المقالات

الغريب في العملية السياسية وإصلاحات الكاظمي

1322 2020-09-19

 

واثق الجابري||

 

أثارت مجموعة التغيرات التي أجراها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي جدلاً جديداً يضاف إلى فوضى جدالات لاتنتهي، حينما تترامى القوى السياسية والسلطات والشعب الإتهامات فيما بينهم، ويضيع حق المواطن في جدل عقيم لا ينتهي، وبالتالي قبول ما يحدث وإعتباره  أمراً واقعا.

لا أحد  ينكر حاجة العراق الماسة لجملة تغيرات إدارية ودرجات خاصة، سيما مع تشبث وتكلس شخصيات في مناصبها، وربما تمرد على أحزابها بعد تمردها على شعب ينتظر عملها، إلا أن سلسلة التغيرات غير المناسبة في هذه الحكومة وغيرها،  خبطت الآمال كلها عن جدية دعوات الأصلاح، بل أوصلت العراقيين إلى قول "فاسد شبعان خير من جديد جوعان" وكأنهم ينظرون إلى الطبقة السياسية بأجمعها بعين واحدة متساوية، ولكنهم لم يقتنعوا إلى الآن بأن الفاسدين لهم أمبراطوريات، ورأي الشعب يحمل نوعاً من المنطقة، خوفاً من إمبراطوريات جديدةٍ تصارع قديمةً.

أسئلة كثيرة؛  من بعضها ،لماذا يقبل النواب بالتحول إلى السلطة التنفيذية؟ ومنهم مَنْ  يتقاتل أو يدفع أموالاً لأجل ذلك، وهل أن الإنتخابات تشريعية أم تنفيذية؟ ومن هي السلطة التي تستطيع ضبط إيقاع العمل السياسي؟ وبالتالي تكبر دوامة صعوبة تشخيص الخلل، حين يُصَوَّرُ ان السياسة في العمل في السلطة التنفيذية أهم من العمل التشريعي والرقابي البرلماني،

رسمت جملة الأسئلة ونتائج الواقع؛ أوعت القاصي والداني بما ملموس وأسئلة بلا إجابة، فلم يحدَّدْ في مناهج الإصلاح أيٌ من السلطات ان تتحمل الجزء الأكبر، وقد يصل الإتهام إلى الشعب لأنه لم يُحسن الاختيار، وأن مَنْ اختارهم للنيابة عنه، يبحثون عن مكاسب لا يمكن التفريط بها أو إستغلال إختيار الشعب لتبوُّءِ مركز قوة والتقاسم به مع بقية القوى السياسية.

جاءت الإشكالات نتيجة تكرار إختيار شخصيات من خدم بمناصب تنفيذية عليا وتقبل بالأدنى، أو شخصيات حزبية أو برلمانية، غير مؤهلة للموقع ولكنها شرط في التقاسم الحزبي والمحاصصة الطائفية،  ولكنها أسئلة مثيرة للدهشة، عن كيفية قبول الشخصيات البرلمانية أو حصر التشريع بالمواقع بمعظمها، وكأن محدودية التفكير السياسي تنحصر بالمناصب التنفيذية.

إن الغريب في العملية السياسية، هو أن الشعب ينتخب برلمانياً لتمثيله، وبعد حين يجده وزيراً أو أدنى، ومنهم من كان  يغرر الناخب بطرح برامج تنفيذية وليست تشريعية وإصلاحية ورقابية، ويبدو أن الصراع على المناصب أكثر مما هو على عدد المقاعد في البرلمان؛ وبما لها أثر في تشريع القوانين ورقابية المؤسسات، وكذلك يعتقدون أن الوظيفة الخاصة ليست كما هو دورها للخدمة، وإنما هي أقصر الطرق للحصول على صوت الناخب والصفقات، وبما لذلك أثر في إستخدامها كورقة للتحكم بإدارة الدولة.

الصراع على المناصب، نتيجة حتمية لطبيعة التفكير السياسي، من قوى لم تستطع تقديم برامج يمكن تحريكها من خلال السلطة الشرعية التي اختارها الشعب، وقد يقول قائل: لا مانع قانونياً من تسنم البرلماني منصباً تنفيذياً، ولكن ذلك مخالفة للثقة التي أعطاها الشعب، ويبدو أن هناك صراعاً محموماً بين البرلمانيين للحصول على مناصب تنفيذية، أو ترشيح شخصيات تنوب عنهم أو يمسكون بخيوطها، لذلك فأن الغريب في العملية السياسية وإدارة الدولة، أن معظم المناصب تُدار من شخصيات حزبية أو من ينوب عنها في الواقع، ولكنهم يتحدثون في الإعلام عن نبذ الحزبية والمحاصصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك