المقالات

ألواح طينية؛ كيف نخرج من مأزق الإنسداد السياسي؟!

1310 2020-10-01

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||

 

ربما هي قلة الخبرة السياسية، وربما هي سليقة جُبل عليها كثيرين، وربما هي ثقافة موروثة من أزمنة غابرة، وربما هي من مستلزمات التمظهر بمظاهر القوة، وربما هي تنفيذ لأملاءات خارجية، وربما هي من علائم الفشل في تقدير الموقف السياسي، وربما هي خصلة التهور التي تتصف بها الشخصية العراقية، التي مازالت مطبوعة بالجهل والعناد، وربما هي شخصنة المواقف وإحالة الخاص الى العام، وربما هي سبيل للتغطية على مشكلات داخلية للأحزاب التي يمثلها الساسة المأزومين أو المتأزمين.

ربما هي كل ما تقدم مجتمعا أو بعضه على بعض، تلك هي الأسباب التي تدفع بعض الساسة العراقيين، الى السير على طريق الأزمات أو إنتاجها..

فوضى العقول وفقدان البوصلة، والتمسك بالرأي حتى لو كان سفيها، حالة شاعت في الوسط السياسي العراقي كثيرا وطبعته بطابعها، وسببت في تعميق الإختلافات بين الساسة على صعيد شخصي وعلى صعيد حزبي.

من غريب الفعل أنه حتى في داخل المكون السياسي الواحد، نجد أن التأزيم بات لازمة العمل السياسي، وهو نابع أساسا من فقدا الثقة وإزدياد مساحة الشك.

القاعدة الفطرية المفترضة؛ أن الأصل هو اليقين والشك هو الأستثناء، لكن في السياسة عموما والعراقية منها خصوصا، تنعكس القاعدة فيكون الأصل هو الشك واليقين إستثناء، أو لاوجود له على الإطلاق..فلا أحد يثق بأحد، وذلك هو أول طريق إنتاج الأزمة...

الإختلاف في المواقف السياسية أمر طبيعي، بل هو مطلوب لنُميز الطيب من الخبيث، ولنعرف ما يجري حولنا، فالساسة إذا أختلفوا كشفوا عيوب بعضهم بعض، وهكذا يصبح الإختلاف مفيدا.

لكن الى هذا الحد ويكفي؛ إذ لا يجوز أن يتحول الإختلاف إلى خلاف عميق، يمتد فيطال نواحي متعددة ومتشعبة، تسبب أضرارا جسيمة للشعب والحياة العامة.

الاختلاف السياسي شأن مشروع؛  ولكن التحريض محرّم، لإنه لعب في المساحات الخطرة، ولا ينبغي ان نعيش دائما وكأننا على شفير حرب، فقد أرتفعت درجات حمى المهاترات حثيثا الى المديات الحمراء، والشارع العراقي المعبأ اصلا بروح الأختلاف، نتيجة للمسارات الخاطئة التي حكمت العملية السياسية، يبدو اليوم أكثر وعيا من القيادات السياسية المتراشقة.

كل من في رأسه مخ، وفي عقله ضمير، والفعاليات الأجتماعية وقوى المجتمع، ينظرون بإزدراء، الى روحية التأزيم التي تسود المشهد السياسي، جراء عدم توصل الفرقاء السياسيين الى  مشتركات ينطلقون منها؛ نحو حلول عملية قابلة للتنفيذ، على الأقل فيما يتعلق بقانون الإنتخابات، وقانون تشكيل المحكمة الإتحادية.

هذه قوانين حاكمة للمستقبل، فبدون قانون إنتخابات يفضي الى بناء مجلس نواب يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا، لا يمكننا ان نثب الى منطقة الحلول، وبدون إتمام تشكيل المحكمة الإتحادية العليا، عبر إقرار قانون منتج، يجعلها فوق الميول والتجاهات، لا يمكن إقرار نتائج الإنتخابات القادمة ابدا، فهي الجهة الوحيدةالتي نصادق على نتائج الإنتخاباتـ وتبت في شرعية نتائجها.

العراق لا يستطيع الوقوف للأبد عند نقطة الجمود الراهنة..والعراقيين مجتمع سياسي يعرف البئر وغطاءه، وقد تنسموا ريح الحرية، وذاقوا طعم الديمقراطية، ولا يريدون أن يلعنوا الساعة التي تناولوا فيها هذه الوجبة الشهية، لذا فعلى أطراف الخلاف، أن تعي حقيقة أن الاختلاف السياسي لا غنى عنه، شرط ان يكون من ضمن المبادئ العليا ومصلحة العراقيين، إن حوارا جادا وحقيقيا وليس حوارا مفرغ من النتائج. سينتج حتما حلاً سياسياً يستجيب لمطالب الشعب، ويحقق له مصالحه في التقدم والديمقراطية..

كلام قبل السلام: تلك قصة البيضة من الدجاجة، والدجاجة من البيضة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك