المقالات

إصبع على الجرح..ما تبقى من الشرف السياسي

1101 2020-12-28

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

لم يشهد العراق سابقا مثل ما هو اليوم من خلط في الأوراق وذر للرماد في العيون وضبابية في الموقف والرؤيا والفرز بعدما كثر وتسيّد اللون الرمادي  فلم يعد الأبيض ابيضا صاف ولا الأسود أسودا قاتم .

نعم لم نعد نستغرب او نتعجب او نستعجب حين نكتشف إن اللص الحقيقي واللص الأكبر هو نفسه من كان صوته اعلى الأصوات في الوطنية والشرف ومصلحة البلاد والعباد .  تماما كما حصل لتلك المرأة الفرنسية التي جلس بجانبها في القطار المتجه الى لندن رجل انكليزي بالصدفة.

كان التوتر ظاهرا على وجه المرأة الفرنسية فسألها الانكليزي: لم أنتي قلقة؟ قالت له أحمل معي دولارات فوق المصرح به وهي 10,000 دولار.

 فقال الانكليزي: اقسميها بيننا فاذا قبضوا عليك الشرطة الفرنسية او قبضوا علي نجوت بالنصف واكتبي لي عنوانك لأعيدها لك عند وصولنا لندن فعلت الفرنسية وأعطته عنوانها . عند التفتيش كانت الفرنسية تقف أمام الانكليزي عند الشرطة ومرت بدون اي مشاكل .

 صاح الانكليزي ياحضرة الضابط  تلك المرأة تحمل عشرة الاف دولار نصفها عندي والنصف الآخر معها وانا لا أخون وطني فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبي لبريطانيا العظمى!!.

 فعلا اعادوا تفتيشها مرة أخرى ووجدوا المبلغ وصادروه وتحدث الضابط عن الوطنية وعن ضرر التهريب على الاقتصاد الوطني وشكروا الرجل الانكليزي كثيرا لوطنيته ونزاهته وشرفه وعبر القطار لبريطانيا..

 بعد يومين فوجئت المرأة الفرنسية بالرجل الانكليزي نفسه عند باب بيتها فقالت له بغضب : يا لوقاحتك وجرأتك مالذي تريد الآن؟ابتسم بوجهها وناولها ظرف به 15,000 دولار وقال ببرود هذه أموالك مع المكافأة فاستغربت من أمره وتعجبت فقال لا تتعجبي ياسيدتي فقد أردت إلهاء الشرطة عن شنطتي التي بها ثلاثة ملايين دولار فكنت مضطرا لهذه الحيلة ولله الحمد فقد نجحت حيلتي ولم يشكوّا بي فشكروني وأثتنوا على وطنيتي وشرفي ولم يفتشوا شنطني. نعم هذا هو حال الواقع الذي نعيشه اليوم لدينا بالتمام والكمال والجميع جربناهم ولن نعيد تجربتهم  .

 لذلك عندما جائت (أم سجاد) التي مات زوجها في حرب الدفاع ضد الدواعش على ثرى الموصل ولها منه طفلين تربيّهم بالدموع والحسرة والفقر والألم والإنتظار وفي بيت لا يصلح للسكن البشري هناك في ما يسمى بالعشوائيات ولا احد يطرق بابها ولا مسؤول يتذكرها كما هم الاف العوائل من ذوي الضحايا والشهداء .

حضرت الى بيتي والحزن يؤطر عينيها والمأساة تحتويها لتسألني هل هناك فعلا إنتخابات ستأتي في العراق وإذا حصلت انتخابات فمن تنصحني ان انتخب !! ولمن أصوت ..

قلت لها هل تعرفي أحدا من الذين سيرشحون انفسهم  قالت لا أعرف أحداً منهم  لكني أريد ان أصوت لمن يوفر لي لقمة خبز وكرامة أنا وأطفالي ويقتص لي ممن قتلوا زوجي ثم بكت ناحبة بأسى وألم .

 شاركتها دموع عينيها بدموع عيني وقلت لها حسبك وحسبنا الله يا أم سجاد وانصحك كما أنصح نفسي . ضعي البطاقة فارغة  .

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك