شاءت الارادة الالهية ان يتماسك الجسد العراقي والدم العراقي مع الجسد الايراني والدم الايراني في حادثة المطار , لتعلن للاستكبار العالمي ان هذه الوحدة هي وحدة ازلية لن تنهار مهما فعلتم.

لقد حصل الشهيد سليماني على درع المرجعية في ارضكم يوم ان قلده سماحة المرجع الاعلى السيستاني حين وصفه ورفاقه بابطال معارك التحرير.

واليوم تخرج علينا النكرات وتتفوه بكلمات لم يجراوا ان يقولونها والشهيد سليماني على قيد الحياة .

وعلى كل حال ان ظلامة الشهيد سليماني ستظل تلاحقكم مدى الدهر, وسترون نهايتكم كيف تكون, ونهايته كيف كانت, يوم ينادي المادي الا لعنة الله على الظالمين, انكم ترونه بعيدا ونحن نراه قريبا باذن الله.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك