المقالات

الانتخابات الامريكية ثم ماذا بعد ؟ !

1240 2020-11-05

 

د.علي الطويل||

 

يتابع العالم باجمعه مايدور حول الانتخابات الامريكية ، وقد انقسم الكثير  من الناس في داخل امريكا وخارجها ، الى ثلاثة اقسام ، فمنهم من يريد الفوز لترمب ومنهم من يريد الفوز لبايدن ، وقسم ثالث غير معني تماما بهذه الانتخابات او انه يعتبر ان فوز اي من المرشحين سوف لن يغير شيء من واقع الامر في سياسة  امريكا الداخلية  والخارجية  ،وهذه هي الحقيقة الاكيدة فالامور سوف لن تتغير بفوز احدهم ، فحقيقة امريكا واحدة ، وهي انها دولة مستعمرة هدفها نهب الدول واخضاعها سياسيا واقتصاديا وتحطيمها اجتماعيا لضمان استمرار النهب ، وفوز اي من المرشحين سوف لن يغير من الاهداف وانما تتغير التكتيكات ولكن يبقى الهدف واحدا بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي . صحيح ان هذه الانتخابات  تختلف نوعا ما عن سابقاتها وخاصة في الداخل الامريكي ، وبالخصوص بعد الفوضى الكبيرة التي احدثتها عملية قتل الرجل الاسود،  والانشقاقات الاجتماعية التي افرزتها سياسة ترمب الرعناء ، فجمهور الطرفين اتخذ الجانب الحاد في رفض الطرف الاخر ، وذلك بفعل التجييش الغير منطقي لترمب لانصاره ، والتلويح بالقوة في حال الخسارة مما الب الجمهور الامريكي تجاه الطرفين بين مؤيد ومعارض ، وكل ذلك سوف لن يغير طبيعة الغطرسة الامريكية،  الا اذا تطورت الاوضاع باتجاه الصدامات الداخلية عند ذاك ستنشغل امريكا بنفسها وتترك الاخرين ، ولكن يبقى موقف امريكا تجاه الاخرين لن يتغير بطبيعة الحال كما اسلفنا ، فتاريخ الرؤساء في امريكا وسياستهم الخارجية تجاه دول العالم وخاصة منطقة الشرق الاسلامي تاريخ اجرامي ، فلا يوجد رئيس امريكي الا وكان هدفه الاول هو حماية اسرائيل ومساعدتها في توسعها وغطرستها ، فلم يحدثنا تاريخ هؤلاء عن انصاف الفلسطينيين او انصاف العرب والمسلمين ،وكل مانجده في التاريخ المعاصر انهم يداورون الحرب بين الدول الاسلامية ، فاحدهم يحارب بجيش امريكا،  والاخر يحارب بجيوش دربتها اجهزته الامنية لتكون ذراعا تنفذ مخططاته ، فشاهدنا تدوير داعش من افغانستان الى العراق ثم سوريا ثم ليبيا ، وهذا التدوير جرى في عهود اربع رؤساء لامريكا بين جمهوري وديمقراطي ، فالامر واحد لدى امريكا حين يفوز هذا او ذاك . ان الشعوب الاسلامية وحكوماتها عليها ان تعي ذلك تماما ، فلا ترمب سوف يكون منصفا ، ولابايدن سوف يكون رحيما ، فامريكا التوسعية الاستغلالية لن تتغير اهدافها ولا اساليبها بتغير الرؤساء لان ذلك وهم كبير  ، فما على  الدول الاسلامية  الا ان تسعى لتقوية جبهاتها الداخلية والخارجية وتوحد مواقفها ، لان ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدتها وتماسكها الداخلي ، وهو السبيل الوحيد الذي سوف يجعلها تصمد  في وجه امريكا ومخططاتها ، اما المراهنون على هذا الرئيس او ذاك ماهم الا واهمون او لديهم جهل بطبيعة الحكم في امريكا ، فالجمهورية الاسلامية الايرانية مثلا لم تعول على فوز احد الطرفين ، وهذا الموقف نابع من الخبرة العميقة نتيجة التعامل الطويل مع السياسة الامريكية بجمهورييها وديمقراطييها ، اما من يأملون هذا وذاك الا انما هم قصيري النظرة ولاينظرون الى مصالح بلدانهم العامة بقدر مصالح الحكام الخاصة ، فحكام الخليج مثلا وكنتيجة لما قدموه من رشوة كبيرة  لترمب وكانت فقط من السعودية بمقدار ٥٠٠ مليار دولار كصفقات وهدايا شخصية ،  فانه بالتاكيد سيزعجهم فوز بايدن ، وهذا قصور في الفهم السياسي وارتهان سياسة هؤلاء الحكام وانحصارها  بمصالحهم الخاصة والمتعلقة بوجودهم بالحكم فقط.اما الشعوب الاسلامية في بلداننا فلايجب ان يتأملوا كثيرا من اي طرف من طرفي التنافس الانتخابي لانهم على سواء في التعامل مع كل القضايا الاسلامية والعربية .والواقع يخبرنا ان امريكا هي سبب لكل المأسي التي تعاني منها شعوب هذه المنكقة ولا فرق بين ديمقراطي او جمهوري .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك