المقالات

ألواح طينية؛ هل بنينا دولة “تَسْعُلُ” في الظلام؟!

1592 2020-10-04

 

قاسم العجرش||

 

أحاول في هذا العمود وكل مرة، أن أرسخ علاقة طبيعية بين ما يقبله العقل وما يأباه، أريد أن أعبر بشكل جازم دون أن أمط شفتي امتعاضا، أن المنجز الصحيح يعبر عن نفسه؛ ولا يحتاج إلى طبول تروج له، وبالقدر نفسه من الحيادية؛ أريد الإشارة إلى أن الخطأ هو خطأ ولو ألبسته أساور من ذهب..!

في كل هذا نحاول أن نتجشأ الحقيقة، نعبر عنها بوضوح، ولأننا في عهد ما بعد فتنة تشرين، بتنا إزاء انحياز لا عقلاني للتهريج؛ الذي يريد لَيَّ عنق الحقيقة، لينتج لنا “وضعا” استثنائيا يجبرنا فيه المهرجون على القبول بالاستثنائي المزيف، كحقيقة إيجابية واقعة، وأن نعتنق ما يأفكون ولو مرغمين!

حراك المطالب كان حقا مبرما، ومن ينكر ذلك فهو مخاتل بلا ضمير، لكن ما بعد حراك المطالب؛ كان إحراق البلاد وإغراقها بفوضى عارمة، وسنة فاتت على عمر الحراك المطلبي الذي تحول إلى فتنة، ليست كافية لأن ننسى ما فعل الرعاع أبدا..

لقد قتل الرعاع الحق، وسحلوا المطالب بالشوارع، وتقدم “التكتك” الصفوف قادما من قاع المدينة، ليحل محل مطالب ذوي الشهادات العليا، وبات أميٌّ سافل يحمل قنينة الخمر، رمزا بديلا عن الأكاديمي الذي يريد وطنا تسوده قيم العلم.

الحصيلة أنه وعلى الرغم من انحراف الحراك؛ نحو الغوغائية والعنف والاستهتار، إلا أن بعضنا يرى أن كل شيء يبدو بهيجاً، فيما النكبات السياسية والصدمات الوطنية التي مرت بنا، تكفي لكي نكتشف أننا ما زلنا عراة، فساستنا عراة وسياستنا عارية، مثل ثروتنا العارية من شرفاء يحمونها، فباتت نهبا لمن يريد أن ينهب..

أمس ارتحل إلى جهنم وبئس المصير، شيخ قبيلة الكويت، وهو أكبر نهاب نهب ثروة العراق، ليس لأنه كان محتاجا لأن ينهب، بل ليعوض ما قدمه لأسياده الأمريكان، ليخلصوه من جور أخيه وحبيبه صدام..أكثر من ألف مليار دولار ما زال شعب العراق يقتطعها من جلده، لأن رئيس قبيلة الكويت يريد أن ينتقم من العراقيين عن جريمة لم يقترفوها، بل اقترفها حبيب شيخ قبيلة الكويت الغالي على نفسه، حارس البوابة الشرقية العربية صدام حسين المجيد التكريتي!

حتى بواب العمارة المصري في الكويت حصل على تعويض، وسيدة أمريكية مسنة “أزعجها” منظر جنودنا وهم يذبحوننا في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 حصلت على تعويض، لكن المفارقة أن ذوي المذبوحين لم يحصلوا على تعويض.

بعضنا هذا ما يزال يعتقد أن جهنم السياسة؛ محفوفة بالشهوات والظن الحسن، يعتقد ذلك لأن العائدات الهائلة تدير الرؤوس.

اليوم وفي ذكرى الفتنة؛ إن الدولة التي تقول إنها تحارب الفساد؛ «تسعل» في الظلام حتى ينتبه اللص، الذي يقف فوق الحائط ويعيد حساباته، وعلى نفس المسار فإن السياسيبن الذين شكلوا الدولة؛ يقولون ما لا يفعلون، عهر سياسي أم ماذا؟ سَمُّوهُ كما تشاؤون.

الحكومة هي المؤسسة المشتركة، هي المعطف الذي لا يقينا من برد، ولم تق أموالنا التي لم نجد لها مكانا هنا لنودعها فأودعناها عند الذئب الأمريكي ـ وودع البزون شحمة!

القرار السياسي هنا: الجلوس في صقيع القطب المنجمد على “لهيب” حراك تشرين، الذي ألبسوه ثوب الثورة دون أن يمتلك من مقوماتها النبيلة شيئا.

المصيبة أن الساسة ليسوا مستعجلين ـ شكو وراهم؟! بعد التغيير مباشرة أمرونا أن نعيد طلاء وجوهنا بلون الفرح، ولم نلبث أن نكتشف أن اللون لا يناسبنا، فبيننا وبين الفرح عداء أزلي..

وعدونا بتهدئة اللعبة وجعلها باردة كالصقيع…واكتشفنا أنه صقيع استراتيجي قاتل، ولأنه صقيع فلا شيء يدفع بنا إلى صياغة قواعد جديدة، لكي نتجاوز الفضيحة المفتوحة على مصراعيها..

كلام قبل السلام: حينما ركبنا المركب في البداية قيل لنا لا حاجة بكم لستر النجاة، فمركبنا كله عبارة عن سترة نجاة ، وصدقناهم فنزعنا السترات ، لكننا عندما تحولنا إلى غرقى بدأنا نتلمس بأياد خاوية، حافة مركب هو الآخر قد انكفأ على نفسه عله يكون وسيلة نجاة لنا، وأتساءل هل هناك من يهيل التراب على العملية السياسية؟‏

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك