المقالات

الخارجية العراقية تتنفس الهواء برئة أمريكية..!

1409 2020-12-02

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

مفهوم الأمن الوطني ليس مقتصرا على الجانب الداخلي، المتعلق بالمحافظة على الوحدة الداخلية وعلى قيم الدولة وخصوصيتها، بل ووفقا للتفكير الإستراتجي، إنما يشمل البيئة الخارجية، دول الجوار بصورة أكثر تأثيرا، وتليها الدول الأبعد الأهم أقتصاديا، أو ذات التأثير العسكري والسياسي في القرار الدولي.

يجب النظر إلى الأمن بمنظارٍ شامل، فالأمن الوطني لا يقتصر على الأمن الجنائي أو الأمن السياسي، إنما هو منظومةٌ كبيرةٌ تشمل الأمن الاستراتيجي والاقتصادي، ويرتكز هذا المفهوم في العراق على ما ينص عليه دستور 2005، وبالتحديد في مقدمته، من تفاصيل ترسم ملامح الهوية الوطنية، وصيغة التعايش بين مكوناته، التي تنص على صيغة الحكم الفيدرالية، والهوية الوطنية والحقوق والواجبات، والعلاقات مع الجوار.

تتميز البيئة الداخلية عن الخارجية، في أن الدولة تتمتع فيها بكامل السيطرة، على ما يجري داخلها من نشاطات وأحداث، وتستطيع اتخاذ التدابير المناسبة، والقيام بردات الفعل المطلوبة تجاه أي تهديد أو خطر ماثل،

في الظروف الأعتيادية تسعى الدولة، الى السيطرة الكاملة على أراضيها، مثلما تسعى الى ضبط حراك مواطنيها وفقا للأطر الدستورية، لكن قد يحدث أن تتضعضع قدرة هذه الدولة في ظروف معينة، وتضعف سيطرتها على الوضع الداخلي، كما تضعف قدرتها على كبح التأثيرات الخارجية، فتعيش داخل دوامة أمنية دائمة، تجاه القضايا التي تهدد وجودها ومستقبلها.

فيما يتعلق بالبيئة الخارجية؛ فإن القرار يكون أصعب بكثير، نظرا لكثرة العوامل المؤثرة، وللبيئة الخارجية تأثيرات أكبر من البيئة الداخلية على الأمن الوطني، ما يستوجب توظيف جميع القدرات الُتاحة في الدولة، من أجل تعزيز مصالحها وقوتها، ومنزلتها في المنظومتين الأقليمية والدولية.

السياسة العراقية الخارجية؛ يفترض أن تنطلق في مفهومها للأمن الوطني، من إدراكها لمخاطر التجزئة والتبعية، وما تؤدي إليه من تهديدٍ للأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا يفرض وجود سياسة وطنية، تهدف إلى تأكيد استقلال القرار العراقي في جميع المجالات، وتحصين المجتمع العراقي وتعميق الانتماء إلى الوطن.

هنا في بغداد، غالباً ما كان الخلاف على مسألة داخلية، يتطور باتجاه الخلاف على تحديد موقف رسمي، تجاه قضايا عربية أو إقليمية أو دولية، والعكس صحيح، وأبرز مثال على ذلك، الموقف الرسمي تجاه الربيع العربي، وأحداث سوريا، الأحداث في اليمن ودور كل من السعودية والإمارات فيها، الموقف تجاه التحالف الدولي المزعوم ضد الإرهاب، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وبسلة التسوية المطروحة بعنوان صفقة القرن، وما تبعها من خطوات تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وغيرها من الملفات التي لا يجوز إغفالها، حيث تعيش المنطقة لعبة القبض على الأوراق المهمة، على الساحتين الدولية والإقليمية، وكلها قضايا لها بعد مرتبط؛ بالتبعية والتأثر بالخارج لأسباب متعددة.

إجرائيا فإن وزارة خارجية بلد ما، ليست هي الجهة المسؤولة عن رسم خرائط علاقات ذلك البلد الخارجية، فهي معنية بالدرجة الأساس بالشؤون القنصلية، وبـ"تنفيذ" إستراتيجية علاقات دولية، ترسم في البرلمان(لجنة العلاقات الخارجية)، ومراكز القرار المعنية بالشأن الخارجي في الدولة، ومنها مجلس الوزراء ومجلس الأمن الوطني.

في حكومتي السيد عادل عبد المهدي والسيد مصطفى الكاظمي، خرجت وزارة الخارجية عن تخصصها، وباتت تأخذ مواقف لا تعبر عن الرؤية الوطنية العراقية،  فالسيد محمد علي الحكيم، وزير خارجية حكومة عبد المهدي كان من الذين يتنفسون الهواء برئة أمريكية، ووزيرها الحالي كاكا فؤاد حسين لا يخفي إنحيازه الى المحور الإسرائيلي السعوأمركي، تبعا لما ينحاز اليه سيده مسعود بارزاني..

كلام قبل السلام: الأدلة كثيرة على هذه الـ"خربطة"، وآخرها موقف الخارجية العراقية المثير للإستغراب، بإدانة الهجوم اليمني على منشأة أرامكو في مدينة جدة السعودية، برغم الظلم والحصار والتجويع؛ والقصف السعودي المستمر الذي يتعرض له اليمنيين، وموقفها الصامت من العدوان الصهيوني المستمر على سوريا، وآخرها دفن رأسها بالرمال إزاء عملية خطيرة، تهدد السلم والأمن الأقليمي والدولي، أرتكبتها إسرائيل ضد أحد أبرز علماء إيران..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك